كان ياما كان في سالف العصر والأوان في أحد أيام الصيف الرائعة، كانت نملة تسير على إحدى أغصان الأشجار من أجل أن تبحث عن الطعام، ولكن أثناء سيرها أصبح الجو سيء واختلف الطقس نظرًا لهبوب رياح قوية وفقدت النملة توازنها وسقطت من على غصن الشجرة لتجد نفسها واقعة في النهر، ولكن لحسن حظها كانت هناك على الغصن الآخر المجاور لها حمامة بيضاء عندما شعرت بالخطر وسمعت استغاثة النملة سعت لإنقاذها.

إنقاذ الحمامة للنملة

قامت الحمامة سريعًا بإلقاء ورقة من الشجرة في البركة التي وقعت بها النملة، وصاحت عليها قائلة ” تسلقي إلى غصن الشجرة”، وبالفعل أمسكت النملة بالغصن، وقامت الحمامة بسحب الغصن بمنقارها إلى شاطئ النهر، وجلست النملة في ظل الشجرة وهي تشعر بالتعب الشديد، ولا تصدق نفسها أنها نجت من الموت، وأن الفضل بعد الله سبحانه وتعالى يرجع إلى الحمامة البيضاء الطيبة.

طارت الحمامة وتركت النملة لتقوم بإحضار بعض الثمار والفواكه للنملة من أجل أن تستعيد قوتها، وشكرت النملة الحمامة على تصرفها وإنقاذها لحياتها، فقالت لها ” شكرًا لكِ أيَّتها الحمامة الطيبة فقد أنقذتِ حياتي، أنا مدينةٌ لكِ، ألقت عليها الحمامة التحية وتمنتْ لها السلامة، وطارتْ بعيدًا”.

النملة تبحث عن الطعام

فاقت النملة واستعادت قوتها، وبدأت تسير في الغابة من جديد من أجل أن تبحث عن الطعام، وأثناء سيرها شاهدت صياد يبحث عن شيء ما وصيد ليصطاده، خافت النملة على نفسها من الصياد، ولكنها تذكرت أن الصياد لا يصطاد النمل، ولكنها فكرت قليلًا وتذكرت أنه من الممكن أن يحدث أذى للحمامة التي أنقذت حياتها، ووقفت النملة تراقف الصياد لكي تعلم من هي الضحية التي ينوي على أخذها.

وأثناء ذلك شاهدت النملة الحمامة البيضاء وهي تطير من بعيد، وكانت مع نفسها، وعندما لاحظت ذلك أسرعت النملة إلى الصياد وعضته من قدمه قبل أن يطلق الرصاصة على الحمامة المسكينة، فانحرفت بندقية الصياد ودخلت الرصاصة في جذع الشجرة.

أدركت الحمامة الأمر وطارت بعيدًا، وعندما شاهدت النملة أن الحمامة طارت بعيدًا هربت هي الأخرى و أحست بأنها تستطيع التنفس من جديد، لم تكن الحمامة تعلم أن النملة هي من قامت بإنقاذها من رصاصة الصياد، ولكنها عادت بعد أن شاهدت الصياد جلس على الأرض يتألم، فنادتها النملة قائلة “أنا هنا يا صديقتي على قدم الصياد، أردتْ أن أردَّ لك الجميل، وأحمد الله أنَّكِ لم تصابي بأيِّ أذى”.

الحمامة تشكر النملة

شكرت الحمامة النملة على أنها أنقذت حياتها من الصياد، وأنها لم تنسى المعروف بإنقاذ الحمامة لها من الموت بالغرق، وحملت الحمامة النملة على ظهرها لتأخذها في نزهة قصيرة في أرجاء الغابة الرائعة.

الدروس المستفادة من قصة الحمامة والنملة

والعبرة المستفادة من تلك القصة أنه يجب على الإنسان ألا ينسى المعروف الذي قد قدمه إليه أي شخص يوم ما، وعليه أن يساعده قدر المستطاع بكل ما يملك من قوة، فمن يفعل خير يجد من يرد له الخير دائمًا.