يعد التفكير من أهم المهارات التي يقوم بها الإنسان العاقل في حياته اليومية، فمن الممكن أن نعرفه على أنه سلسلة من النشاطات الذهنية التي يقوم بها عقل الإنسان في المواقف المختلفة أو الاستجابة للعديد من المثيرات المختلفة التي تحدث له، وينقسم التفكير إلى العديد من الأنواع مثل التفكير الإبداعي والتفكير الابتكاري والتفكير العلمي والتفكير الناقد الذي يساعد الإنسان على اتخاذ المواقف الصحيحة بطريقة منطقية وحكيمة.
مثال على التفكير الناقد من القران
خير مثال على التفكير الناقد هو موقف سيدنا إبراهيم عليه السلام في محاولته لكشف الحقيقة والمقارنة بين الشواهد والأدلة، قال تعالي في سورة الأنعام اية (76-78): (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78).
حيث وضع امام عينيه كل النتائج والدلائل التي تظهر أمام عينية في الكون وبدأ يتفكر فيها، فكان يري الكواكب ولما تأفل يعلم أن هذا ليس بالإله، وكذلك القمر والشمس حتى وصل إلي الحقيقة بعبادة الله سبحانه وتعالي، قال تعالي في صورة الأنعام 79 (إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين).
قصة قصيرة عن التفكير الناقد
يحكي أن رجلاً كان مسافراً في رحلة طويلة وشاقة، وأثناء عودته إلى موطنه لاحظ جبل مميز يطل على مكان موطنه، فقام الرجل بالإسراع فرحاً بالعودة إلى موطنه حتى أنه قام بإتلاف عتاده وأكله وشربه الباقي معه من الرحلة من كثر الفرح بالعودة إلى موطنه، وعند وصوله إلى الجبل وجد أن أهله قد رحلوا عن هذا المكان مما جعله يندم أشد الندم على ما فعل.
من هذه القصة نجد أن الرجل قد فكر ولكن نوع التفكير كان تفكيراً بدائياً سطحياً، لو أنه فكر تفكير نقدي لوجد أنه من الممكن أن يكون هذا الجبل هو جبل آخر مشابه للجبل الذي يميز موطنه أو أن يفكر في أي موقف أخر يجعله لا يتلف طعامه وشرابه.
وكذلك قصة التي تحكي على نيوتن الذي كان يجلس تحت شجرة وسقطت عليه تفاحة ومنها بدأ في البحث حول السبب الذي جعل هذه التفاحة تسقط إلى الأسفل ولم تطير إلى السماء أو تقف مكانها معلقة في الهواء هذا هو التفكير الناقد الذي ساعد نيوتن على التفكير والتحليل حتى تمكن من الوصول إلي سر الجاذبية الأرضية.
تمارين على التفكير الناقد
-التفكير بطريقة الإسفنجة، في هذا التمرين يتم امتصاص أكبر قدر من المعلومات بجهد قليل من التفكير حيث تعتمد على الحفظ والتذكر لهذه المعلومات التي تتلقاها أثناء النقاش أو في المواقف المختلفة، حتى تتمكن بعدها من الرد بطريقة حكيمة بعد أن تكون قد امتلأت بالمعلومات والجوانب الكاملة للموقف أو للنقاش الذي تخوضه
-التفكير بطريقة المنقب عن الذهب، حيث يقوم الشخص بالاستماع والقراءة بشكل مميز يجعله يبحث عن أن دليل أو أي معلومة مثيرة ويبحث ورائها حتى يصل إلى كل المعلومات التي تتعلق بها.
هاتان الطريقتان تجعلك تفكر بطريقة نقدية بحيث تجذب كل المعلومات وتخزنهت وتبدأ بالبحث عنها لتتخذ القرار الصحيح.
انشطة لتنمية التفكير الناقد
التفكير الناقد مثله مثل التفكير الإبداعي والابتكاري لا يولد المرء به فمن الممكن أن تقوم بتدريب أبنائك أو تلاميذك في المدرسة على هذا النوع من التفكير عن طريق أنشطة لتنمية التفكير الناقد عندهم.
هذا التمرين من الممكن أن يقوم بجعل طلابك أو أبنائك يفكرون خارج الصندوق بطريقة غير عادية، عن طريق وضعهم في الموقف التالي، قل لهم أن يتخيلوا أنهم تم تكليفهم بإجراء جولة لفضائيين ليعطوهم معلومات عن البشر وكوكب الأرض عن طريق الطيران بمنطاد وخلال الطيران عبرتم على ملعب كرة قدم وتسأل الفضائيون بعض الأسئلة التالية:
-ما هي اللعبة؟
-لماذا لا توجد إناث بين اللاعبين الذكور؟
-لماذا يشعر الناس المتفرجين بكل هذه الاثارة أثناء المشاهدة؟
-ما هو الفريق؟
-لماذا لا يمكن لهؤلاء الأشخاص النزول واللعب مع الآخرين؟
هذه الأسئلة ستجعلهم يفكرون في الرد بإجابات حول معاني وجودية بيننا، وهي التنافس والفرحة والتعاون والقيم التي نحملها في دعمنا للفرق التي تمثلنا، والشعور بالانتماء لهذا الفريق ، وغيرها من المشاعر التي تحملها لعبة كرة القدم، ومن خلال هذه الإجابات سيبدأ الطالب بالتفكير والتحليل حتى يتمكن من الوصول إلى هذه الإجابات.
نماذج اسئلة عن التفكير الناقد
هناك أيضاً بعض الأسئلة التي من الممكن أن تسألها لنفسك حتى تتمكن من التفكير الناقد، أو أن تعلمها لأطفالك، وسنذكر لكم بعضها:
-ما يحدث؟
حيث تضع في الإجابة الأساسيات.
-لماذا هو مهم؟
قم بوضع الأسباب حول أهمية الأمر الذي تفكر فيه.
-ما لا أعرفه؟
قم بوضع بعض الاحتمالات التي من الممكن أن تكون غير معروفة لك للبحث عنها.
-ماذا أعرف وكيف أعرفه؟
ضع ما تعرفه وكيف توصلت إليه في الاعتبار حتى تتأكد منه.