أن التطور الموجود في عصرنا الحالي جعل الآباء والأمهات يسعون لتعليم الطفل أكثر من لغة حتى يتواكب مع تقدم العصر، ولكن هذه اللغات المختلفة قد يتساءل البعض هل هي مفيدة للطفل أم ضارة؟ ولهذا سوف نتناول تفاصيل أكثر عنها.

ثنائية اللغة عند الأطفال

أجريت دراسة كندية على 63 طفل، بعضهم يتحدث لغة واحدة، وبعضهم يتحدث لغتين(ثنائي اللغة)، وقد تبين من هذه التجربة أن الأطفال التي تتحدث أكثر من لغة لديها تقدم في المجال الإدراكي أكثر من الأطفال التي تتحدث لغة واحدة ، ووجد أيضًا أن الأطفال التي تتحدث أكثر من لغة لها القدرة في التركيز على مثير واحد، وتجاهل باقي المثيرات الأخرى التي تسمى (الانتباه الاختياري) .

وقد وجد أن الأطفال الذين يتحدثون لغتين كان لديهم تقدم ملحوظ في المجال الإدراكي الذي يتمثل في تطور المهارات الاجتماعية بشكل أفضل ، وذلك يتمثل في الطفل الذي يظهر مهارات متقدمة في السيطرة على الذات، يكون من السهل عليه تركيز الانتباه بشكل أفضل مع المشتتات المختلفة، وهذا يكون له تأثير إيجابي في الطور الأكاديمي ، وقد ثبت أن الأطفال الذين لديهم مهارة تعلم أكثر من لغة واحدة لا يتسبب لهم في تأخر في حد ذاته.

فوائد ثنائية اللغة على الطفل

1- يكون للطفل قدرة أكبر على التركيز في الأمر الذي أمامه حتى مع وجود مشتتات أخرى.
2- يستطيع الطفل حل المشكلات الصحية بشكل أفضل.
3- يؤثر التعليم لأكثر من لغة على مخ الإنسان في مرحلة البلوغ، وكذلك يؤخر هذا سن الخرف بمقدار 4 سنوات.

نصائح حول تقديم لغة ثانية للطفل الذي أظهر تأخرا في اكتساب لغته الأم؟

يجب الأطباء على هذه الحالة أنها تسمى (اكتساب اللغات المتسلسل) وهي بمعنى أن الطفل يستطيع اكتساب اللغة الثانية بعد اللغة الأساسية الأم بحوالي ثلاث سنوات ، ويجب أن نعرف أن البيئة التي يعيش فيها الطفل لها تأثير قوي على تعلم الطفل أكثر من لغة.

وقد أجريت تجربة على الأطفال الأقلية في الجاليات التركية المقيمة في ألمانيا، ووجد أن الأطفال الأتراك الذين يعانوا من تأخر اللغة والكلام، تم تعليمهم اللغة الألمانية كلغة ثانية بعد اللغة التركية في سن الثالثة من العمر.

فوجد أن هؤلاء الأطفال ظلوا متأخرين مقارنة بأقرانهم الذين يتحدثون عن اللغة الألمانية بالرغم من التعليم والتدريب المكثف لهم، كذلك ظل مستواهم في اللغة التركيبة بمعدل أقل من المتحدثين الأصليين للغة التركية.

مشاكل الطفل المهاجر في تعلم لغة ثنائية

– هذه المشكلة تظهر مع الطفل العربي الذي يهاجر إلى دولة أوربية، فيعتقد الوالدين أنه يجب أن يتعلم الطفل اللغة الأجنبية بشكل جيد حتى يستطيع التعايش في هذه البلاد ، وهذا الأمر يؤدي إلى عدة سلبيات منها: تأثر علاقة الطفل بالثقافة والأصول العربية التي هي أساسه بشكل سلبي.

– ولهذا وجد أنه يجب أن يكون هناك تدخل من الوالدين في مساعدة الطفل على تعلم لغته الأساسية من خلال التحدث معه بهذه اللغة في المنزل، وفي نفس الوقت يقوم بتنمية مهارات تعلم اللغة الثانية للتعامل مع المجتمع الذي يعيش فيه.

– وفي النهاية نحب أن نشير إلى أن الأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو في المهارات اللغوية والكلامية تحتاج لدعم كامل لتعلم اللغتين؛ حتى يتم اكتساب اللغتين بشكل صحيح، ويجب أن يكون ذلك متوافق مع أعمارهم ، وهناك اعتقاد خاطئ هو أن ثنائية اللغة تكون مسئولة عن تأخر الأطفال، أو الحد من إمكانيات تطور المستوى اللغوي لدى الطفل، فإنه يجب عدم إعطاء أي اهتمام لتعلم لغة ثانية فهذا اعتقاد خاطئ.