باتريك موديانو هو واحد من أهم و أشهر الروائيين عالميا، خصوصا بعد حصوله على جائزة نوبل للأدب و التي حاز عليها في عام 2014م نظرا لإسهاماته الجليلة و أعماله الرائعة.
مولده و نشأته
ولد باتريك موديانو في الثلاثون من يوليو عام ألف و تسعمائة و خمس و أربعون في مدينة باريس الفرنسية لأب من أصل إيطالي، و أم من أصل بلجيكي، حيث تقابلا في باريس إبان الحرب العالمية الثانية، و لكن علاقتهم لم تستمر طويلا حيث إنفصلا بعد وفاة باتريك بفترة وجيزة.
نشأ باتريك و تربى مع جديه لأمه، حيث قاما بتعليمه اللغة الفلمنكية كلغته الأم، و بسبب غياب والديه الدائم كان يتقرب كثيرا لأخيه الصغير رودي، و لكن كما نقول دائما “تأتى الأقدار بما لا تشتهيه الأنفس” حيث توفى أخوه فجأة، و هو لم يكمل عامه العاشر بعد، و لقد ترك هذا أثرا كبيرا على باتريك، و الذي قام بإهداء كل أعماله من عام 1967م حتى عام 1982م لأخيه كتخليد لذكراه.
تعليمه و حياته
تعلم باتريك بمدرسة إيكول دي مونتل الإبتدائية، و إنتقل بعد ذلك لمدرسة لايس هنرى الثانوية، و حصل على دروس في علم الهندسة من الكاتب ريدموند كيونى، و الذي كان صديقا لوالدته، حاول والده أيضا أن يلحقه بدروس لتعلم الفنون رغما عنه و لكنه سرعان ما تركها، و في عام 1965م التحق بالسوربون، وذلك للحصول على تأجيل من الجامعة ولكنه لم يحصل على أى درجات هناك.
تزوج باتريك في عام 1970م من السيدة دومينيك زيرفوس، و التي في حديث لها عن ليلة زفافهما قالت ضاحكة : لقد كانت ليلة أشبه بالكابوس، السماء تمطر بغزارة و رأينا أنه كان من الجميل أن نحظى ببعض الصور الفوتوغرافية و لكن سرعان ما اكتشفنا أن الشخص الوحيد الذي لديه كاميرا قد نسيها، و الذكرى الوحيدة لنا من هذه الليلة هى صورة واحدة فقط، و رزق باتريك بابنته زينا عام 1974م ثم أنجب ماري عام 1978م.
كتابات باتريك موديانو
نشر باتريك أول كتاب له في عام 1968م، و هو في عامه الثاني و العشرين فقط، و لقد أسعدت هذه الرواية والده كثيرا لدرجة أنه تمنى أن يبتاع كل النسخ الموجودة، و طلب باتريك من والده في هذه الفترة بعض من المساعدة المالية و لكنه رفض و تجاهله، لكن سرعان ما ساعده القدر و حصل على جوائز عدة منذ صدور كتابه الأول حيث حصد جائزة روجر نيمير و جائزة فينيون.
و في عام ألف و تسعمائة و تسع و ستون تم نشر رواية دائرة الليل و أعقبتها رواية شوارع الحزم، و التي حققت نجاحا ساحقا جعلها سرعانا ما حصدت على جائزة تعد هى الأهم في فرنسا، ألا و هي الجائزة الأدبية بفرنسا، و لم يتوقف نجاح باتريك موديانو عند هذا الحد، حيث بعد ثلاث سنوات فقط عاد مرة أخرى ليخطف الأضواء في فرنسا بعد النجاح الساحق لروايته المنزل الحزين، و التي حصدت جائزة أخرى تضاف لإنجازاته الا و هي جائزة المكتبات.
تبعها بعد ذلك كتب و روايات كثيرة مثل مستودع الذكريات، و أيام الأحد، و دولاب الطفولة، و رواية شباب، و في الألفينيات التي شهدت توهج لباتريك ألف خلالها رواية حادث مرير عام 2003م، و تبعتها رواية مسألة نسب، و رواية في مقهى الشباب و الأفق، ثم في عام 2014م ألف أهم رواية في مسيرته و التي جعلته يحصد أهم جائزة عالمية و هى جائزة نوبل ف الأدب، ألا و هي رواية حتى لا تضيع في الحي.
الجوائز التي حصل عليها باتريك موديانو
حصد باتريك موديانو عدة جوائز في مسيرته توجت نجاحاته و مجهوده العظيم الذي أهله ليكون من الصفوة، و من أهم هذه الجوائز:
– الجائزة الكبرى الفرنسية للرواية عام 1972.
– جائزة غونكور عام 1978.
– جائزة سينو ديل دوكا العالمية عام 2010.
– جائزة الدولة النمساوية للأدب الأوروبي عام 2012.
– جائزة نوبل في الأدب عام 2014.