كلمة معلم في اللغة مشتقة من كلمة العلم ، أي أن المعلم هو الشخص المنوط به نشر العلم في المجتمع ، ولذلك تعد مهنة المعلم من أهم وأسمى المهن في أي مجتمع متحضر وراق ، فالمعلم في الواقع هو الذي يعد الأطباء والمهندسين والمحامين والصيادلة والباحثين ، وغيرهم من باقي الفئات المتعلمة الأخرى في المجتمع ، لذلك من الواجب والضروري احترام المعلم وتكريمه على كافة المستويات ، سواء من الدولة أو الحكومة أو من الآباء وأولياء أمور الطلاب أو من الطلاب أنفسهم ، ويجب أن نزرع في نفوس أبنائنا الطلاب .
ومهنة المعلم هي المهنة السامية للأنبياء والمرسلين ، فالأنبياء قد أرسلوا من المولي عز وجل لتعليم الناس وإرشادهم للطريق القويم ، وكما يقول الحديث النبوي الشريف ” من سلك طريقا يطلب فيه علما سهل الله له به طريقاً من طرق الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم ، وإن العالم يستغفر له من في السموات ومن في الأرض، والحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما، وأورثوا العلم فمن أخذه؛ أخذ بحظ وافر ” صدق رسول الله صلّ الله عليه وسلم .
وهذا الحديث به الكثير من العبر عن فضل المعلمين وأهمية طلب العلم ونشره ، فالنبي عليه الصلاة والسلام يصف العلماء الذين ينشرون علمهم بأنهم ورثة الأنبياء ، وإرث الأنبياء ليس المال ولكنه العلم الذين ينقله المعلمين من جيل لجيل ، وهذه دعوة لاحترام وإجلال المعلمين لأن فضله على عامة الناس يشبه فضل القمر على سائر الكواكب لأنهم ينشرون نور العلم ويمحون ظلام الجهل ، وفي الحديث أيضًا دعوة للناس لطلب العلم من أي مكان ، لأن طلب العلم له جزاء كبير في الدنيا للآخرة ، حيث أن الله يسهل لطالب العلم الطريق إلى الجنة ، كما أن الملائكة تضع أجنحتها أمام طالب العلم لتيسر له طلب العلم .
حوار بين شخصي عن احترام المعلم
أوشك العام الدراسي ، ولذلك فكر الطالب في فكرة ليكرم بها معلميه وأستاذته في المدرسة ، لأنهم علموه وصبروا عليه هو وزملائه طوال فترة الدراسة ، ولم يبخلوا عليهم بأي معلومة حتى يحصلوا على أعلى الدرجات ، فتبادر إلى ذهنه أن يقوم بالتعاون مع زملاؤه في المدرسة بعمل حفل نهاية العام ، ويقوم طلاب كل فصل بشراء هدايا وعمل شهادات تقدير لإهدائها لمعلميهم في هذا الحفل .
وعندما ذهب أحمد إلى المشرف المسئول في المدرسة ، وعرض عليه فكرته ، رحب بها كثيرًا ، وشكر أحمد على فكرته وعلى اهتمامه واحترامه لمعلميه ، لأن هذا يدل على حسن خلق أحمد ، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله ، وبالفعل بدأ أحمد يحد زملائه ليخبرهم بفكرته ، ويطلب منهم أن يجمعوا من مصروفهم جزء قليل ليقوموا بشراء الهدايا للمعلمين ،وكان هذا حديث أحمد مع زميله مازن .
أحمد : ما رأيك يا مازن ، لقد فكرت أن نقوم بعمل حفل صغير لتكريم معلمي المدرسة ، وأن يتبرع كل منا بجزء صغير من مصروفه لنشتري هدايا نقدمها للمعلمين في الحفل ، فهل يمكن أن تشارك معنا .
مازن : لماذا أشارك في مثل هذا الحفل ، وأن لا أعتقد أن المعلمين يقوموا بعمل شيء هام ، فهذا هو عملهم ، الذي يتقاضون عليه الأجر .
أحمد : لا يا مازن ، بالتأكيد لا يجب أن نتحدث هكذا عن معلمينا ، فهذه الطريقة لا تليق أبدًا بالمعلم الذي نقضي معه معظم أوقاتنا طوال النهار ، يقوم فيها المعلم ببذل قصارى جهده لرعايتنا وتعليمنا ، وتذكر أيضًا يا صديقي ، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ليس منا من لم يوقر كبيرنا ، ويعطف على صغيرنا ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
مازن : معك حق يا أحمد فأنا بالفعل قد أخطأت في التعبير ، فمعلمينا بالفعل هم من علمونا القراءة والكتابة والقرآن والعلوم ، ومن دونهم كنا سنعيش في ظلام الجهل ، خذ يا أحمد هذا مصروف اليوم بكامله ، وسوف أتي معك لنختار هدية جميلة ، وخاصة للأستاذ إبراهيم معلم الرياضيات ، فأنا في الواقع لم أفهم الرياضيات إلا على يديه ، وهو لا يتأخر في الإجابة عن أي سؤال ، ويعيد شرح كل جزء لا أفهمه عدة مرات حتى يتأكد أننا قد استوعبنا تمامًا .
أحمد : حسنًا يا مازن ، وشكرا لك على مشاركتك معنا .
مازن : لا داعي للشكر يا أحمد فهؤلاء المدرسين لهم علينا جميعنا واحترامهم وتكريمهم واجب علينا جميعًا ، وسوف أكون معك إن شاء في كل تجهيز الحفل المنتظر ، وبإذن الله سوف يكون حفلًا رائعًا حتى يعرف معلمينا مقدار حبنا واحترامنا لهم .