بطانة الرحم المهاجرة هي حالة طبية حيث نجد بطانة الرحم التي تتآلف من الأنسجة تنمو خارج الرحم ، مما ينتج عن ذلك وجود مشكلة عندما استمرار هذه الأنسجة في إتباع نفس الطريق ، كما لو كانت داخل الرحم ، لذلك تستمر في كثافتها ، تنفصل وتنزف أثناء موعد الدورة الشهرية للسيدة التي تعاني من هذه الحالة ، وتصبح هذه مشكلة داخل المنطقة المصابة من الجسم .
تؤدي هذه الحالة إلى حدوث ندب في الأنسجة عندما تصاب الأنسجة المحيطة بالتهيج ، مما ينتج عنه تغيرات والتحام في الأعضاء الداخلية ، قد تظهر بطانة الرحم المهاجرة مع تطور الجنين ، كما تؤثر معدلات هرمون الإستروجين في حدوث هذه الحالة أيضا ، ولا تسبب هذه المشكلة الشعور بالألم فقط ، بل تؤثر على باقي النواحي في حياة السيدة ، وتشمل حياتها العملية والمادية ، علاقتها الإجتماعية وطبيعية الحياة .
لذلك تحتاج السيدات التعرف أيضا على الأعراض المصاحبة لبطانة الرحم المهاجرة ، وتكون على وعي بهذه الحالة قبل فوات الأوان ، ويعتبر الشعور بالألم من أبرز الأعراض التي تشير لهذه الحالة ، ولكن تتباين درجة حدة وخطورة هذا الألم من سيدة لأخرى ، فتكون شديدة جدا لدى سيدة ومتوسطة أو خفيفة لدى سيدة أخرى ، كما يجب التعرف على الأسباب والعوامل التي تؤثر في حدوث هذه المشكلة .
الأسباب والعوامل التي تؤدي لحدوث بطانة الرحم المهاجرة :
1- الحيض التراجعي : تسبب هذه الحالة تراجع دم الحيض داخل قناة فالوب والحوض بدلا من التدفق الطبيعي له خارج الرحم ، يؤدي ذلك لحدوث بطانة الرحم المهاجرة .
2- نمو الخلايا الجنينية : يحدث أحيانا أن الخلايا الجنينية المبطنة للبطن والحوض في أنسجة بطانة الرحم تنمو داخل هذه التجاويف ، مما يؤدي لحدوث حالة بطانة الرحم المهاجرة ، وهذه من أهم أسباب يطانة الرحم المهاجرة .
3- تطور الجنين : تؤكد الكثير من المعلومات والأبحاث حول هذه الحالة ، أن بطانة الرحم المهاجرة قد تظهر مع تطور نمو الجنين أيضا ، حيث أن زيادة مستويات هرمون الاستروجين تعرف بأن لها دورا هاما في ذلك .
4- الندبات الجراحية : وجد أن خلايا بطانة الرحم يمكن أن ترتبط بجرح ناتج عن بعض العمليات الجراحية في هذه المنطقة مثل استئصال الرحم ، وهذه من أهم أسباب حدوث هذه الحالة .
5- نقل خلايا بطانة الرحم : يستطيع الجهاز الليمفاوي نقل خلايا بطانة الرحم إلى أجزاء أخرى متعددة من الجسم ، مما يزيد فرص التعرض لهذه المشكلة .
6- الجينات الوراثية : من الأمور المعتقدة وجود جينات وراثية لبطانة الرحم المهاجرة ، مما يزيد فرص الإصابة من 5-7 مرات للسيدات ، إذا ظهرت هذه الحالة لأحد أقاربها من قبل .
7- الهرمونات : في حالات معينة ، قد تحدث بطانة الرحم المهاجرة بتحفيز من هرمون الإستروجين ، وهذا يمكن أن يسبب هذه الحالة .
8- الجهاز المناعي : تسبب بعض مشكلات الجهاز المناعي أحيانا منع تدمير أنسجة الرحم الزائدة التي تنمو خارجه ، وهذا سببا آخر لحدوث بطانة الرحم المهاجرة .
9- التاريخ العائلي : إن وجود تاريخ عائلي لالتهاب الحوض ، تشوهات الرحم أو تراجع دم الحيض ، قد يسبب أيضا زيادة خطر التعرض لحدوث بطانة الرحم المهاجرة .
10- ميعاد الحيض : إذا استمر دم الحيض لأكثر من 7 أيام ، وبدأت الدورة الشهرية خلال 27 يوم أو أقل من ذلك ، ففرص حدوث بطانة الرحم المهاجرة تزداد .
مضاعفات بطانة الرحم المهاجرة وعلاقتها بتأخر الإنجاب :
المرحلتين الأولى والثانية : لا تسبب هاتين المرحلتين خطورة ، وتتشابة أعراض هذه الحالة مع أعراض الدورة الشهرية ، مما يصعب إكتشافها ، ويؤدي إلى وجود بعض المشكلات الأخرى التي تعيق حدوث الحمل ، لذلك فالكشف المبكر لهذه الحالة يساعد في الوقاية من هذه المضاعفات .
المرحلتين الثالثة والرابعة : قد تسبب هذه الحالة في المراحل المتأخرة حدوث العديد من الالتصاقات للأعضاء الداخلية مما يسبب العقم ، كنتيجة للإصابة ببعض الجروح ، التجمعات الدموية والتقيحات في الأنابيب والمبيضين .