السلبية في التفكير من أخطر المشكلات التي قد تواجه الإنسان وتساهم بقدر كبير في تدمير الطموح والذات وقد تصل بالإنسان إلى طريق الانتحار وذلك من خلال استدعاء العقل لكل ما هو مؤلم ومحبط من ذكريات سيئة أو أفكار خاطئة مما يؤدي به إلى الإكتئاب ومع الإهمال في العلاج قد يؤدي به في النهاية إلى الموت، لكن ما هو البديل أو الحل للخروج من هذه المشكلة أو الحالة المزاجية السيئة التي قد تأسر النفس.
هنا يجيب أحد أخصائيين علم النفس بأن استدعاء كل ما هو إيجابي من أفكار أو ذكريات قد يأتي بمفعول مثالي للخروج من هذه الحالة كذلك التجديد في الأماكن والبشر المحيطين بك عن طريق قضاء عطلات أو رحلات، كذلك الالتجاء إلى الله عز وجل هو أول الطرق المؤدية إلى الخروج من هذه الحالة واستبدالها بالسلام الداخلي والطمأنينة، وبالنظر إلى الأسباب المؤدية إلى التفكير السلبي وجدنا الآتي:
أسباب التفكير السلبي
– كثرة الانتقادات التي يتعرض لها أي شخص من الأشخاص الموجودين حوله، والتنمر به قد يسبب له الكثير من الأفكار السلبية حول نفسه وذاته.
– إذا كان الشخص ضعيف الشخصية ولا يوجد لديه ثقة بنفسه فهذا سوف يؤدي إلى إبعاده عن التفكير والسلوك الإيجابي والإنقياد خلف أفكار الناس السلبية تجاهه.
– تركيز الفرد بشكل دائم على نقاط الضعف التي توجد لديه، حتى تصبح كل ما يشغله.
– الشخص المنطوي والغير اجتماعي فهو أكثر شخص يتأثر بالأفكار السلبية دائمًا.
– مقارنة النفس بالآخرين الذين يتفوقون عليه في بعض الأشياء وينسى ما لديه من نقاط قوة.
– إذا كان الشخص دائمًا ما يتعرض إلى مواقف سلبية منذ أن كان صغيرًا.
– يوجد بعض الأشخاص لديهم حساسية مفرطة تجاه النقد عمومًا واعتباره انتقاص من الشخصية.
– وجود الأصدقاء السلبيين في حياة الفرد.
– مشاهدة بعض البرامج أو الأفلام التي يوجد بها بعض الأفكار السلبية تؤثر على تفكير بعض الأشخاص.
كيف تكون ايجابي في تفكيرك
هناك بعض الطرق التي بإمكانك اتباعها للتخلص من الأفكار السلبية لديك، واستبدالها بأفكار إيجابية وهي:
أولًا: الاعتراف بالمشكلة
من أهم الخطوات التي عليك اتباعها هو أن تعترف بأن كل ما يشغلك هو الأفكار السلبية، فهذه الخطوة تعطيك شجاعة وأيضًا توفر الكثير من الوقت الضائع في خلق الأعذار، وتكون أولى خطوات العلاج هي أن تعطي لنفسك عهد بأنك سوف تغير من طريقة تفكيرك، وتحديد هدف يحفزك على العمل على التفكير بشكل إيجابي.
ثانيًا: الثقة بالنفس
وتعد من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الفرد وهي الإيمان بالذات، فقد أثبتت العديد من الدراسات النفسية والاجتماعية أن نسبة كبيرة من الأشخاص الناجحون في المجتمع لم يكونوا على قدر كبير من الذكاء أو التعليم إلا أنهم كانوا يمتلكون ثقة في النفس وإيمان في الذات وإصرار جعلهم قادرون على مواجهة كافة المعوقات والتحديات مما ساعدهم على بروزهم كشخصيات محفزة وناجحة في المجتمع.
ثالثًا: استبعاد أية أفكار سلبية من مخيلتك
إن الأفكار السلبية التي تدور في مخيلة بعض الأشخاص هي التي تؤثر بشكل كبير على تقديرهم للمواقف والأمور، لذلك على الفرد بأن يُبعد جميع الأفكار السلبية والتفكير في أي شيء إيجابي بديل، مثلًا إذا كنت لا تمتلك المال وتعاني الفقر، فكر بأنك تمتلك هبة ربانية يمكنك استثمارها وهي الصحة البدنية التي تجعلك قادرًا على العمل وجلب المال وأن كل ما تحتاجه هو الوقت لتحقيق ذلك، وهكذا.
رابعًا: الاختلاط بالأشخاص الإيجابيين
إن التعامل مع الأشخاص الذين لديهم تفاؤل وقدرة على مواجهة الحياة هم من يعطوك ثقة بالنفس، وإذا أردت أن تحصل على أفكار إيجابية فعليك بأن تكون محاط بأشخاص إيجابيين وغير محبطين، فالإيجابية في التفكير والسلبية أيضًا هي مجرد عدوى تنتقل بالاختلاط، لذلك فإن البيئة الإيجابية المليئة بالأشخاص الإيجابيين هي أفضل وسيلة للتخلص من أي أفكار سلبية قد تعيقك عن النجاح في حياتك.
خامسًا: التصالح مع الماضي
بعض الأحيان يشعر الفرد بالغضب أو الألم النفسي إذا تذكر أي شيء كان يؤذيه في الماضي، ومع تكرار هذه الذكريات المؤلمة قد يقع الفرد فريسة للتفكير السلبي، فلذلك على الشخص بأن يتصالح مع نفسه ولا يفكر كثيرًا بأذية الآخرين له ويشعر بشيء من الامتنان لوضعه الحالي والثقة والإيمان في الله عز وجل بأن كل ما يقع فيه العبد من أزمات هي خطوات للوصول إلى النجاح وليست عثرات فهذا سوف يجعله يشعر بالإيجابية.
ثالثًا: التفكير بالتطور وليس الكمال
كلما كان الشخص يفكر دائمًا بتطوير ذاته وعدم الارتكان إلى مرحلة والاكتفاء فالنجاح والطموح لا آخر له، فلا يوجد كمال في النجاح أو التفوق فكل خطوة ناجحة تليها خطوة أنجح وهذا ما حثنا عليه الإسلام عندما وصانا رسول الله صل الله عليه وسلم إذا سألنا الله عز وجل أن ندخل الجنة أن نسأل الفردوس وهي أعلى الجنان وأن نطمح لها وعدم الاكتفاء بدخول الجنة فقط، وهذه التعاليم الإسلامية من أكثر التعاليم الإيجابية والمحفزة على النجاح