هناك العديد من السلوكيات التي قام علماء النفس ، بتصنيفها كأسس للاضطرابات الشخصية ، و هذه الأعراض أو السمات تختلف في شدتها و طبيعتها ، من بين كافة أنواع الاضطرابات ، و من أهم هذه الأعراض تلك التي تظهر على الشخصية المضطربة النرجسية ، و بعض السلوكيات المدمرة للذات ، التي تظهر عند بعض أنواع الاضطرابات الأخرى .

بعض السمات التي توضح الاضطرابات الشخصية
جنون العظمة
في العديد من الأوقات نجد صعوبة في الثقة ، فيمن يحيطون بنا ، و قد نحتاج لبعض الوقت حتى نضع بهم ثقتنا ، مهما كانت درجة قرابتهم لنا ، و لكن أهم سمة تظهر عند الشخص الذي يعاني جنون العظمة ، أنه يعيش في دائرة دائمة من الشك ، يشك في كافة من حوله ، و مهما حاول المحيطين به في إثبات أنهم محل ثقة ، بالأدلة و البراهين لن يغيروا من الأمر شيئا .

البعض يفضلون الوحدة
تفضيل الوحدة أو الانعزال رغبة طبيعية ، تنتاب البعض في بعض الأوقات ، و لكن الرغبة في الحياة بشكل كامل بطريقة منعزلة ، هو أحد أهم اضطرابات الشخصية ، و يظهر هذا الأمر بشكل بالغ عند مصابي اضطراب الشخصية الفصامية ، حيث يتسمون بإهمال علاقاتهم الإجتماعية ، و المشاعر الحادة و التي تصل إلى حد البرود و تفضيل الوحدة .

معاناة المعتقدات المتطرفة
بعضنا قد يفكر في السحر ، أو تنتابه بعض الهواجس في أوقات معينة ، أو حتى يميل إلى التطرف في التفكير في بعض الوقت ، و لكن مصابي اضطراب الشخصية الفصامية ، على وجه التحديد يعانون في أغلب الأوقات ، من سلوكيات و أفكار تتسم بالشذوذ ، كالأعتقاد في الخرافات و السحر ، و بعض الوساوس ، و يظنون أنهم يعانون من خطر مصدره المحيطين بهم .

انتهاك حقوق الغير
و هذا النوع من الأعراض غالبا ، ينتاب الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ، فهم لا يعيرون اهتماما بحقوق الغير ، بل و قد يصل بهم الأمر إلى حد العدوانية ، و عدم القدرة على الانسياق للإطار القانوني و الاجتماعي للعالم .

الشعور الدائم بالفراغ
في الكثير من الأوقات نشعر بالوحدة أو بالفراغ ، و لكن عندما يصل الأمر إلى حد إنعدام الوجودية ، أو عدم الشعور بالذات ، أو الشعور الدائم بالفراغ ، فهنا قد يصل الأمر إلى حد اضطراب الشخصية الحدية ، فهؤلاء الأشخاص توجد بداخلهم طاقة كبيرة للغضب ، و بعض السلوكيات الإندفاعية ، و مشاعر غير مستقرة ، و في أغلب الأوقات يهددون المحيطين بهم بمحاولات الإنتحار .

الرغبة بالتواجد في بؤرة الأهتمام
كلنا نبحث بشكل دائم عن الاهتمام ممن حولنا ، و لكن حين يتحول الأمر إلى هوس و مشاحنات هستيرية ، تجاه هذا الاهتمام قد يكون الأمر علامة على اضطراب الشخصية الهستيرية ، و التي تعاني من اضطرابات مفرطة لأن تكون محط للإهتمام و الإعجاب و الاثارة الجنسية ، فهؤلاء الأشخاص يبالغون بشكل مفرط في مظهرهم و تصرفاتهم ، حتى يتمكنوا من الحصول على الاهتمام ممن حولهم .

و أخيرا في نهاية شرح هذه العلامات و السمات ، يمنع تماما لأي شخص أن يحاول تشخيص نفسه ، أو حالته و ذلك لأن كافة اضطرابات الشخصية و الأمراض النفسية ، بشكل عام متداخلة الأعراض و متشابهة أيضا ، و لا يمكن تحديد أمر مشكلة نفسية و بشكل خاص لتلك الأعراض الدقيقة و الصعبة ، دون الرجوع لمتخصص ، و ذلك لأن اضطرابات الشخصية على وجه الخصوص ، في أغلب الأوقات قد تكون لها علاقة بديناميكية المخ ، و انما يمكن لغير المتخصصين في علم النفس الاستفادة من هذه الأعراض ، من أجل التخلص منها ، إن وجدت و تنمية مهارتهم الشخصية ، من أجل حياة متزنة و هادئة .