تشكل أمراض ضغط الدم المختلفة مشكلة كبيرة على صحة الكثيرين ، فأمراض ضغط الدم ليست الأمراض التي يمكن الاستهانة بها على الإطلاق ، ويعد ضغط الدم المرتفع أكثر أنواع ضغط الدم خطرآ وتهديدآ للحياة ، وقد إنتشر مرض ارتفاع ضغط الدم في الفترة الأخيرة بشكل كبير ، صحيح أن مرض ضغط الدم خاصة المرتفع مرض قديم ليس وليد اليوم ، لكنه لم يكن منتشرآ كإنتشاره الفترة الحالية ، لذلك فقد إزداد الشعور بخطر مرض إرتفاع ضغط الدم مع إنتشاره حديثآ ، وكانت الفئة الأكثر عرضة للإصابة بإرتفاع ضغط الدم هم كبار السن ، أو الأشخاص المتقدمين في العمر ممن هم مصابون بأمراض القلب على وجه الخصوص ، ويصاب بهذا المرض كبار السن سواء كانوا رجال أم نساء .
ومع إنتشار مرض ضغط الدم وشيوعه في العديد من الدول المختلفة ، تغيرت الفئة الأكثر عرضة للإصابة بإرتفاع ضغط الدم أيضآ ، فلم يقتصر مرض ضغط الدم المرتفع على إصابته لكبار السن فقط ، بل أصبح الشباب معرضون للإصابة به أيضآ ، ووصلت خطورة المرض إلى إصابته للأطفال ! ، وإصابة الأطفال بإرتفاع ضغط الدم أمرآ لم يكن معتادآ او شائعآ من قبل ، لذلك فقد يتفاجأ الكثيرين عند سماعهم هذه المعلومة .
متى يعتبر الطفل مصابآ بإرتفاع ضغط الدم :
يصنف الطفل بأنه مصاب بإرتفاع في ضغط الدم حينما يتجاوز ضغط الدم لديه الـ 95 ، مع أهمية وضع في الإعتبار عمر الطفل ووزنه ، وتاريخ عائلته الوراثي بالنسبة للمرض .
ويلاحظ أن ضغط الدم المرتفع عند الأطفال يختلف عن ضغط الدم عند الكبار ، فغالبآ ما يحدث إرتفاع في ضغط الدم لدى الكبار البالغين نتيجة أسباب عديدة صحية ووراثية ، بينما الأطفال فنسبة كبيرة من المصابون منهم بإرتفاع ضغط الدم يصابون به نتيجة أمراض بالكليتين ، أو نتيجة عوامل وراثية ، كإصابة أحد الأبوين بالمرض .
أعراض إرتفاع ضغط الدم عند الأطفال :
يشعر الأبوين بإصابة طفلهم بإرتفاع ضغط الدم من خلال ضعف نمو الطفل وإختلافه بشكل كبير عن أقرانه ، وقد يشكو الطفل من صداع دائم ودوار ، بالإضافة إلى القيء وضعف النشاط أيضآ .
دراسة تحذر من ضغط الدم المرتفع عند الأطفال :
أجريت دراسات عديدة في الفترة الأخيرة تهتم بدراسة وفحص ضغط الدم المرتفع وأضراره على الأطفال ، وقد أجريت دراسة حديثة في جامعة روتشستر أكدت أن ضغط الدم المرتفع يؤثر على القدرات العقلية للأطفال ، كما أنه يضعف قدرات التعلم الموجودة بشكل طبيعي لدى الطفل ، كما أن الأطفال المصابون بضغط الدم المرتفع في مراحل التعليم المختلفة يعانون من صعوبات كبيرة في تحصيل وفهم المناهج الدراسية بشكل أكبر من أقرانهم ، وقد إعتبرت الدراسة هذه الظاهرة بمثابة إحدى تأثيرات إرتفاع ضغط الدم الضارة .
وخضع لهذه الدراسة أكثر من 200 طفال ممن هم مصابون بإرتفاع ضغط الدم ، فتم عمل إختبارات خاصة بالذكاء ومستوى القدرات العقلية للأطفال ، ومقارنة النتائج الخاصة بالأطفال المرضى وبغيرهم من الأطفال غير المرضى ، فوجدت الدراسة فروقآ ملحوظة بين الأطفال المرضى وغير المرضى ، حيث يعاني مرضى ضغط الدم من الاطفال من صعوبات في التعلم والتحصيل والاستيعاب ، بالإضافة إلى إضطرابات في الفهم والإدراك أيضآ .
وقد نصحت الدراسة الآباء والأمهات بمتابعة أطفالهم متابعة جيدة ، وعند إكتشاف غصابة الطفل بأي من أمراض ضغط الدم ، يجب متابعة الطفل مع طبيب متخصص ، ومحاولة حماية الطفل من إرتفاع ضغط دمه بشكل متكرر ، حيث أن تكرار إرتفاع ضغط الدم يشكل خطرآ على حياة الطفل ويؤدي لتعرضه لمضاعفات أخطر من تلك التي ذكرتها الدراسة .
علاج ضغط الدم المرتفع عند الأطفال :
يؤكد الأطباء أن الخطوة الأهم في علاج ضغط الدم عند الأطفال هي إهتمام الآباء ومساعدتهم للطفال كي يتأقلم مع مرضه ، فمن المهم أن يضع الآباء للطفل برنامجآ غذائيآ صحيآ ، فمن الممكن أن يستمتع الطفل بكل ما يحب من الأطعمة ، لكن يجب أن يبعده أبويه عن الملح الزائد في الطعام ، وعن الأطعمة الغنية بالأملاح بشكل عام ، مع أهمية أن يتناول الطفل الخضروات والفاكهة الطازجة .
كما يجب على الأبوين تقديم دعمآ نفسيآ كبيرآ للطفل ، حتى لا يشعر أنه أقل من أقرانه أو أنهم أفضل منه ، مع أهمية العلم بأن الطفل لو تجنب إرتفاع ضغط دمه مرات عديدة فإنه سوف يتمكن من تحصيل العلوم المختلفة من المدرسة ، كما يمكنه أن يعيش حياته بشكل طبيعي وسليم .