يقول البعض أن الوزن والصحة مترابطان تماما، لكن البعض الآخر لا يفعل ذلك، حيث أن هناك وفرة من الآراء حول ما تبدو عليه صحة الجهاز الهضمي، وفي محاولة لتجنب بعض المعلومات المتضاربة، فهنا ما قاله الأطباء والباحثون وغيرهم من الأشخاص فيما يتعلق بمؤشرات الصحة الجيدة .
علامات تدل على أن المرء بصحة جيدة
1- شعر طويل ولامع
في حين أن الشعر الجاف أو الرقيق يمكن أن يكون مؤشرا على أن شيئا ما قد ينحرف ( مثل قصور الغدة الدرقية، أو الإجهاد، أو سوء امتصاص المغذيات )، فإن العكس صحيح أيضا، حيث أن الصحة الجيدة هي مؤشر على وجود جسم سليم، والشعر هو مقياس للصحة العامة، وهذا بحسب ما يقوله الدكتور ديفيد كينجزلي من مؤسسة العلوم البريطانية في نيويورك، وخبير الشعر وفروة الرأس، حيث يقول : ” يعتمد الشعر الجيد على قدرة الجسم على بناء جذع الشعر المناسب، فضلا عن صحة الجلد والحويصلات ” .
وتكتب جريدة ” جوي داي ” الخبيرة في مجال الصحة أن التغذية الجيدة تضمن أفضل بيئة ممكنة لبناء شعر قوي لامع، حيث أن الشعر الصحي الذي تغذيه المكونات الأساسية للنظام الغذائي، مثل البروتين والفيتامينات والدهون الصحية، يعكس أن المرء يأكل جيدا ويستوعب جميع الأشياء الجيدة من طعامه ويمتصها .
2- أظافر قوية
إن الأظافر هي انعكاس جيد للصحة، حيث يمكن أن تحدث العديد من الأشياء في الأظافر، والتي يمكن أن تشير إلى حدوث مشاكل في الجلد، وهذا بحسب ما تقوله طبيبة الأمراض الجلدية كريستين بوبليت لوبيز، الحاصلة على دكتوراه في الطب والتي تعمل في عيادة كليفلاند كلينك، حيث تقول أنه مثلما يؤثر الإجهاد على الشعر، فإن الأظافر يمكن أن تكشف أيضا علامات الإجهاد على الجسم، لذا فإن الظفر الوردي بدون خطوط أو تغيرات أو ضعف، كلها علامات تدل على الصحة الجيدة .
ومع ذلك إذا كانت الأظافر تخضع لتغييرات مثل تغير اللون ( البياض أو علامات بنية )، فقد تكون علامة على وجود شيء ما خاطئ، وقال جوشوا فوكس مدير قسم الأمراض الجلدية المتقدمة والمتحدث باسم الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية : ” يمكن أن تكون التغيرات في الأظافر علامة على مرض موضعي مثل عدوى فطرية، أو علامة على وجود مرض منهجي مثل داء الذئبة أو فقر الدم ” .
3- أسنان ولثة صحية
صحة الفم هي أيضا مقياس رئيسي للصحة والعافية، ووفقا لعيادة مايو كلينك : تلعب الأسنان القوية واللثة الوردية السليمة التي لا تلتهب دورا رئيسيا في الحفاظ على الصحة، تماما مثل المناطق الأخرى من الجسم مثل الجلد والأمعاء، فإن الفم مليء بالبكتيريا، وفي حين أن معظمها غير ضار تماما أو حتى مفيد، فإنه وفقا لمايو كلينيك ” عادة ما تكون الدفاعات الطبيعية للجسم والرعاية الجيدة بالفم، مثل التنظيف اليومي واستخدام الخيط، حيث يمكن أن تحافظ على هذه البكتيريا تحت السيطرة، ومع ذلك دون نظافة الفم المناسبة، يمكن للبكتيريا أن تصل إلى مستويات قد تؤدي إلى عدوى الفم، مثل تسوس الأسنان وأمراض اللثة ” .
4- محيط الخصر
لحسن الحظ فإن مؤشر كتلة الجسم ( BMI ) لا يعد وسيلة لقياس الصحة، بل يميل الأطباء أكثر نحو محيط الخصر كمؤشر الصحة الرئيسي، ووفقا للدراسات الحديثة فإن تراكم الدهون في البطن يشكل خطرا صحيا أكبر من مجرد زيادة الوزن، وفي الواقع أشارت دراسة أجريت في عام 2008 إلى أنه حتى بين الأشخاص الذين لا يعتبرون من ذوي الوزن الزائد، كان هناك ارتباط أكبر بين الخصر وزيادة الوزن وبين خطر الموت المبكر .
وتشير الأبحاث إلى أن هذا قد يرجع إلى أن الدهون التي تتراكم في الوسط تعد أكثر نشاطا في عملية الأيض من الدهون الموجودة تحت الجلد، لذلك فهي تفرز الهرمونات والخلايا الأخرى التي تؤثر على الكيمياء الحيوية للجسم، حتى في الأشخاص الذين يكون مؤشر كتلة الجسم لديهم طبيعيا، فإن وجود خصر كبير قد يعني أنهم معرضون بشكل أكبر لمشاكل صحية أكثر من أي شخص لديه خصر صغير، وذلك وفقا لما تقوله كلية هارفارد للصحة العامة .
5- إمكانية الحصول على قسط كاف من النوم
وفقا للخدمة الصحية الوطنية في المملكة المتحدة ( NHS ) فإن قلة النوم تضع الناس في خطر أكبر مثل مرض السكري، وزيادة الوزن، وأمراض القلب، ويمكن أن تقلل من العمر المتوقع للشخص، وكما تقول NHS : ” من الواضح الآن أن النوم ضروري لحياة طويلة وصحية “، وعلى الرغم من أن الباحثين لم يدركوا تماما سبب نومنا، إلا أن قسم طب النوم بجامعة هارفارد الطبية يشير إلى أن ” العلماء بذلوا جهودا كبيرة لفهم فوائد النوم بشكل كامل، وفي دراسات أجريت على البشر والحيوانات الأخرى، اكتشفوا أن النوم يلعب دور حاسم في وظائف المناعة، والتمثيل الغذائي، والذاكرة، والتعلم، وغيرها من الوظائف الحيوية “.
وإحدى النظريات التي اكتسبت قدرا كبيرا من قوة الدفع والدعم مؤخرا، هو أن النوم عملية تصالحية تسمح للجسم بإصلاح نفسه وإعادة تنشيطه، والأكثر إثارة للدهشة من ذلك هو أن الحيوانات المحرومة بالكامل من النوم تفقد كل وظيفة المناعة وتموت في غضون أسابيع، ويقول برنامج هارفارد لأدوية النوم : ” هذا مدعوم أكثر بالنتائج التي تم التوصل إليها أن العديد من الوظائف التصالحية الرئيسية في الجسم مثل نمو العضلات، وإصلاح الأنسجة، وتخليق البروتين، وإفراز هرمون النمو تحدث في الغالب أو في بعض الحالات فقط أثناء النوم “، لذلك فإن القول أن الحصول على ما يكفي من النوم والشعور بالراحة، وإعادة الحيوية والنشاط عند الاستيقاظ، هو علامة على الصحة الجيدة .