فيروز الديلمي صحابي جليل ولد من اب فارسي ومن ام عربية، قد نزحو الي بلاد الشام واستقرو بها عاشو وكبرو في الجاهلية تحت حكم كسرة ، وقد تم ارسالهم الى الحبشة للقتال هناك، وعندما كبر وانتشر الاسلام ووصل الى بلاد الشام، قد اسلم هو وقومه عندما تبين لهم ان دين الله هو الحق وتركو اتباع كسرة عظيم الفرس بقيادة كبيرهم (باذان) وعندما وصل الخبر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اقر حكم (باذان) على عرشه ملكا على اليمن حتى توفاه الله .
القاب سمي بها الصحابي:
1_ابا عبد الرحمن
2_ابا عبد الله
3_ ابا الضحاك
4_ قاتل الاسود العنسي
قصة الصحابي فيروز الديلمي وقتله للاسود العنسي:
بعد حجة الوداع مرض النبي مرض شديد، فانتشر الخبر في ارجاء الجزيرة العربية، فارتد بعض من الذين كان ايمانهم ضعيف ولكن بعض منهم قد فعل ما لا يتوقعه احد فبعد ارتداده عن الاسلام فقد ادعا النبوة، وصار يحث اهل قبيلته على اتباعه بدل من النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ارتد كل من (الاسود العنسي من اليمن _ مسيلمه الكذاب من اليمامة _ طليحة الاسدي في بني اسد) وقد زعم الثلاثة انهم بعثو من عند الله وانهم انبياء قد ارسل كل منهم الى قومه .
كان الاسود العنسي فصيح اللسان وله طلاقة في الحديث يستطيع ان يقنع العامة من الناس بكلامه المعسول وبخفة يده ، فقد كان مشعوز يجيد الالعاب الشيطانية التي يستخدم فيها ذكائه فيقنع الناس بانه ساحر بل يقنعهم انها معجزة من عند الله وكان يدعي انه يأتيه ملك من السماء بالوحي ، وكان ينشر جواسيسه بين العامة حتى يعرف اخبار القبيلة ثم يدعي انه ارسل له وانه الوحي الذي اخبره بذلك ، عندما وصل الخبر الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسرع وارسل رسالة الى اصحابه في اليمن يحثهم على مواجهة هذه الفتنة وامرهم بالتخلص من الاسود العنسي وعندما وصلت رساله النبي الى اصحابه في اليمن سارعوا ليلبوا امر النبي صلى الله عليه وسلم .
في هذه الاثناء كان (الابناء) وهي قبيلة الصحابي فيروز الديلمي هي صاحبة السلطة والنفوز في اليمن وعندما وصلهم امر النبي اصبح كل منهم يحمل مهمة من رسول الله يجب عليه تنفيذها، ولكن كان اسرعهم استجابة واعلاهم همة هو فيروز الديلمي، فقد تسلل فيروز الديلمي الى قصر الاسود هو وابن عمه ( داذوية) وقائد جيشه (قيس بن عبد ييغوث) وقد اتفق الثلاثة ان يتخلصو من الاسود وينفذو امر رسول الله بمشاركة ابنة عمهم (اذار) وقد كانت في هذا الوقت زوجة للاسود العنسي بعد ان تم قتل زوجها على يده .
واتفق الثلاثة مع ابنة عمهم انه عند حلول الليل سيدخلون الى القصر ويقتلونه، وعندما حل الظلام دخل الثلاثة القصر فوجدوا ابنة عمهم تنتظر عند باب الغرفة، واشارت الي مكان نوم عدو الله الاسود العنسي فدخلو الغرفة واضائوا مصباحا صغيرا وتوجهوا الى سريرة وضربوه الثلاثة على عنقه بالسيوف فأصبح يصدر اصواتا كخوار الحيوانات، وعندما سمع الحراس توجهوا الى الغرفة وسألوا ما هذا فقالت ابنة عمهم انصرفو فهذا نبي الله يأتيه الوحي فأنصرفوا .
استمروا داخل القصر حتى مطلع الفجر ثم توجه الصحابي فيروز الديلمي الى سور القصر ووقف فوقه وصار يردد الاذان حتي بلغ اشهد ان محمدا رسول الله ثم قال اشهد ان الاسود العنسي كذاب، وعندما سمع الاذان المسلمون اتوا من كل جانب فتصد لهم الحراس ولكن في هذه اللحظة القي عليهم راس الاسود العنسي فتراجعوا .
وفي الصباح كتبوا رسالة الى رسول الله تبشره فيها بمقتل الاسود ثم علمو ان الوحي قد اخبر الرسول ليلة مقتل الاسود .
(عن ابن عمر قال: أتى الخبر إلى رسول الله من السماء الليلة التي قتل فيها الأسود الكذاب العنسي فخرج ليبشرنا فقال: “قتل الأسود البارحة قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين“. قيل: ومن قتله يا رسول الله؟ قال: “فيروز الديلمي“.)
وقد عاش الصحابي فيروز الديلمي حياة طويلة فقد مات في عهد خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ويقال انه مات في عهد الخليفة معاوية رضي الله عنه في اليمن، وقد تم دفن الصحابي الجليل في اليمن .