“أُكِلتُ يوم َ أُكِلَ الثورُ الأبيض” مقولة عربية ومثل يضرب عند الشعور بالندم على التفريط والتهاون في الحقوق والإحساس بالتشتت والضياع فالأمر يبدأ دائماً بالغير وينتهي عندك فاحترس ولا تضع نفسك فريسة للخداع ما يطال غيرك يطالك.

قصة “أُكِلتُ يوم َ أُكِلَ الثورُ الأبيض”
يحكى أن أسداً يعيش في أحد الغابات المملؤة بالثيران وكان كل يوم يخرج ليصطاد خارج الغابة ويظل بالساعات حتى يجد الفريسة المناسبة وفي أحد الأيام جاءته الفكرة لما أخرج باحثاً عن الطعام وأمامي الصيد الوفير ؟ فقرر في اليوم التالي مهاجمة الثيران واصطياد أحدهم.

وفي اليوم التالي ومع بداية شروق الشمس بدأت المعركة وبدأ الأسد في مطاردة الثيران إلا أنهم أوسعوه ضرباً وعلى الرغم من قوته إلا أنه لم يستطع التصدي لهم جميعاً، فجلس يفكر ويبحث عن الطريقة التي يستطيع بها تفريقهم لينال الضحية ويستمتع بوجبة دسمة ولذيذ.

الإستماع إلى الأسد بداية السقوط:
وهنا جاءته الفكرة  ” الثور الأبيض” فذهب في اليوم التالي يعتذر للثيران ويبدي ندمه ويوضح لهم أنهم فهموا مقصده خطأ وأن كل ما كان يفعله الأسد هو تخليصهم من  قطيع الأسود خارج الغابة الذي لفت انتباههم لون الثور الأبيض الساطع والذي لولاه لما التفتوا أو انتبهوا إليهم . وهنا بدأت الثيران في الإنصات لكلمات الأسد فهم في حالة من التهديد والخوف وظل الأسد يشرح لهم حجم القطيع الأخر وأنهم لن يستطيعوا الصمود لساعة واحدة أمامهم، وهنا بدأت الثيران تسأل ما هو الحل ؟ كيف ننجو ؟ فكانت الإجابة من الأسد يجب أن نتخلص من الثور الأبيض فلونه الناصع البياض يرشد قطيع الأسود إلى مكانهم، وهنا أجاب الأسد أنه سوف يقوم بهذه المهمة ويلتهم الثور الأبيض فقط من أجل حمايتهم ومن أجل الحفاظ على سلامتهم جميعاً وبالفعل قدم الثيران الثور الأبيض وليمة للأسد وسط صرخات الألم والتعذيب حتى أكله الأسد كاملاً على مرأى ومسمع القطيع.

زوال الخطر:
ظن الثيران أنهم تخلصوا من الخطر الذي زال بموت الثور الأبيض إلا أنهم لم يعرفوا أن الخطر الحقيقي قد حل بعد عدة أيام أحس الأسد بالجوع وأنه يحتاج إلى فكرة أخرى حتى يستطيع أن يعوض نفسه بوجبة دسمة مثل السابقة فظل يفكر ويفكر حتى لمعت الفكرة في رأسه، فذهب إلى قطيع الثيران مهنئاً لهم على نجاتهم من الموت المحقق إلا أنه توجد مشكلة كبيرة قد تؤرق حياتهم فأجاب قطيع الثيران ما هي ؟ فقال لهم الثور الأصفر فأجاب الثيران لا يوجد بيننا ثور أصفر وهنا ابتسم الأسد في خبث إنكم جميعاً لا تستطيعون رؤيته فهو يحمل علامة صفراء فوق ظهره لا يمكنكم رؤيتها إلا عند صعود الجبل، فقال الثيران للأسد وهل تعرفه ؟ فأجاب نعم وأشار إلى أحدهم، ولم يتردد الثيران وقدموه كما قدموا أخيه من قبله دون أن يفكروا للحظة واحدة أنه لا يوجد جبل في الغابة.

تضحيات الأسد:
وأصبح الأسد كل يوم يخبرهم عن التضحيات التي يقدمها من أجلهم لحمايتهم من قطيع الأسود وهم ممتنين للأسد فهو يحميهم ويخاف عليهم ويخبرهم بأي خطر قادم، وكلما أشار لهم الأسد على أحدهم قدموه فوراً فهو يستطيع أن يرى من فوق الجبل على عكسهم.

الصحو من الغفلة:
وظل الثيران على حالهم حتى جاء اليوم الذي لم يتبق فيه سوى عدد قليل جداً من الثيران فقد مات أغلبهم دون مهاجمة قطيع الأسود فقام أحد الثيران وقال لهم اليوم صرنا قليلين وغداً سوف نصبح أقل لا يوجد قطيع من الأسود بل هو أسد واحد التهمنا واحداً تلو الآخر وهنا صاح الأسد إن صوتك العالي سوف يجلب الأسود لتلتهم الجميع لذلك يجب أن أكلك قبل أن يهددوا بقيت القطيع وهنا صاح الثور ، ليس اليوم مقتلي فأنا “أُكِلتُ يوم َ أُكِلَ الثورُ الأبيض”.