اسم المثنى بن حارثة بالكامل هو المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة بن ذهل بن شيبان الربعي الشيباني ، وكان يعتبر من أشرف الرجال في قبيلته وأكثرهم شجاعه ، وقد عرف عنه أنه متميز في الحروب وإرادته من حديد.
نسبه والبيئة التي نشأ بها
– المثنى بن حارثة من قبيلة بني شيبان وكانت بني شيبان جزء من بكر بن وائل التي تنتهي النسب بها إلى ربيعة ، وكان أصلهم يرجع إلى العدنانيين ، وكانوا معتمدون على الترحال من مكان إلى أخر ، وكانوا يتحدثون اللغة العربية ويعبدون الأصنام والأوثان ، وكانت الحروب بينهم وبين تميم اثنتي عشرة مرة فازت قبيلة تميم ستة مرات وفازت قبيلة بكر بستة أيضا.
أسرة المثنى بن حارثة
كان للمثنى شقيقان من أبيه وهم المعنى ومسعود وقد تربى معهم ، وقد أهتم بهم المثنى وأخذهم معه في جميع أعماله ، وكانوا بجانبهم في المعارك فقد كان المعنى ذراعه الأيمن وكان يعتمد عليه المثنى في قيادة الخيالة وقد قام بحصار حصن كبير وتم الاستيلاء عليه.
– أما مسعود فقد كان قائد المشاة وقد شارك في الكثير من المعارك وأظهر براعته وقيادته القوية للجنود فقد شارك في واقعة الجسر وشارك أيضا في موقعة البويب وقد استشهد فيها ، وأيضا من أقارب المثنى وهو خاله اسمه يبزغ اسم عمران بن مرة وكان من أهم زعماء بني شيبان وكان يتميز ببطولاته وقوته وشجاعته ، أما زوجته فكانت سلمى بنت حفصة التيمية.
قصة إسلام المثنى بن حارثة
فقد ذهب المثنى بن حارثة إلى رسول الله في العام التاسع الهجري ، فقد كان شجاع وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم (لقد سمعت عنك كثيرا ، واستحسنت قولك ، وقد أعجبنى ما تكلمت به ، ولكن علينا عهد مع كسرى ملك الفرس ، ولا نحدث محدثا ولعل هذا الأمر مما يكرهه الملوك ، فأن أردت أن ننصرك ونمنعك مما يلي بلاد العرب فعلنا.
فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما اسأتم إذا أفصحتم بالصدق وإنه لا يقوم بدين الله إلا من حاطه بجميع جوانبه) بعد جملة رسول الله أعلن المثنى إسلامه هو ومن كان معه.
إدارته في المعارك
إرادته القوية وحسن تفكيره في المعارك جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرر في أن يجعله قائد في أول معركة تفصل بين المسلمين والفرس ، وكانت أسم هذه المعركة هي البويب التي استشهد فيها أخوه مسعود ، وكانت قبل المعركة قد هزيمة المسلمين على يد الفرس حتى أن سيدنا عمر بن الخطاب قرر أن لا يتحدث عن العراق لفترة من الزمن.
– بعدها بفترة ناد سيدنا عمر بن الخطاب على القتال ضد هؤلاء الطغاة وقرر أن يذهب مع جيشه للقتال بنفسه ، وقد آتى إليه قبائل الأزد وطلبوا منه أن يحاربون معه لكن في الشام لكنه طلب منهم العراق أولا فوافقوا على ذلك.
– أما دور المثنى في الحرب فقد كان دائما يشجع الناس في الجهاد والحرب ، وعندما أكتمل عدد الجيش قد تولى المثنى قائد هذا الجيش ، وبالفعل قد تحرك القائد بالجيش حتى وصل العراق وتقابل الجيشين عند نهر الفرات ، وكان قائد الفرس في ذلك الوقت اسمه مهران الهمداني.
– وكانت هذه الحرب في شهر رمضان في اليوم 14 من عام 14 هجريا ، وقد أمر المثنى جي
شه أن يفطر في هذا اليوم حتى يستطيع أن يقتال بمنتهى القوة ، وقد قام المثنى بوضع راية على كل مجموعة من المحاربين لمعرفة كيف يخترق الفرس صفوف المسلمين ، وحاول كثيرا أن يشجع المحاربين ويحمسهم.
– وعندما تحولت المعركة إلى قتال شديد قرر أن يختار مجموعة مميزة من الفرسان وهجم على الفرس وكان من ضمن هؤلاء الفرسان أخوه مسعود الذي أستشهد في هذه اللحظة ، وعندها وبعد كلمات محفزة من مثنى بن حارثة تم هزيمة الفرس وكان هذا بعون الله.
– وقد شارك مثنى هذه المعركة المقاتل أنس بن هلال وكان على الديانة النصرانية لكنه قاتل لحماية العرب ، وكان صادق مع المسلمين وحارب بمنتهى البسالة والقوة ، وقد تم قتل قائد الفرس مهران على يد أحد الشجعان المسلمين بعدها ضعف الجيش الفارسي وهاربوا ، فلحق بهم مثنى على جسر ما وقتل منهم أعداد كبيرة ، فقد وصل عدد القتلى إلى حوالى 100 ألف قتيل ، وقد تسميها بيوم الأعشار وذلك لأن المسلمين وجدوا أنفسهم قتلوا عدد كبير من الفرس.
وفاة المثنى بن حارثة
قد توفى القائد الكبير قبل معركة القادسية ، حيث توفى متأثر بجراحه أثناء معركة أيضا بين المسلمين والفرس وهذه المعركة قد سميت بمعركة قس الناطف.