قد يبدو مصطلح عسر القراءة غريبآ على آذان البعض ، لكنه في الحقيقة مرض أو مشكلة صحية يعاني منها بعض الأشخاص من حولنا ، فهذه الكلمة ليست إفتراضية ، وهي تشير إلى حالة حقيقية يعاني منها أطفال وكبار من الجنسين ، ويشير مصطلح عسر القراءة إلى حالة من صعوبة التعلم ، وصعوبة تهجي الكلمات والحروف ، وصعوبة القراءة والتعلم بشكل طبيعي ، وهذه الحالة تحدث دون وجود أي خلل أو مرض عقلي ، أو بدني ، أو نفسي  لدى الشخص ، وهذه الحالة هي ناتجة بالأساس عن خلل في استخدام العمليات اللازمة لاكتساب هذه القدرة وليست لها علاقة بمستوى الذكاء لدى الشخص المريض .

ومرض عسر القراءة هو مرض وراثي ينتقل بشكل كبير للأشخاص الذين يعاني آبائهم من هذه المشكلة ، وهذه الحالة لا تحدث فجأة إنما تولد مع الشخص منذ ولادته ، وتظهر مع بداية دخول الشخص مراحل التعليم ، فيصبح مطلوبآ منه تهجي الحروف ، وقراءة وكتابة الكلمات المختلفة ، فيتم إكتشاف هذه المشكلة لكنها تكون موجودة من قبل ذلك .

أسباب الإصابة بمرض عسر القراءة :
1 – من ابرز الأسباب التي تؤدي إلى عسر القراءة هو عدم وجود ربط فعال بين القسم الأيمن والقسم الأيسر من الدماغ ، فتكون خلايا الدماغ عند المريض مركبة بشكل يختلف عن الأشخاص الآخرين ، مما يجعل الشخص لا يعاني فقط من عسر القراءة ، فقد لا يستطيع المريض أيضآ ترجمة الصور ، أو إستيعاب بعض الأصوات ، أو فهمها ، وذلك لا يتعلق بمستوى السمع أو النظر عند الشخص ، إنما بخلل في أجزاء الدماغ ووجود تركيب غير طبيعي فيها .

2 – يلعب العامل الوراثي دورآ كبيرآ في الإصابة بهذه الحالة ، فقد أثبتت العديد من الدراسات أن عسر القراءة مرض ينتقل إلى 88 % من الاطفال الذين يعاني أحد أقاربهم من المشكلة نفسها ، خاصة إن كان هناك أكثر من شخص يعاني من نفس المشكلة في العائلة .

أعراض الإصابة بعسر القراءة :
1 – يقوم الشخص المصاب بعسر القراءة بقراءة وتهجي الحروف بصورة معكوسة .
2 – يقوم الشخص بكتابة الكلمات والاحرف بصورة معكوسة أيضآ .
3 – يصعب على الطفل ترديد وقول ما يسمعه ويقال له .
4 – يصعب على الطفل أن يكتب الكلمات سواء بشكل يدوي أو عن طريق الطباعة .
5 – لا يفهم الطفل أو يستوعب الاوامر المكتوبة أو المنطوقة .
6 – يتعرض الطفل للإكتئاب والإنطواء ، ويميل إلى الحزن الدائم والعزلة .
7 – يصعب على الطفل التعبير عن مشاعره وأفكاره على الورق .
8 – لا يميز الطفل بين الإتجاهات ، فلا يعرف اليمين من اليسار .
9 – لا يفهم الطفل أو يتذكر الكلمات التي تقال له .
10 – يكون الطفل غير متعاون ، ولا يتشارك مع الغير .
11 – لا يتمكن الطفل من لعب بعض الألعاب التي تحتاج إلى مهارة .
12 – يعاني الطفل من مشاكل سلوكية عديدة .
13  – يميل الطفل إلى فقدان الثقة في النفس .

مضاعفات الإصابة بعسر القراءة :
يتعرض الطفل لسوء الحالة النفسية والمزاجية بشكل مستمر ، كما أن الطفل يواجه صعوبات في التعلم ويكون متأخر في التحصيل الدراسي بشكل أكبر من أقرانه .

تشخيص وعلاج عسر القراءة : يتم تشخيص وعلاج حالة عسر القراءة من خلال يتم تشخيص المرض من خلال التاريخ المرضي للطفل ، كما يبدأ التشخيص عند سن السابعة ، كما يقوم الطبيب بعمل بعض الإختبارات للطفل التي تؤكد التشخيص .

أما بالنسبة لعلاج الطفل المصاب بعسر القراءة فلا يوجد علاج واضح ومحدد للمرض حتى الآن ، لكن يعمل الطبيب على علاج نقاط الضعف الموجودة لدى الطفل ، وكلما كان العلاج مبكر كلما كانت النتائج أفضل لدى الطفل ، ومن أول هذه الخطوات هي تعليم الطفل تدريجيآ ومنحه كم بسيط من الحروف في كل مرة ليتمكن من إستيعابها ، ويجب أن يكرر الطفل ما يتعلمه عدد كبير من المرات كي لا ينساه بسهولة فيم بعد ، وبالتدريج يتم زيادة مستويات صعوبة الأشياء التي يتعلمها الطفل .

لكن يوصبي الأطباء الأهل بتقديم الدعم اللازم للطفل ، والصبر على تعلمه حتى يحقق نتائج جيدة ويجتاز هذه المشكلة .