اعرف ربك في الرخاء يعرفك في الشدة، هذا هو شعار نبيل الدواس، الذي تحول من بائع للخضر لرجل يتناقل قصة نجاحه الجميع. ابن المملكة الذي جعل الله في قلبه طوال الوقت، ولم يخطو خطوة واحدة إلا وهو يراقبه سبحانه، حيث تبدأ رحلته من سوق القصيم، حتى حصوله على جائزة الشاب العصامي في عام 2016.

الدراسة والحياة العملية لوليد الدواس

وهناك في سوق مدينة القصيم بالمملكة شاب صغير في المرحلة الثانوية يعمل ببيع الخضروات، شاب لبق عذب اللسان محبوب من كل من يعرفه، يقسم ساعات يومه بين الدراسة والعمل، لا يعرف شيء يدعى اللهو أو تضييع الوقت، وقد ظل على هذا النحو حتى تكلل تعبه واجتهاده بالنجاح والحصول على الثانوية، ولم يكن مجرد نجاح عادي ولكن نجاح يملأه المزيد من التفوق.

 بعد ذلك انتقل وليد للمرحلة الجامعية ولم يمنعه هذا من الاستمرار في مواصلة العمل الذي كان بمثابة حافز للسير نحو النجاح، فتحول من بائع بالسوق، لسائق تاكسي، يمارس مهنته أثناء العطلة الأسبوعية، والتي كانت يومي الخميس والجمعة، وظل وليد الدواس يعمل على تحقيق حلمه بكثير من الصبر والاجتهاد، يعلم أن كل حلم لا يمكن الوصول إليه سوى بالكثير من التعب والإيمان القوي بالله ثم بالثقة بالنفس.

تخرجه من الجامعة ودخوله للحياة العملية

لم يجني وليد من عمله كسائق الكثير من الأموال ولكن كل ما كان يحصل عليه هو حوالي ثلاثة آلاف إلى ثلاثة ونصف ريـال شهريا، ومع ذلك لم يتذمر يومًا أو يشعر ببعض اليأس، ولكن ظل حامد وشاكر لله على نعمه، موقن بأن كل شيء يأتي مع الوقت، ومرت السنوات وتخرج وليد من الجامعة، وحان وقت العمل الحقيقي كموظف بإحدى الشركات، ولكن كان هناك ما يسبب بعض العرقلة أو الصعوبة في العمل لوليد الدواس، وهي اللغة، حيث كان جميع العاملون بالشركة من خارج المملكة عدا وليد الدواس، ولكن الأمر لم يدم طويلًا فعند وليد الدواس الحل الأكيد كما يقولون.

أولى خطوات تحقيق حلم وليد الدواس

لم يكن وليد الدواس شابً مجتهد وصبور فقط، ولكن كان هناك موهبة قد حباه الله بها وهي موهبة التمثيل وتقليد الأخرين، وهذا كانت نقطة الانطلاق نحو تحقيق الهدف، حيث قام وليد بتحميل نوع من البرامج التي يستطيع من خلالها إظهار تلك الموهبة، وهذا بعد أن أشار عليه احدى أصدقائه بذلك بعد أن لاحظ عليه امتلاكه لموهبة التمثيل، وبالفعل قام وليد بتسجيل بعض المقاطع التي حازت على إعجاب الكثيرين.

أصبح بعدها وليد من أكثر الناس متابعة من قبل الجمهور، خاصةً أنه يتمتع منذ البداية بروح ودودة ومحبوبة من الناس، وهذا ما جعل مروره إلى قلوبهم أمر سهل، ونجاحه في هذا الأمر شجعه على القيام بخطوة أكثر جرأة فقام بعمل برنامج كان بمثابة فتحة الخير على العديد من الشباب الذين قام وليد بتوظيفهم فيه، حيث أن هذا البرنامج فُتح به سجل تجاري، وكان وليد من خلال هذا البرنامج الناجح يقوم بتقديم مجموعة من الإعلانات التجارية، ثم بعد ذلك توجه وليد الدواس للعمل بمجال التسويق الإلكتروني.

وليد الدواس نموذج الشاب العصامي

توالت النجاحات شيء فشيء، وأصبح الشاب المكافح حديث الجميع، وهذا ما لفت انتباه سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، والذي منحه في عام 2016 جائزة الشاب العصامي، ومن الهدايا الرائعة التي حصل عليها وليد الدواس أيضا هي سيارة يزيد الراجحي الحاصل على المركز الثاني بمسابقة أطول رالي في العالم، والتي أعطاها له داخل حفل ضخم في بريدة، لمرافقته له أثناء رحلته في مسابقة رالي سيلك واي، من موسكو إلى بكين، وتلك السيارة يصل قيمتها إلى خمسة مليون دولار.

لم ينتهي حلم وليد الدواس عند ذلك، ولكن ظل يحلم بما هو أكثر من ذلك وطموحه كان أقوى وأكبر من أن يكون له حدود، ولذلك فقد تحول بائع الخضروات إلى صاحب مؤسسة للتسويق والدعاية، وتلك المؤسسة كانت مقيدة بالسجل التجاري، ثم انتقل بعد ذلك لمجال سبب له المزيد والمزيد من النجاح الذي أصبح حليفه الدائم فعمل بالتسويق العقاري، وما زاد من نجاحه في عمله هو إتقانه للغة الإنجليزية التي تعلمها عند سفره إلى لندن فيما بعد.