العالم النحوى الكبير أبو الفتح عثمان بن جني وهو المشهور بـ “ابن جنى” وهو ولد في الموصل في عام 322هـ وتعلم ونشأ في الموصل وتتلمذ على يد أحمد بن محمد الموصلي الأخفش، وهو كان مهتم بالحركة العلمية بالرغم من التدهور السياسي وهو الذي كانت تعيشه الأمة الإسلامية في العصور الخاصة بالدولة العباسية.

وهو لم يؤثر في هذا النشاط الفكري وهي التي نشأت في دور الكتب وجميع المؤسسات العلمية ويتم الأهتمام الكبير بالتأليف والترجمة وهي التي ظهرت في العصر العديد من العلماء والكتاب والمؤلفين وهو من أهم علماء اللغة العربية وهو كان من المقربين للشاعر المتنبي.

 نبذة عن أبن جني ومكانته العلمية

أنتقل أبن جني في العراق والشام وأقام مع أستاذه أبي علي في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وهذا لمدة محددة والبلاط سيف الدولة الحمداني في حلب مدة من الزمن وعرف في هذا البلاط الشاعر أبو الطيب المتنبي وهو الذي أعجب بشعره وبه كثيراً، وأيضاً ابن جني أستوطن فيها في نهاية الوقت وأيضاً استاذه في التدريس خاف واستمر في الدرس والتصنيف والتأليف وهذا حيث أنه توفي في عام 392 للهجرة وهي في خلافة القادر بالله.

وأساتذة ابن جنى العديد من الأساتذة وهم الذين درس عليهم الأدب واللغة والصرف والنحو وهم أبو صالح السليل بن أحمد بن عيسى بن الشيخ وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد، وأبو الحسين علي بن عمر بن عمرو وابن دريد أبو بكر محمد بن الحسن وأبو جعفر بن محمد الحجاج، وابو سهل أحمد بن زياد القطان، وأبو الفرج الاصبهاني وابو العباس محمد بن سلمة، وأحمد بن محمد الموصلي، وابو بكر محمد ابن الحسن وهو المشهور بابن مقسم وابن جنى كان يروى عنه العديد من أقوال ثعلب.

يعتبر ابن جنى ذو مكانة علمية هامة وهو القطب في لسان العرب وانتهت الرياسة الخاصة به في الأدب وهو من أكثر العلماء الذين تحدثوا في الأدب والتصريف وأدق كلاماً منه “علمه بالتصريف أقوى وأكمل من علمه في النحو”، وابن جنى برع كثيراً في اللغة وعلم النحو والتصريف وهو تفوق على كل من سبقوه في علم النحو وهو ثبت العديد من القواعد والنظريات اللغوية والنحوية وهذا ما أكد عليه جميع القدماء وهو زاد عليهم، وأيضاً أبن جنى كان لديه علم كثير وفهم أدق المعاني وقدرته الشديدة على الاستنتاج لجميع الأصول من الفروع وأيضاً جرأته في الفكر وهو له العديد من المؤلفات في الأدب واللغة والنحو والتصريف، وهو من الشخصيات التي لديها كثير ومصنفاته وصلت إلى الخمسين.

تعليم ابن جني

ابن جنى هو صاحب أكثر من عالم وشيخ وهذا على عادة طلاب العربية في هذه الفترة وهو كان يأخذ عن جميعهم مشافهة ويتم تجنب الأخذ من الكتب والصحف وتم أخذ سلسلة سند من شيوخة عن كبار النحاة الذين يتقدمون عليه، كما أن أبن جني تعليمه من صغر سنه وهو يعيش في مسقط رأسه وتم أخذ عن الجماعة من المواصلة ولا يتم تسمية كتب التراجم إلا شيخ واحد والذي تتلمذ على يده في الموصل وهو أحمد بن الموصلي الشافعي وهو الذي يتم تلقيبه بالأخفش وشهرته الكافية هي التي تعني المؤرخون من ترجمته وتتلمذ على أيدي أبن جني في الموصل عند أبي بكر محمد بن هارون الروياني وتم الاستماع إلى العديد من الروايات الخاصة بأبي حاتم السجستاني.

سبب تسمية ابن جني بهذا الأسم

يتم تسميته غالباً بابن جنى فقط ولا يسجل المؤرخون العرب نسبه ما بعد أبيه وهذا نظراً لأنه لم يكن عربي النسب لأن أبيه هو يسمي بجني وهذا بكسر الجيم وتشديد النون وكسرها، وهو أيضاً مملوك رومي يوناني إلى سليمان بن فهد بن أحمد الأزدي وهو من أعيان الموصل وهو كان بإصدار إحدى المخطوطات وهي الخاصة بالتصريف المملوكي ورد أيضاً أن اسمه هو عثمان بن عبد الله بن جني وهو يخالف كما كان هائلاً من العديد من المصادر وهي التي تنص بشكل واضح وصريح على أن والده وهو جني وتم نشر أسمه على الصورة وهي تكون في الطبعة اللاتينية وهي الخاصة بالترجمة الخاصة بالمستشرقين، وابن جني يقدم العديد من الأبيات الشعرية التي تم نسبها له وهو ينتمي إلى الروم بشكل عام وليس قياصرة الروم بالتحديد.

كما أن جميع المؤرخون يؤكدون أن اسم جني هو ذو الأصل الخاص بالتعريب اسم علم رومي وتذكر المصادر التقليدية وأن أسم أبيه الأصلي بالرومية وهو كمي وهو من الأسماء الرومية وتم إطلاق عليه اسم جني وهو أسم أبوه، وأحمد أمين يقترح أن يكون جني تعريب لاسم جوانا وهي التي تتخطى العديد من القراءات الخاصة بالأسم وهي التي تكون بالياء المشددة وهذا على أن يتم أعتبار أنها باء النسب وهذا من الأخطاء المنتشرة.