هو الشاعر طرفة بن العبد وهو شاعر من العصر الجاهلي كان يتميز بالشعر الرقيق العذب بدون أي ألفاظ جارحة وكان يتميز بحكمته وهذا قد ظهر في كثير من أشعاره، وقد ولد في البحرين وتنقل في عديد من بقاع نجد.

وقد كان اسمه الحقيقي عمرو بن العبد وقد لقب باسم طرفة وذاع صيته، وقد ولد في عام 543م، وقتل طرفة في عهد عمرو بن هند وكان ملك الحيرة آن ذاك في عام 569م ، ونظرا لظروف موته قد اطلقوا عليه الغلام القتيل.

تميزت أسرة طرفة بالكثير من الشعراء، وقد كان في فترة صباه يعيش حياة مليئة باللهو، ونظرا لمكانة أسرته كان جريئا في هجائه ولكن عقب وفاة أبيه استولى اعمامه على أمواله ونظرا للفقر وقلة المال عمل برعاية إبل أخيه “معبد” وعندما سرقت منه لجأ إلى ابن عمه فطرده وعاد مرة أخرى لحياة مليئة بالمتاعب إلى أن كانت وفاته على يد رجل من رجال المكعبر بعد أن ذمه في بعض من أبيات شعره وذكر بعض عن زوجته.

من أشعار الفخر لطرفة بن العبد

إذا القومُ قالوا مَن فَتًى ؟ خِلتُ أنّني عُنِيتُ فلمْ أكسَلْ ولم أتبَلّدِ
ولستُ بحلاّل التلاع مخافة ً ولكن متى يسترفِد القومُ أرفد
فان تبغني في حلقة القوم تلقَني وإن تلتمِسْني في الحوانيت تصطد
وانْ يلتقِ الحيُّ الجميع تلاقيني إلى ذِروة ِ البَيتِ الرّفيع المُصَمَّدِ
وما زال تشرابي الخمور ولذَّتي وبَيعي وإنفاقي طَريفي ومُتلَدي
أنا الرّجُلُ الضَّرْبُ الذي تَعرِفونَهُ خَشاشٌ كرأس الحيّة المتوقّدِ

يمدح قتادة بن سلمى :

أَبلِغ قَتادَةَ غَيرَ سائِلِهِ         مِنهُ الثَوابَ وَعاجِلَ الشَكمِ
أَنّي حَمِدتُكَ لِلعَشيرَةِ         إِذ جاءَت إِلَيكَ مُرِقَّةَ العَظمِ
أَلقَوا إِلَيكَ بِكُلِّ أَرمَلَةٍ           شَعثاءَ تَحمِلُ مَنقَعَ البُرمِ
فَفَتَحتَ بابَكَ لِلمَكارِمِ          حي نَ تَواصَتِ الأَبوابُ بِالأَزمِ
فَسَقى بِلادَكَ غَيرَ مُفسِدِها    صَوبُ الغَمامِ وَديمَةٌ تَهمي

وفي الغزل قال طرفة بن العبد

وفي الحيِّ أحوى ينفضُ المردَ شادنٌ     مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ
ووجهٌ كأنَّ الشمس ألقت رداءها          عليه، نَقِيَّ اللّونِ لمْ يَتَخَدّدِ

فوجدي بسلمى مثلُ وَجْدِ مُرَقِّشٍ،       بأسْماءَ، إذ لا تَستفيقُ عَواذِله
قضى نَحْبَهُ، وَجداً عليها مُرَقِّشٌ،          وعُلّقْتُ مِنْ سَلمى خَبالاً أُماطله

بعض من معلقة طرفة بن العبد

لخولة أطلالٌ ببرقة ثهمد تلوح       كباقي الوشم في ظاهر اليد
بروضة دعميٍ فأكناف حائلٍ         ظللت بها أبكي وأبكي إلى الغد
وقوفاً بها صحبي علي مطيهم      يقولون لا تهلك أسىً وتجلد
كأن حدوج المالكية غدوةً            خلايا سفينٍ بالنواصف من دد
عدوليةٌ أو من سفين ابن يامنٍ      يجور بها الملاح طوراً ويهتدي
يشق حباب الماء حيزومها بها       كما قسم الترب المفايل باليد
وفي الحي أحوى ينقض المردشادنٌ   مظاهر سمطي لؤلؤٍ وزبرجد
خذولٌ تراعى ربرباً بخميلةٍ             تناول أطراف البرير وترتدي
وتبسم عن ألمى كأن منوراً          تخلل حر الرمل دعصٌ له ند
سقته إياة الشمس إلا لثاثه         أسف ولم تكدم عليه بإثمد
ووجهٍ كأن الشمس ألقت           رداءها عليه نقي اللون لم يتخدد
وإني لأقضي الهم عند احتضاره     بعوجاء مرقالٍ تروح وتغتدي
أمونٍ كألواح الإران نسأتها             على لاحبٍ كأنه ظهر برجد
جماليةٌ وجناء تردي كأنها             سفنجةٌ تبري لأزعر أربد
تباري عتاقاً ناجياتٍ وأتبعت          وظيفاً وظيفاً فوق مورٍ معبد
تربعت القفين في الشول         ترتعي حدائق موليٍ الأسرة أغيد
تريع إلى صوت المهيب وتتقي    بذي خصلٍ روعات أكتف ملبد
كأن جناحي مضرجيٍ تكنفا        حفافيه شكا في العسيب بمسرد
فطوراً به خلف الزميل وتارةً         على حشفٍ كالشن ذاوٍ مجدد