يتم استخدام مفهوم الرافعة المالية من قبل كل المستثمرين والشركات سواء في التجارة العادية أو في التداول في سوق الفوركس، ويستخدم المستثمرون الرافعة المالية لزيادة العوائد التي يمكن توفيرها من الاستثمار، وهم يرفعون استثماراتهم عن طريق استخدام أدوات متنوعة تشمل الخيارات والعقود الآجلة وحسابات الهامش، ويمكن للشركات استخدام الرافعة المالية لتمويل أصولها، وبعبارة أخرى بدلا من إصدار أسهم لزيادة رأس المال، يمكن للشركات استخدام تمويل الديون للاستثمار في العمليات التجارية، في محاولة لزيادة قيمة المساهمين .
التأثير الرئيسي للرافعة المالية
الحصول على أي رافعة فعلية هو أن يكون لدى متداول الفوركس نسبة رافعة تزيد عن 1 : 1، بمعنى أنه يمكن لهذا المتداول على الأقل نظريا أن يخسر مبلغا يتجاوز مبلغ الإيداع الخاص به، وعلى عكس سوق الأوراق المالية في الفوركس، تكون التحركات الكبيرة للغاية نادرة للغاية، ولنأخذ مثال الفرنك السويسري، ففي يناير 2015 قام العديد من الوسطاء بإغلاق منصات التداول الخاصة بهم، وإغلاق المتداولين خارج حساباتهم لمدة ساعة تقريبا، وخلال هذه الفترة تم الإعلان عن الفرنك السويسري بنسبة تزيد عن 31 % من قبل العديد من السماسرة .
مما يعني أن أي شخص كان يتبع مركز مالي من صفقة تجارية مقابل الفرنك السويسري بعامل أكثر من 3 : 1 سيعود إلى الإنترنت للعثور على حسابه خارج اللعبة، والأسوأ من ذلك أن الذي كان مستدينا بأكثر من ذلك قال له وسيطه إنه لا يمكنه تنفيذ إيقاف الخسارة، حتى يغطى سعر أكثر من إجمالي الإيداعات، وأنه سيقاضيه مقابل الرصيد .
الرافعة المالية في التجارة والأعمال
بموجب القانون فإن الحد الأقصى للرافعة المالية التي يمكن أن يقدمها سماسرة البورصة في الولايات المتحدة هو 2 : 1، أما وسطاء الفوركس في الولايات المتحدة فلا يستطيعوا تقديم رافعة مالية تتجاوز 50 : 1، وكما هو الحال دائما يجب أن يكون من المفيد أن ننظر إلى سيناريو التجارة الواقعي في محاولة لفهم المخاطر والفرص التي يمكن أن توفرها الرافعة المالية .
مخاطر الرافعة المالية
يتداول معظم متداولي الفوركس مع استراتيجية ” وقف الخسارة “، ويخاطرون بنسبة ثابتة من حقوقهم في الحساب أو الإيداع الأولي في كل صفقة يقومون بها، ولكي تكون الصفقة مربحة يجب عليهم إما أن يفوزوا بأكثر من نصف صفقاتهم إذا كان متوسط الانتصارات هو نفس معدل الخسارة، أو أكثر بشكل نسبي إذا كان عدد الصفقات الرابحة أقل من نصف جميع الصفقات المتداولة، ولننظر إلى السيناريو الأكثر إيجابية إحصائيا : المتداول الذي يفوز بنسبة 58.33 % يكون لديه توقعات ايجابية لكل تداول بنسبة 8.33 %، وهو إنجاز رائع للغاية إذا تم تحقيقه بمعدل فوز يزيد عن 50 % .
أسواق الفوركس ليست مثل حجر النرد
تكمن المشكلة في هذه المقارنات في أن الأسواق المالية لا تنتج توزيعات ” طبيعية ” في احتمالية الفوز والخسارة، كما أن الاتجاه الذي يتبع استراتيجية تستهدف الأرباح بنسبة 2 إلى 1 مع تحقيق معدل فوز يبلغ 40 % سيؤدي في العادة إلى ظهور خسائر أكبر في الصفقات، والحل الجيد لهذه المشكلة هو إجراء اختبار على مدى فترة طويلة يغطي جميع أنواع ظروف السوق المختلفة، وذلك باستخدام مئات أو آلاف العينات، ثم بدلا من البحث عن سلسلة من الخاسرين يجب البحث عن أسوأ عملية سحب .
كيف يتم تحقيق ذلك
لنفترض أن لدى المتداول أسوأ عملية سحب من 25 وحدة من المخاطر ( والوحدة تساوي تجارة خاسرة واحدة )، مضاعفة ذلك سيكون 50 وحدة من الخسارة، الآن إذا خسر المتداول أكثر من 25 % من حساب التداول الخاص به، فإنه يحتاج إلى ربح أكبر بكثير لكي يعود فقط إلى حيث بدأ، إذن ماذا إذا كان لدى المتداول ما يكفي من المال لاستيعاب مثل هذا الخطر، على سبيل المثال إذا كانت أعلى نقطة توقف عن الخسائر التي يستخدمها هي 75 نقطة، فإن عليه حينئذ أن يودع ما لا يقل عن 1500 دولار مع وسيط يعرض تداول في عقود صغيرة، وإذا كان المتداول قد فتح 4 صفقات في وقت واحد، فهذا من شأنه أن يمنحه رافعة مالية حقيقية قصوى تقل قليلا عن 3 إلى 1 .
الاستخدام الأمثل للرافعة المالية
إن استخدام رافعة مالية حقيقية أكبر من 3 إلى 1 قد أثبتت في التاريخ الحديث أنها خطرة بما يكفي للقضاء على حساب الفوركس في ثواني، ومن الناحية المثالية يجب على المتداول استخدام أقل قدر ممكن من الرافعة المالية، وتحديد مقدار ما يمكنك تحمله عند استخدامها .