اللي استحوا ماتوا، هو مثل سوري من الأمثال الشعبية القديمة التي تداولها العرب، وخلف هذا المثل حكاية تدور داخل أحد الحمامات الشعبية التي اشتهرت بها دمشق وتعتبر الآن أحد المزارات السياحية المهمة بها التي يقصدها السائحون من جميع بلدان العالم لما تحتوي عليه من هندسة معمارية قديمة وزخارف فنية رائعة.

اللي استحوا ماتوا:
تدور أحداث القصة في أحد الحمامات الشعبية الموجودة بدمشق، وفي اليوم المخصص للنساء حيث اعتادت النساء على خلع ملابسهن والجلوس عرايا بغرض الاستحمام داخل الحمام، والاستمتاع بالحرارة الشديدة للماء، وفجأة اشتعلت النيران داخل الحمام لتلتهم جميع ما فيه من ملابس، وهو ما جعل النساء تستحي من الخروج عرايا بدون ملابس ومنهم من خرج للنجاة بنفسه من الموت، إلا أن أغلبهن فضلن الموت على الخروج عرايا أمام الرجال التي كانت تحاول إطفاء الحريق.

وبعد ساعات طويلة استطاع الناس إخماد ذلك الحريق الكبير، وعند محاولة بعضهم معرفة من منهم عاش ومان لم ينجو من الحريق انطلق أحدهم يقول في حسرة على من ماتوا “اللي استحوا ماتوا”، وصارت بعدها تردد على أي شخص يصدر منه فعل منافي للأدب والأخلاق، تعبيرًا على أن الحياء مات مع أولئك النسوة بالحمام.

الحمامات الشعبية:
ارتبط تاريخ العاصمة السورية دمشق بالأحياء والحارات العريقة، والحمامات الشعبية الموجودة في الحارات القديمة تعد من أهم المزارات السياحية هناك وذلك لأنها تحتوي على بناء هندسي بديع مع بعض النقوش والزخارف ووفرة المياه بها، وكانت هذه الحمامات تتكون من ثلاث دوائر هي البراني والوسطاني والجواني وبعضها كان مكون من دائرتين فقط هي: البراني والجواني.

كانت هذه الحمامات قديمًا تستخدم من قبل الجميع لغرض الاستحمام حيث لم يكن حينها موجود حمامات خاصة المنازل إلا في القصور الفخمة، لذلك كانت مخصصة للاستحمام والنظافة عمومًا وكان يقصدها الجميع رجال ونساء وأطفال حيث كانت تخصص للرجال أيام وللنساء أيام وفي بعض الحمامات كانت تخصص فترات للرجال وفترات للنساء أما الأطفال فغالبًا ما كانت تذهب في الأيام المخصصة للنساء.

وكانت هذه الحمامات تستخدم لأغراض أخرى غير النظافة مثل إقامة احتفال بالعروس والعريس في الليلة السابقة للزواج وهيس ليلة الحنة وفيه كانت تقوم العاملات بالغناء والطرب أثناء تجهيز العروس أو العريس مع وضع الحنة لجميع أقارب العروس تفاؤلًا بها.

أشهر الحمامات الشعبية بدمشق:
– حمام النايب في محلة باب توما باطن دمشق.
– حمام عيسى القاري.
– حمام بني أسامة بدخلة بني الضايغ.
– حمام الناصري بالشاغور الجواني.
– حمام القيشاني بالقرب من سوق البريد.
– حمام الركاب بمحلة الشاغور الجواني.
– حمام سامي بمحلة القباقبية.
– حمام القاعة بمحلة القباقبية.
– حمام الملك الظاهر.
– حمام البابين ويستقي ماءه من نهر بانياس ويقع في حي القيمرية.
– حمام الأمير علي في محلة سوق القطن بزقاق المدرسة الخضيرية.

الوسوم
قصص امثال