شهادة الزور من الكبائر ومن الأمور التي حرمها الله سبحانه وتعالى، حيث قال تعالى “وإجتنبوا الرجس من الأوثان وإجتنبوا قول الزو” صدق الله العظيم، وهذه الأية تدل على مدى جرم من يشهد شهادة زور حيث أنه في مكانة واحدة مع من يشرك بالله، واليمين الكاذبة أيضا حرام، ولكن هناك فرق بين شهادة الزور واليمين الكاذبة.
أولا شهادة الزور
الشهادة هي عندما يتم إستدعاء شاهد للمحكمة من أجل الشهادة في قضية ما وحتى يخبر المحكمة بما شاهده أو سمعه، ويكون بعد طلب المحكمة للشاهد أو بعد طلب أحد أطراف الدعوى، وهذا يكون في الدعوى الجنائية أو حتى الدعوى المدنية، ويجب العلم أن الإدلاء بالشهادة واجب ديني وإلزامي ولكن لابد أن يشهد الشخص بما يعرفه فقط دون تحريف، وعندما يكذب الشاهد على المحكمة بهدف تضليلها ولإيقاع الضرر بأحد أطراف الدعوى فهذه هي الشهادة الزور وهي كما سبق وذكرنا من المحرمات ومن الكبائر.
وهناك العديد من الأمثلة على الشهادة الزور ولا تنحصر فقط على الإدلاء بالأقوال في المحكمة، حيث أن من يقوم برفع تقرير خاص بعمله وكانت بياناته غير دقيقة فهي أيضا شهادة كاذبة، ومن يعطي ترخيص بناء على أرض لا تصلح للبناء فهي تعد شهادة كاذبة، وأيضا من يشهد أمام المحكمة بشئ أنه شاهده بنفسه وكان هذا الشئ حصل بالفعل كما رواه، ولكن الشاهد لم يراه بل سمع عنه وعندما تأكد من أدلى بشهادته فهو أيضا شاهد زور وكاذب.
وهناك العديد من الأيات في القرأن الكريم التي تحرم على المؤمنين شهادة الزور وكذلك أحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
قوله تعالى “والذين لا يشهدون الزور” صدق الله العظيم، وفي هذه الأية وصف الله سبحانه وتعالى المؤمنين بأنهم أشخاص لا يشهدون زورا.
قوله تعالى” وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا” صدق الله العظيم، وهنا يصف الله أن من يشهدون زورا ليسوا بمؤمنين.
في الحديث الشريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا؟، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وجلس وكان متكئا فقال: ألا وقول الزور، قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت” ، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”، صدق الرسول الكريم، وهذا الحديث معناه أنه من لم ينتهي عن قول الزور فلن يقبل الله منه صومه، وهذا دليل على أن قول الزور من الكبائر.
ثانيا اليمين الكاذبة
وتسمى أيضا باليمين الغموس، وهي عندما يحلف شخص ما على شئ وهو يعلم أنه كاذب بقصد أن يأخذ حق ليس له وأن يحرم شخص من حقه، وسميت أيضا اليمين الغموس لأنها تغمس صاحبها في الأثام وأيضا تدخله النار وتغمسه فيها، وهي أيضا من المحرمات حيث قال صلى الله عليه وسلم “إن أعجل الطاعة ثوابا صلة الرحم وإن أهل البيت لَيكونون فجارا فتنموا أموالهم ويكثر عددهم إذا وصلوا أرحامهم وإن أعجل المعصية عقوبة البغي، والخيانة، واليمين الغموس يذهب المال ويثقل في الرحم ويذر الديار بلاقع” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن أمثلة اليمين الكاذبة هي ، يحلف شخص ما بالله لكي يستولى على مال ليس ليس له حق فيه، أو أن يقسم بالله أن شخص ما أهانه وهو لم يفعل، أو أن يقوم بعمل جريمة ما ثم يحلف أنه لم يفعله لكي ينجو من العقوبة، ولكي تعد يمين كاذبة يجب أن يكون الشخص على علم بكذبه ويكون قاصد متعمد.