يتطور الفكر الجغرافي دائما عبر الزمن، حيث تسعى الدول الأوروبية منذ قرون على اكتشاف الكثير من الدول، وهو ما ساعد على اكتمال خريطة العالم بالشكل الذي نراه الآن، حيث ساعدت الكشوف الجغرافية على اكتشاف الدول وهو ما أدي بطبيعة الحال إلى زيادة التنافس الاستعماري .

ومن أهم تلك الكشوفات في التاريخ هو اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح ، واكتشاف الأمريكتين، واكتشاف استراليا، واكتشاف البحار القطبية الشمالية، واكتشاف انتاركتيكا .

المراحل  التي مر بها الفكر الجغرافي

– العصور القديمة: تشكلت بناءا على معلومات وإكتشافات وأبعاد جغرافية.

– العصور الوسطى: قام ماركو بولو مع عدد من المكتشفين الجغرافيين بتقديم عددا من الإكتشافات ، والتي كان لها أثرا كبيرا في انتقال الأفكار الجغرافية لتصبح مسالكاً عظمى.

– القرن الخامس والقرن السادس عشر: ظهرت الكثير من الإكتشافات البحرية تحديدا في هذه  المرحلة ، وكان الفضل في ذلك يعود إلى عدد من المكتشفين ، ومن أبرزهم غاما، وماجلان

– القرن الثامن عشر: إنتشر في تلك الحقبة من الزمن الرحلات البحرية ، والإكتشافات البحرية الكبرى ،إلا جانب ذلك طرق قياس الأرض، وبناء على ذلك تم الوصول إلى الأسس المستحدثة لاكتشاف الكرة الأرضية.

– التاريخ المعاصر: تخلل هذه الفترة الزمنية العديد من الإكتشافات ، حيث قام الإنسان بإكتشاف القارات والعالم،والوصول إلى أقطاب الأرض ،حيث إستطاع إكتشاف القطب الشمالي والقطب الجنوبي .

– علم الجغرافيا الحديثة: ويتلخص في الجغرافيا الرياضية ، وعلم المصورات ،وقد قام العالم همبولت رويتر بتقديم علم الجغرافيا الحديثة ،وجمع المدارس الجغرافية كلها.

– مرحلة تأسيس العلم الجغرافي: وأتضحت بقدرة الإنسان على معرفة سبيله في إكتشاف طرق وأساليب العمل ، ومقدرته على حل المشكلات في الأسلوب، وبناءا عليه الوصول إلى الإستقلال الجغرافي المستقل.

أساسيات الفكر الجغرافى

1- الإكتشافات الجغرافية: بزل الإنسان قدرا كبيرا من التركيز في الحضارات القديمة على الكشف الجغرافي للعالم القديم، فتمكن بفضل ذلك للوصول إلى الحضارة الفرعونية في مصر، والبابلية في بلاد العراق.

2- تصميم الخرائط للمناطق المكتشفة : قام الإنسان بتسجيل المعلومات الوصفية المكتشفة في صورة رسم جغرافي ، وقد أهتم بمعايير وقياسات الأرض وحجمها ، وعددخطوط الطول ودوائر العرض ، مما جعل رسم الخرائط أمر سهل إلى حد كبير.

3- التعمق والتأمل في المحتوى العلمي: إهتم  الإنسان قديما وبصفة خاصة في الحضارتين الإغريقية واليونانية في التأمل والتعمق أثناء دراسة المواد العلمية، فأستطاع بمقدرته وضع أسس لعلم الجغرافيا ليصف الأرض.

وفيما يلي سوف نستعرض عددا من الحضارات التي أثرت بشكل كبير في الوصول العديد من الإكتشافات الجغرافية: 
1- الفنيقييين وحضارتهم: كان لدى الفينيقيون  براعة كبيرة في التجارة وفقا لما كانو يقومون به من رحلات إلى شمال إفريقيا والهند  ،حيث قاموا بتأسيس عدة مدن : قرطاجة في شمال إفريقيا وقرطاجنة في شبه الجزيرة الإيبيرية وصيدا.

بعد التعامل والتبادل بين الفينيقين والحضارات القديمة الأخرى كالحضارة البابلية والأشورية ،كان بمقدورهم جمع العديد والعديد من المعلومات المتوفرة لدى هذه الحضارات عن الجغرافيا ،وكان الفضل لذلك للموقع الإستراتيجي لبلادهم .

2- الرومانيين وحضارتهم: لم يكن هناك الكثير من الإضافات للرومانيين لعلم الجغرافيا، وبالرغم من ذلك هناك جغرافيو بارعون لديهم على سبيل المثال (سترابو) الذي قام بتأليف كتابا  سجل فيه كل ما شاهده من بلاد ومعالم جغرافية في البلدان التي قام بزيارتها ،وكان له فضلا كبيرا في الربط بين الجغرافيا قديما وحديثا، وكان لحكام روما دورا واضحا في تطور هذا العلم ،حيث قاموا برسم خرائط للتوسعات الأرضية التي قاموا بإحتلالها .

3- المسلمين ودورهم في الجغرافيا: لعب المسلمين دورا مؤثرا في تطور علم الجغرافيا كان للمسلمين ،وبصفة خاصة في فترة حكم الدولة العباسية حيث كان لدى الحليفة هارون الرشيد إهتماما كبيرا بعلم الجغرافيا ، ويظهر ذلك حين قام بإرسال بعثة إستكشافية لحساب ومعرفة نصف قطر الأرض .

وهناك أيضا عدد من العلماء مثل الإدريسي صاحب كتاب نزهة المشتاق في إختراق الأفاق والمكون من سبعة أقاليم وفي كل إقليم عشر خرائط تفصيلية وبهذا فقد قام بوضع سبعين خريطة تفصيلية للعالم بالألوان والرموز لتسهيل الفهم ، و هناك جغرافيين  وعلماء مسلمين دونوا العديد من المؤلفات في هذا المجال أمثال الخوارزمي والإصطخري والمسعودي والمقديسي وياقوت الحموي وأحمد البيروني وغيرهم من المسلمين الذين تركوا أثرا كبيرا ودورا في تطوير هذا المجال ولازالت مؤلفاتهم تدرس في الجامعات والمعاهدة العربية والغربية.