قصة المفتاح السحري هي قصة للأطفال تحمل حكمة عظيمة وهي أن الكتاب هو البوابة التي يمر من خلالها الأشخاص إلى العوالم المختلفة فالقراءة غذاء للعقل والقلب يمكن للإنسان من خلالها الحصول على السعادة الحقيقية وهو ما تعلمه مارتن بطل القصة في النهاية.
قصة المفتاح السحري
بعد أن أطفأ مارتن، شموع عيد ميلاده، قام والده بتهنئته ثم ناوله هديته، كان مارتن شغوف حول معرفة ما بداخل علبة الهدايا، فنزع عنها الغلاف سريعا، وما أن قام بفتح العلبة حتى وجد أن بداخلها كتاب، تغير وجه مارتن، وتحول شغفه إلى حزن عميق بسبب رؤيته للهدية، التي تمنى أن تكون احدى الألعاب الممتعة التي تليق بطفل في سنه.
ثم قام مارتن بتقليب صفحات الكتاب عله يجد به القليل من الصور التي تخفف عنه أثر الصدمة، ولكن صدمته الثانية، هي أنه وجد أن الكتاب لا يحمل بداخله أي صور، فلم يكن يرى به سوى أسطر من الكلمات المتتابعة، والتي تشعر بالملل، وجد أباه أن مارتن لم يفرح بالهدية التي أعطاه إياها، فأخبره على الفور، بأن هذا الكتاب ليس مجرد كتاب عادي، وإنما هو كتاب سحري، ولكي تتوصل إلى السحر الموجود بداخله، فلابد من أن تقرأ صفحاته.
مارتن يبحث عن السحر بداخل الكتاب
كان مارتن من عشاق السحر وكل خباياه، ولذلك قام بالدخول إلى غرفته وبدأ في قراءة أولى صفحاته، ولكن سريعا ما أحس مارتن بالملل الشديد، قبل أن يتم قراءة نصف الصفحة، فقام بإغلاق الكتاب ووضعه على المنضدة، التي بجانب سريره وخلد إلى النوم، أشرقت الشمس، وخرج مارتن من حجرته، ثم جلس على الطاولة مع عائلته لتناول الفطور، وما أن شاهده والده حتى سأله عن الكتاب، قائلا له هل وجدت المفتاح السحري الذي بداخل الكتاب، اندهش مارتن من كلام والده، وقال بتعجب هل هناك مفتاح سحري بداخل الكتاب، ثم انطلق إلى غرفته وجلس على سريره وبدأ في تقليب صفحات الكتاب لعله يجد المفتاح السحري الذي أخبره به والده، ولكنه لم يجد المفتاح في أي مكان بالكتاب.
أنجيلا تحصل على المفتاح السحري
شعر مارتن بخيبة الأمل من جديد، وأحس بأن أباه يخبره بأمر ليس حقيقي حتى يشجعه على القراءة، فقرر أن لا يكمل قراءة الكتاب، وقام بوضعه داخل المكتبة بجانب الكتب الأخرى، ثم ذهب للعب بألعابه، وبينما هو منشغل باللعب دخلت عليه أخته الصغيرة أنجيلا غرفته، وطلبت منه أن يعطيها الكتاب، تقدم مارتن نحو المكتبة، وقام بإحضار الكتاب وأعطاه لأخته.
، أخذت أنجيلا الكتاب ثم ذهبت إلى غرفتها، وبدأت في القراءة، مرت عدة أيام وأنجيلا منهمكة في قراءة الكتاب، ولا تخرج من غرفتها سوى لتناول طعامها ثم تعود مرة أخرى، وتكمل القراءة، وبعد فترة خرجت من غرفتها والسعادة تتملكها، وجعلت تصيح وتقول لقد حصلت على المفتاح السحري، وبدأت تحكي عن المغامرات الرائعة التي خاضتها من خلال القراءة، وعن زيارتها للعديد من المدن الساحرة ، التي قرأت عنها بهذا الكتاب.
العودة للبحث عن المفتاح السحري
كان مارتن يستمع لأحاديث أخته وهو في قمة التشوق، ولكي يتمكن من المعرفة عن هذا الأمور أكثر، كان عليه أن يقرأ بنفسه، خاصة بعد أن رأى السعادة التي كانت تتملك أخته أنجيلا، أخذ مارتن الكتاب من أخته مرة أخرى بعد أن فرغت من قراءته، ثم ذهب إلى حجرته وبدأ يقرأ.
في بداية الأمر أحس مارتن بالملل الشديد لأنه لا يجد صور تعبر عن الأحداث الموجودة داخل الكتاب، ولكنه بعد لحظات لم يجد أمامه سوى استخدام مخيلته، وبدأ يربط بين قراءة الأحداث والخيال، حتى استطاع أن يصنع عالمه الخاص الذي جعله يعيش أروع لحظاته، فوجد نفسه يتنقل بين الوديان، ويصارع الوحوش في البراري، ويسافر عبر البحار داخل سفينته الخاصة، حتى علم مارتن ما كان يقصده أباه عن المفتاح السحري، ذلك المفتاح الذي يصنع السعادة داخل القلوب، ويضيء النور داخل العقول، علم أن هذا المفتاح هو القراءة التي هي بحق عالم ساحر.