في حالات المدح والثناء للأخرين نبحث عن أعذب الكلمات التي نصف بها ما بداخلنا من مشاعر طيبة وعرفان بالجميل ومحاولات الشكر باعذب العبارات وقد كان على مر التاريخ أعظم الشعراء الذين وصفوا ملوكا وأمراء في أشعارهم بالكثير من أشعار المدح والثناء وكذلك العبارات الودودة التي تعبر عن مشاعرهم لذوي السلطة للتقرب منهم.

افضل ما قيل في المدح والثناء :
1- إليك يا من كان لها قَدَم السّبق في ركب العلم والتّعليم، إليك يا من بذلتِ ولم تنتظري العطاء، إليك أُهدي عبارات الشّكر والتّقدير.

2- إن قلت شكراً فشكري لن يوفيكم، حقّاً سعيتم فكان السّعي مشكوراً، إن جفّ حبري عن التّعبير يكتبكم قلب به صفاء الحبّ تعبيراً. تتسابق الكلمات وتتزاحم العبارات لتنظم عقد الشّكرالذي لايستحقه إلا أنت.

3- من أيّ أبواب الثّناء سندخل وبأي أبيات القصيد نعبر، وفي كلّ لمسة من جودكم وأكفكم للمكرمات أسطر، كنت كسحابة معطاءة سقت الأرض فاخضرّت، كنت ولازلت كالنّخلة الشّامخة تعطي بلا حدود، فجزاك عنّا أفضل ما جزى العاملين المخلصين، وبارك الله لك وأسعدك أينما حطّت بك الرّحال.

4- تلوح في سمائنا دوماً نجوم برّاقة، لا يخفت بريقها عنّا لحظةً واحدةً، نترقّب إضاءتها بقلوب ولهانة، ونسعد بلمعانها في سمائنا كلّ ساعة فاستحقت وبكلّ فخر أن يُرفع اسمها في عليانا.

5- عبر نفحات النّسيم وأريج الأزاهير وخيوط الأصيل، أرسل شكراً من الأعماق لك.

6- لكلّ مبدع إنجاز، ولكلّ شكر قصيدة، ولكلّ مقامٍ مقال، ولكلّ نجاح شكر وتقدير، فجزيل الشّكر نُهديك، وربّ العرش يحميك.

أفضل أشعار المدح والثناء :

طلّقت بعدك مدح النّاس كلَّهم
الخوارزمي
طلّقت بعدك مدح الناّس كلَّهم
فإن أراجع فإنّي محصن زاني

وكيف أمدحهم والمدح يفضحُهُم
إنّ المسيب للجاني هو الجاني

قومٌ تراهم غضابي حين تنشدهُم
لكنّه يشتهي مدحاً بمجَّان

عثمان يعلم أنّ المدح ذو ثمن
لكنّه يشتهي مدحاً بمجَّان

ورابني غيظهم في هجو غيرهِم
وإنّما الشّعر مصوبٌ بعثمان

ما كل غانيةٍ هندٌ كما زعموا
وربمّا سبّ كشحانٌ بكشحان

فسوف يأتيك مني كل شاردةٍ لها
من الحسن والإحسان نسجان

يقول من قرعت يوماً مسامعه
قد عنَّ حسان في تقريظ غسان

الوشي من أصبهان كان مجتلباً
فاليوم يهدى إليها من خراسان

قد قلت إذ قيل إسماعيل ممتدحٌ
له من النّاس بختٌ غير وسنان

الناّس أكيس من أن يمدحوا رجلاً
حتّى يروا عنده آثار إحسان

إن أطرب الأسماع مدح مهذب
أحمد فارس الشّدياق

إن أطرب الأسماع مدح مهذب
فمديح إسماعيل أعظم مطرب

الصّدق حليته فكان جلاؤه الـ
ـصديق يروى عنه طيب المنصب

كم سامع عن نبله من مغرب
ومعاين من فضله من معرب

في مصر من آثاره ما طاول الـ
ـأهرام طولاً في الزّمان المجدب

ففعاله منها الغناء لمعدم
وبناء تلك لغير شي موجب

وأحب عبد للمليك من انتحى
نفع العباد بفرصة المترقب

أمثال إسماعيل من تشدو له
زمر المحافل بأثناء الطيب

متفرّد لله في معروفه ومن
السّيادة يغتدّى في موكب

إذا مَدَحوا آدَميّاً
أبو العلاء المعرّي

إذا مَدَحوا آدَميّاً مَدَحْـ
ـتُ مولى الموالي، وربَّ الأُممْ

وذاكَ الغنيُّ عن المادِحينَ،
ولكنْ لنَفسي عقدْتُ الذِّمَم

له سَجَدَ الشامخُ المُشمَخِرُّ،
على ما بعِرْنينِهِ مِنْ شَمَم

ومَغفِرةُ الَّلهِ مَرْجُوّةٌ،
إذا حُبِسَتْ أعظُمي في الرِّمَم

مُجاوِرَ قَومٍ تَمَشّى الفَنا
ءُ ما بَينَ أقدامهِمْ، والقِمَم

فَيا لَيتَني هامدٌ، لا أقومُ،
إذا نَهَضُوا يَنفُضونَ اللِّمَم

ونادى المُنادي على غَفلَةٍ،
فلَم يَبقَ في أُذُنٍ مِن صَمَم

وجاءَتْ صَحائِفُ، قد ضُمّنتْ
كَبائرَ آثامِهمْ واللَّمَم