يعتبر وقت بعد صلاة العصر من الأوقات المفضلة لاستجابة الدعاء ، وصلاة العصر صلاة سرية من الصلوات المفروضة على الإنسان وهي الصلاة الثالثة في اليوم ، ويتم أدائها في أربع ركعات
فضل وقت صلاة العصر
_ عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله قال: (وقت الظهر إذا زالت الشمس، وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر، ووقت العصر ما لم تصفر الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق، وقت العشاء إلى نصف الليل الأوسط، ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر وما لم تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس فأمسك عن الصلاة، فإنها تطلع بين قرني شيطان)، رواه مسلم.
_ وعن جابر بن عبد الله، أن النبي جاءه جبريل فقال له: (قم فصله، فصلى الظهر حين زالت الشمس، ثم جاءه العصر فقال: قم فصله، فصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثله، ثم جاءه المغرب فقال: قم فصله، فصلى العشاء حين غاب الشفق، ثم جاءه الفجر حين برق الفجر، أو قال: (سطع الفجر) ثم جاءه من الغد للظهر فقال: قم فصله، فصلى الظهر حين صار ظل كل شيء مثله، ثم جاءه العصر فقال: قم فصله، فصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثليه، ثم جاءه العصر فقال: قم فصله، فصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثليه، ثم جاءه المغرب وقتا واحدا لم يزل عنه، ثم جاءه العشاء حين ذهب نصف الليل، أو قال: (ثلث الليل) فصلى العشاء. ثم جاءه حين أسفر جدا فقال: قم فصله، فصلى الفجر، ثم قال: (ما بين هذين الوقتين وقت) رواه أحمد والنسائي والترمذي.
_ وقال البخاري: هو أصح شيء في المواقيت، يعني إمامة جبريل ، يبدأ وقت صلاة العصر عند صيرورة الشيء بعده مثله في الانتهاء ويمتد وقتها حتى تغرب الشمس
_ عن أبي هريرة أن النبي قال: (من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر). رواه الجماعة، ورواه أبو بكر البيهقي بلفظ: (من صلى من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس ثم صلى ما تبقى بعد غروب الشمس لم يفته العصر)،.
_ لذلك فيكون أفضل وقت لصلاة العصر هو وقت اصفرار الشمس ، وعلى هذا يحمل حديث جابر وحديث عبد الله بن عمر والمتقدمين، وتأخير الصلاة إلى بعد المغرب جائز ، ولكنه مكروه إلا إذا كان له عذر . عن أنس قال: سمعت رسول الله يقول: (تلك صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعا. لا يذكر الله إلا قليلا) رواه الجماعة، إلا البخاري، وابن ماجة.
_ قال النووي في شرح مسلم: قال أصحابنا للعصر خمسة أوقات: (1) وقت فضيلة. (2) واختيار. (3) وجواز بلا كراهة. (4) وجواز مع كراهة. (5) ووقت عذر، فأما وقت الفضيلة فأول وقتها.
_ وقت الاختيار هو الوقت الذي يصبح فيه ظل الشمس مثيله ، أما وقت الجواز مع الكراهة فهو وقت الاصفرار حتى الغروب ، ووقت العذر فهو الوقت الذي يتم فيه الجمع بين صلاة الظهر وصلاة العصر بسبب السفر أو المطر فقال: (بكروا بالصلاة في اليوم الغيم، فإن من فاتته صلاة العصر فقد حبط عمله) رواه أحمد وابن ماجة.
_ قال ابن القيم الجوزية: الترك نوعان: ترك كلي لا يصليها أبدا، فهذا يحبط العمل جميعه، وترك معين، في يوم معين، فهذا يحبط عمل اليوم).
_ وقد قال بعض العلماء بأن صلاة العصر هي الصلاة الوسطى في قول القرآن: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين).
دعاء وقت صلاة العصر والأذكار التي تعقب صلاة العصر
_ أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، الرَّحْمنُ الرَّحيمُ، ذُو الْجَلالِ وَ الإكْرامِ، وَأَسْألُهُ أنْ يَتُوبَ عَليَّ تَوْبَةَ عَبْدٍ ذَليلٍ خاضِعٍ فَقيرٍ بائِسٍ مِسْكينٍ مُسْتَجيٍر، لا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفْعَاً وَلاضَرّاً، وَلامَوْتاً وَلاحَياةً وَلا نُشُوراً
_ اللّهُمَّ إنّي أعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ صَلاةٍ لا تُرْفَعُ، وَمِنْ دُعاءٍ لا يُسْمَعُ
_ اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ الْيُسْرَ بَعْدَ الْعُسْرِ، وَالْفَرَجَ بَعْدَ الْكَرْبِ، وَالرَّخاءَ بَعْدَ الشِّدَةِ
_ اللّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ، لا إله إلّا أنتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأتُوبُ إلَيْكَ