خلال القرن 20 كانت الحرب الكورية هي الحدث الأكثر قوة وتأثيرا في شبه الجزيرة الكورية ، فبها تشكل مصير الشعب الكوري بأكمله ، وقد قامت الحرب الكورية بداية نتيجة لعدة عوامل أهمها الحرب الباردة و الخلافات الإيديولوجية بين قواد شبه الجزيرة ، وكانت قد قسمت شبه الجزيرة الكورية إلى كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية مع حدود مؤقتة تفصل بين الدولتين ، وقد زعم كل من قادة البلدين أنهم القادة الشرعيين في المنطقة بأكملها ولم يعترفوا بالحدود الرسمية .
قبل الحرب كان الصراع دائرا بين جيوش الكوريتين على طول الحدود المشتركة ، وزاد الصراع بين الكوريتين في عام 1950 عندما أرسل قادة كوريا الشمالية قواتهم عبر الحدود ليبدأ الصراع ، لم تقتصر الحرب الكورية على دول شبه الجزيرة الكورية فقط فقد شاركت دول أخرى أيضا في الحرب مثل الولايات المتحدة وتايلاند وروسيا التي تدخلت في القتال بشكل مباشر ، أما الدنمارك وبلغاريا والسويد شاركوا بتقديم الدعم الطبي .
كوريا الشمالية
في عام 1950 قام قادة كوريا الشمالية بدعم من الاتحاد السوفياتي والصين بإرسال قواتهم عبر الحدود لغزو كوريا الجنوبية ، ادعت حكومة كوريا الشمالية أن الجيش الكوري الجنوبي قد يدأ الهجوم أولا ، كما ادعى أيضا الجيش الكوري الشمالي أنه قام بالهجوم بحثًا عن الهارب سينغمان ري ، وقد كانت قوة الغزو الكوري الشمالي الأولية جيدة الإعداد فقد كان لديها المدفعية والدبابات ، وبسبب الإعداد الجيد قام الجيش الكوري الشمالي بالسيطرة على مدينة سيول بسهولة .
كوريا الجنوبية
في وقت الهجوم كان الجيش الكوري الجنوبي غير مستعد لغزو عسكري وكان الجيش الكوري الجنوبي يفتقر إلى الأسلحة لمواجهة الدبابات والمدفعية المستخدمة من قبل الكوريين الشماليين ، وكان هناك تحديا آخر أمام الجيش الكوري الجنوبي وهو أن جيشهم لم يكن في وضع صحيح ولم يكن مهيئا لمحاربة الكوريين الشماليين القادمين ، كما أن القيادة العسكرية لكوريا الجنوبية في ذلك الوقت اتخذت بعض القرارات الكارثية مثل تدمير جسر هانجانج الذي أدى إلى وجود بعض الفرق العسكرية من الجيش الكوري الجنوبي تحت رحمة جيش كوريا الشمالية .
التدخل الدولي
أدت الحرب الكورية إلى مزيد من الانشقاق حول العالم فبعض الدول مثل الصين والاتحاد السوفيتي دعمت النظام الشيوعي في كوريا الشمالية بينما دعمت دول أخرى مثل الولايات المتحدة وأستراليا الحكومة الرأسمالية في الجنوب ، كانت الاختلافات الأيديولوجية أكثر وضوحا في الأمم المتحدة حيث صرح الممثل الصيني صراحة بأن سيتدخلون في الحرب إذا شاركت الولايات المتحدة فيها ، ومن ثم أرسلت الأمم المتحدة قوات إلى الحرب الكورية لمساعدة الكوريين الجنوبيين ، ولكنها اضطرت إلى التراجع بعد عبور القوات الصينية للحدود .
أثر الحرب
كان للحرب الكورية تأثيرا كبيرا على الشأن الإقليمي والدولي ، فقد تم إنشاء منطقة منزوعة السلاح ، كما خسرت كوريا الشمالية مساحة تبلغ 1500 ميل مربع تقريبًا من الأرض وتسلمتها كوريا الجنوبية ، كما أدت الحرب الكورية إلى اعتبار الجمعية العامة أكثر أهمية وشأنا من مجلس الأمن .