على الرغم من أنَّ كبار السن يمتلكون الخبرة والحكمة، والوجاهة والمال؛ إلّا أنَّهم يُعانون من الضعف والوهن في البدن والصحة، وغير ذلك من أشكال الضعف، وقد ورد ذكر كبار السن في القرآن الكريم ((ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً)) وتكمن أهمية احترام المسن من خلال:

فوائد احترام المسنين

1- احترام المسن يوجب رضا الله عليه: إن الشخص الذي يحترم المسن، سوف يفوز برضا الله عز وجل، قال رسول الله صل الله عليه وسلم: « ما من مسلم يكرم ذا الشيبة؛ إلا قيض الله له من يكرمه في سنه »

2- توقير الكبير هو إجلال لله عز وجل: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : «  إن من إجلال الله إكرام ذا الشيبة من المسلمين …. »

3- احترام الكبير دليل على الإسلام: قال صلى الله عليه وسلم: « ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا » ، وهذا يدل على أن احترام المسن وتقديره، هو أساس من أسس الدين.

4- قدم اليوم ما تحتاجه في الغد: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} [سورة الروم: 54]

5- اتباع الهدي النبوي: فقد كان صل الله عليه وسلم إذا تحدث إليه اثنان قال لهما « كبر كبر » أي يبدأ كبيرهما الحديث ، وعن أبي إمامة رضي الله عنه قال‏:‏ بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح في نفر من أصحابه إذ أتي بقدح فيه شراب، فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة فقال أبو عبيدة‏:‏ أنت أولى به يا نبي الله قال‏:‏ ‏«‏خذ‏ ».‏ فأخذ أبو عبيدة القدح، قال له قبل أن يشرب‏:‏ خذ يا نبي الله‏.‏ فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏«‏اشرب، فإن البركة مع أكابرنا، فمن لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا فليس منا‏ »

مظاهر احترام المسنين

– إظهار التقدير والاحترام له في التعامل، ومناداته بأحب الأسماء إليه
– عدم التكلم في حضور الكبير والإنصات له وعدم الاستهانة بكلامه

-يجب أن يبدأ صغير السن بالسلام على المسن، وليس العكس، وهذا هو  ما حثنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، حين أمر صغير السن بأنه عند رؤيته لكبير السن، أن يسرع بإلقاء السلام عليه، كنوع من التقدير والاحترام له.

– عندما يكون هناك مجموعة من الضيوف، أو الأقارب فيجب علينا عند تقديم أمور الضيافة، أن نبدأ بمن هو أكبر سن، وأن نعطيه المزيد من الإكرام أكثر من البقية، كنوع من التوقير والاحترام له.

– تعويد الأطفال وصغار السن على أن الكبير له احترامه
– الاعتناء به وتوفير الرعاية له متى احتاجها وعدم إهماله خاصةً في حالة المرض.
– الاتصال به على الدوام حتى يشعر بالأمان الدائم والطمأنينة.

توفير الكبير في الدين الإسلامي

أعطانا الدين الإسلامي مساحة كبيرة من الحب والود والاحترام في جميع المعاملات التي تتم بين المسلمين بعضهم مع بعض وذلك حتى يعم السلام على هذه العلاقات ووعد الله عباده بعظم الثواب قائلًا: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن:60]، وقد اعتنى هذا الدين العظيم بالعلاقة بين الكبير والصغير فوصى كل منهما على الآخر، وصى الصغير بتوقير الكبير ووصى الكبير برحمة الصغير، حتى تتحقق العدالة على الأرض وتسودها الرحمة والآداب الإخلاقية

واجبنا نحو كبيري السن

يجب علينا تحمل المسن، مهما بدر منه من أفعال قد تضايقنا، فلابد أن نعلم أنه قد عاد إلى سابق عمره منذ أن كان طفًلا، وأنه قد أصبح يحمل داخله حساسية شديدة، ولذلك فيجب أن نحاول الانتباه لأفعالنا وتصرفاتنا معه، وعلينا أيضا أن نتذكر أنه قد كان من قبل ذو قوة وصلابة والآن أصبح في ضعف ووهن شديدين، وأننا في يوم من الأيام سوف نصبح في مكانه، فزرع اليوم هو حصاد الغد، ولذلك فيجب علينا أن نتعامل مع كبار السن بالمزيد من الرحمة، والاحترام، وأن نظهر لهم الكثير من التوقير لهم، لأن هذا هو أبسط احتياجاتهم.