بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، أم بعد .. نتحدث إليكم في موضوعنا هذا عن أجمل دعاء لمن تحب ، فالحب دعاء . ومن سمات الإنسان المسلم في قيامه بأعمال الخير من نفعه للناس ، فما بالك بالدعاء لمن تحب كما يحبه لنفسه ، مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) ، وما بالك إن قمت بالدعاء عن ظهر غيب ، أي الدعاء للغير وهو غائب غير حاضر أثناء دعائك له . وعن الأحاديث الشريفة التي توضح مدى النفع في الدعاء للغير .
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: لما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبَ نفسٍ ، قلت: يا رسول الله ، ادع الله لي ، قال: (اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر ، وما أسرت وما أعلنت) ، فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حِجْر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الضحك ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيسرك دعائي؟) ، فقلت: وما لي لا يسرني دعاؤك ، فقال صلى الله عليه وسلم: (إنه لدعائي لأمتي في كل صلاة) رواه ابن حبان في “صحيحه” وحسنه الألباني .
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ ، إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ) رواه مسلم ، وفي رواية له عن أبي الدرداء مرفوعاً: (مَنْ دَعَا لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ ، وَلَكَ بِمِثْلٍ) .
وعن أم الدرداء رضي الله عنها لزوج ابنتها الدرداء -وهو عبد الله بن صفوان- أن هذه الدعوة مستجابة ، فعن عبد الله بن صفوان رضي الله عنه قال: قَدِمْتُ الشَّامَ ، فَأَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه فِي مَنْزِلِهِ ، فَلَمْ أَجِدْهُ وَوَجَدْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ رضي الله عنها ، فَقَالَتْ: أَتُرِيدُ الْحَجَّ هذا الْعَامَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ . قَالَتْ: فَادْعُ اللهَ لَنَا بِخَيْرٍ ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: (دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ) رواه مسلم .
وقال الإمام النووي: “وَكَانَ بَعْض السَّلَف إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُو لِنَفْسِهِ يَدْعُو لِأَخِيهِ الْمُسْلِم بِتِلْكَ الدَّعْوَة؛ لِأَنَّهَا تُسْتَجَاب ، وَيَحْصُل لَهُ مِثْلهَا” .
ومن أفضل الأدعية لمن تحب
آسآل الله أن ينظر إليك وهو يباهي بك ملائكته ويقول (إني أحببت عبدي فآحبوه )
اللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت وإذا استرحمت به رحمت وإذا استفرجت به فرجت اللهم إني أدعوك الله وأدعوك الرحمن وأدعوك البر الرحيم ، وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ماعلمت منها وما لم أعلم أن تغفر لي وترحمني اللهم يا رحمن يا رحيم يا سميع يا عليم يا غفور يا كريم إني أسألك بعدد من سجد لك في حرمك المقدس من يوم خلقت الدنيا الى يوم القيامة أن تطيل عمر قاري ومرسل هذا الدعاء على طاعتك وترحم والديه وان تحفظ أسرته وأحبته وان تبارك له في ماله وعمله وتسعد قلبه وأن تفرج كربه وتيسر أمره وأن تغفر ذنبه وتطهر نفسه وان تبارك سائر ايامه وتوفقه لما تحبه وترضاه اللهم أمين
اللهم مثل ماآضآت الكون بنور شمس هذا اليومأضئ قلبه بنور حبك ضيئا لاينطفي وأرزقه رزقا دائما لاينقطع وصحة يستخدمها في طاعتك وأحبه وحبب فيه خلقك وعبادك
اللهم ثبت له يقينه وأرزقه حلال يكفيه اللهم أبعد عنه كل شئ يؤذيه ولاتحوجه لطبيب يداويه اللهم أستره على وجه الأرض وأرحمه في بطن الأرض وأغفر له في يوم العرض اللهم أعطه مايتمناه وتحبه له وترضاه
اللهم إني أحب هذا الإنسان حبا يجهله هو وتعلمه أنت اللهم فلا تريني فيه بآسا
اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان في الأرض فأخرجه وإن كان بعيدا فقربه
اللهم إني أحب هذا الإنسان حبا يجهله هو وتعلمه أنت اللهم فلا تريني فيه بأسا ، وأسعد قلبه دوما وأسألك له العفو والعافية و أحفظه من كل شر اللهم (إنه يسكن قلبي) ، فلا تحرمه أن يسكن جنتك
” اللهم يا فاتح الابواب ومنزل الكتاب وجامع الاحباب يا الله ارزقه رزقا كالامطار حين تصب واجمعه بكل من يحب ، وهون عليه كل صعب ، واجعل ايامه عيد يا الله ويومه سعيد وعمره مديد ،واجعل له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا اللهم يا عزيز يا جبار اجعل قِلوبنا تخشع من تقواك واجعل عيوننا تدمع من خشياك واجعلنا يا ربي من أهل التقوى وأهل المغفرة وارزقنا الهدى والتقى والعفاف”
اللهم إني أسألك لهذا الإنسان أن تجعله عن الهم بعيد ، ومن الرحمة قريب ، وحقق له مايريد ، وأجعل اليوم عليه سعيد
اللهم ثبت له يقينه وأرزقه حلال يكفيه ، اللهم أبعد عنه كل شئ يؤذيه ، ولا تحوجه لطبيب يداويه ، اللهم أستره على وجه الأرض وأرحمه في بطن الأرض ، وأغفر له في يوم العرض ، اللهم أعطه مايتمناه وتحبه له وترضاه
اللهم سخر له القلوب ، وأحفظه من كل سوء ، وأسعده متعاقب الشروق والغروب
اللهم مثل ما اضأت الكون بنور شمس هذا اليوم ، أضئ قلبه بنور حبك ضيئا لا ينطفي ، وأرزقه رزقا ، دائما لاينقطع وصحة يستخدمها في طاعتك ، وأحبه وحبب فيه خلقك وعبادك
هنأك الله بالقبول ، وأسكنك الجنة مع الرسول ، وجعل أيامك فاتحة بهجة لاتزول
هذه الصورة الرائعة التي يُشَجِّعنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدعاء للمسلمين ، تتضمن وعداً بأن الخير الذي ستدعو به لن يصل إلى المدعو له فقط ، وإنما سيناله الداعي كذلك؛ لأن الله الذي أرسل الملَكَ ليقول: “آمِينَ” ، أرسله وهو يُريد الإجابة ، كما أن الملَكَ يقول بيقين: “وَلَكَ بِمِثْلٍ” ، وهذا أمر لا يمكن أن يقطع به الملَكَ بمفرده ، إنما أخبره الله سبحانه وتعالى بتحقُّق الإجابة ، فصار أداء هذه السُّنَّة الجميلة نافعًا للطرفين: الداعي والمدعو له .
فعلينا بتطبيق تلك السنة الرائعة لمن نحب ولمن لا نعرفهم ايضاً بما له من أثر رائع على النفس البشرية . ونسأل الله عز وجل أن يخرج إخواننا من أزماتهم ، وأن يرزقنا واياكم استجابة الدعاء من الخير وإلى صلاح الأحوال .