القمح هو الحبوب الرئيسية المستخدمة في صنع معظم الخبز والمعجنات، ويزرع في الغالب في خطوط العرض الوسطى ونصف الكرة الشمالي، ويتم رصد حصاد القمح السنوي بعناية، ومع اقتراب وقت الحصاد تحتاج الوكالات الحكومية ومصنعي الدقيق والخبز والمعجنات والمزارعين والتجار الدوليين إلى هذه التوقعات، وتعود زراعة القمح إلى أبعد من التاريخ، حيث كان القمح من أوائل المحاصيل الغذائية المستأنسة ولمدة 8000 عام كان الغذاء الأساسي للحضارات الرئيسية في أوروبا وغرب آسيا وشمال إفريقيا، واليوم يزرع القمح على مساحة أرض أكثر من أي محصول تجاري آخر ولا يزال مصدر الحبوب الغذائية الأكثر أهمية بالنسبة للبشر، وإنتاجها يؤدي إلى جميع المحاصيل بما في ذلك الأرز والذرة والبطاطا .
القمح
درجة الحرارة المثلى لنمو القمح حوالي 25 درجة مئوية مع درجات حرارة الحد الأدنى والحد الأقصى للنمو من 3 درجات إلى 4 درجات مئوية و 30 درجة إلى 32 درجة مئوية، ويتم تكييف القمح مع مجموعة واسعة من الظروف الرطبة، وعلى الرغم من أن حوالي ثلاثة أرباع مساحة الأرض التي يزرع فيها القمح يتلقى في المتوسط ما بين 375 و 875 ملم من الأمطار السنوية إلا أنه يمكن زراعته في معظم المواقع التي يتراوح هطول الأمطار فيها بين 250 و 750 مم، والإنتاج الأمثل يتطلب مصدرا كافيا لتوافر الرطوبة خلال موسم النمو، ومع ذلك فإن كثرة هطول الأمطار يمكن أن تؤدي إلى خسائر في الأمراض والجذور، ويزرع الأصناف ذات النسب المختلفة على نطاق واسع في ظل ظروف متنوعة من التربة والمناخ وتظهر اختلافات واسعة في السمات .
الحصاد في المناطق المعتدلة يحدث في الفترة ما بين أبريل وسبتمبر في نصف الكرة الشمالي وبين أكتوبر ويناير في نصف الكرة الجنوبي، وتستخدم مجموعة من الوكالات الإقليمية والوطنية والدولية تقنيات الجرد العديدة لتقدير الحصاد السنوي، وتشمل هذه العينات أخذ عينات عشوائية من حقول المزارعين والنظر في نضج النباتات وأخذ عينات قليلة من “رؤوس” الحبوب وتوثيق الجودة الكلية للحقول، وكذلك استخدام صور الأقمار الصناعية، وتستخدم وكالات وزارة الزراعة الأمريكية طرقا إحصائية وعالية التقنية لإجراء عمليات الجرد الخاصة بها، وعندما يتم حساب البيانات من معظم المصادر يمكن إجراء تقدير دقيق للحصاد بشكل معقول .
أقدم الحبوب المزروعة
على الرغم من أن القمح هو أحد أقدم الحبوب المزروعة إلا أنه يتعرض للهجوم بسبب محتواه العالي من الجلوتين، ومع ذلك لا يزال معظم العالم يطالبون بالقمح من أجل الخبز والمعكرونة والمعجنات، وهي مصادر غذائية مهمة في النظم الغذائية لمعظم المجتمعات، ومع ذلك يوصى بالوجبات الغذائية الخالية من الجلوتين للأشخاص المصابين بحساسية الجلوتين وهو مصدر قلق معترف به حديثا للصحة، والقمح هو أكثر أنواع الحبوب تنوعا، وينمو القمح بشكل أفضل في المناطق ذات خطوط العرض الوسطى لكن معظم دول العالم لا يمكنها إنتاج ما يكفي لتلبية مطالب سكانها، والولايات المتحدة هي الاستثناء الأكبر “أكبر مصدر في العالم” .
مناطق زراعة القمح
هناك خمس مناطق رئيسية لزراعة القمح في العالم اليوم، وتمتد منطقة أمريكا الشمالية من شمال تكساس إلى مروج كندا وقصر شرق واشنطن وأوريجون وسهول الأفعى في أيداهو، وتمتد منطقة القمح الأوروبية عبر شبه القارة الأوروبية من إسبانيا إلى أوكرانيا، وينقسم إنتاج القمح الآسيوي إلى ثلاث مناطق فرعية جنوب روسيا والولايات السوفيتية السابقة على طول الحدود الجنوبية لروسيا، وشمال الصين وشمال غرب الهند وباكستان وأفغانستان وإيران، وتقع منطقة قمح أستراليا في الغالب إلى الغرب من منطقة مجموعة الفاصل الكبير “Great Dividing Range”، وحول بيرث على الساحل الغربي وتقع منطقة قمح الأرجنتين في بامباس وباتاغونيا، وهناك عدد قليل من التركيزات الأخرى الأصغر لإنتاج القمح لكنها تميل إلى أن تكون في مناطق معزولة، مثل وادي النيل في مصر والمغرب العربي وشمال إفريقيا وشمال غرب المكسيك، وشيلي الوسطى وجنوب إفريقيا .
وهناك عاملان مناخيان يساعدان في تحديد تركيزات إنتاج القمح في جميع أنحاء العالم، وينمو القمح جيدا في مناخ البحر الأبيض المتوسط الرطب والشتاء في جنوب أوروبا وأستراليا وجنوب إفريقيا وشيلي الوسطى، وتساعد المناطق شبه القاحلة أيضا على إنتاج القمح في سهول أمريكا الشمالية العظمى وأوكرانيا والصين الشمالية ومحور الهند وباكستان وأفغانستان والأرجنتين، ويأتي 90٪ من صادرات القمح في العالم من الولايات المتحدة وكندا وأستراليا والأرجنتين ودول الاتحاد السوفيتي السابق (روسيا وأوكرانيا وكازاخستان)، وتنتج الولايات المتحدة حوالي 10 في المائة من القمح العالمي ولكن في المتوسط مسؤولة عن 20 إلى 30 في المائة من صادرات العالم من القمح .
ونظرا لأن الصينيين أصبحوا أكثر ثراء على مدار العقد الماضي فقد أصبحت الصين قوة رئيسية في سوق القمح العالمي، وليست فقط أكبر دولة منتجة للقمح في العالم ولكن الصين استوردت أيضا 882،000 طن (800،000 طن متري) في عام 2010، وتسبب الجفاف في أستراليا وروسيا في اضطرابات حديثة في أسواق القمح قبل بضع سنوات، حيث أوقفت روسيا جميع صادرات القمح منذ عام واحد، مما يؤدي إلى مضاعفة أسعار الخبز في العديد من الأماكن، ويمكن أن تحدث حالات مماثلة بسبب الصراع، والصراع الأوكراني الروسي الحالي يسبب اضطرابات في أسواق الزراعة في أوروبا، ولا تزال الآثار المحتملة على إنتاج القمح وتسعيره في أوكرانيا قيد التقييم .
تقييم صادرات القمح
يختلف تقييم وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) لصادرات القمح القاسي الأمريكي (القمح الصلب عالي الجودة) بشكل كبير، من 18 مليار بوشل في 2008/2009 إلى أكثر من 61 مليار في 2007/2008، ويرتبط الكثير من هذا الاختلاف بتقلب أسواق القمح في جميع أنحاء العالم وغالبا ما يرتبط بتغيرات في المحاصيل وتقلبات السياسة في بلدان أخرى، وكل هذا يمكن أن يزيد أو ينقص الطلب على واردات وصادرات القمح، ولكن الكوارث الطبيعية والأزمات السياسية والعسكرية يمكن أن يكون لها تأثير هائل على المدى القصير، كما هو الحال في أوكرانيا والشرق الأوسط، لذلك من الضروري أن تكون التقديرات السنوية لمحصول القمح المحتمل دقيقة، وتعتمد سبل عيش العديد من المنتجين والتجار والشاحنين والمصدرين على إمكانية التنبؤ بدقة التقديرات .