إن ما تشعر به طوال اليوم يؤثر بشكل كبير على إبداعك، وتشير الكثير من الأدلة العلمية إلى أن المزاج السلبي من المرجح أن يدفع الإنسان للكثير من الإبداع، مثلما يفعل المزاج الإيجابي .
كيف يؤثر المزاج الإيجابي على الإبداع ؟
في عام 2010 ، أراد ثلاثة باحثين من جامعة ويسترن أونتاريو معرفة تأثير المزاج الإيجابي على قدرتنا العقلية، وقد توصلوا في أبحاثهم الأولية إلى أن المزاج الإيجابي له القدرة على تمكين المرونة الإدراكية، وأن الأشخاص الذين هم في حالة مزاجية إيجابية هم أكثر عرضة لقبول ما يتعلمونه والتفكير بعقل متفتح إذا جاز التعبير .
وبعد اختبار 87 شخص تم تقسيمهم على ثلاث مجموعات بحيث شاهدت المجموعة الأولى مقاطع فيديو إيجابية وشاهدت المجموعة الأخرى مقاطع فيديو سلبية، وشاركت المجموعة الثالثة في نشاط مزاجي محايد، واكتشف الباحثون أن الطلاب في المجموعة الأولى كانوا أكثر احتمالية للحصول على نتائج أعلى في اختبارات قياس قدرات التفكير للطلاب مقارنةً بالمجموعات الأخرى .
وقد لاحظ الباحثون أيضاً أن الطلاب الذين شاهدوا مقاطع فيديو سلبية سجلوا نتائج مشابهة للطلاب الذين شاهدوا مقاطع فيديو محايدة، أي أنهم لم يكونوا أسوأ ولا أفضل، بمعنى أنهم توصلوا إلى أن المزاجية السلبية لم يكن لها تأثير ملموس على التفكير، أما المزاج الإيجابي فمن المرجح أن يساعدك على أن تكون مبدعاً لأنه يسمح لك بفتح عقلك على مزيد من الاحتمالات .
كيف يؤثر المزاج السلبي على الإبداع ؟
في دراسة حديثة ( وغالباً ما يتم الاستشهاد بها ) أجراها جوزيف فورغاس من جامعة نيو ساوث ويلز ، أظهرت الأبحاث أن التواجد في مزاج سلبي يحسن الذاكرة ، ويزيل التحيزات المعرفية ، ويعمل على تعزيز الحافز لدى الإنسان .
من الدراسة ، اكتشف فورغاس أن المشاركين الذين تم تصنيفهم على أنهم في مزاج معتدل سلبي كل يوم كانوا أكثر عرضة لإكمال مهمة معقدة ، حتى في مواجهة الفشل، في حين أن أولئك الذين يعيشون في مزاج إيجابي أو أكثر حيادية كانوا أكثر عرضة للتخلي أو طلب المساعدة في مهمة شاقة.
ما أظهره فورغاس هو أنه يمكنك التفكير في المزاجية السلبية باعتبارها ذات قيمة من حيث أنها تخلق شعوراً ” بالتقدم ” والتفكير المعرفي العميق، فالمزاج السلبي يسبب انعكاساً داخلياً و وقفة تمنحنا الوقت الكافي لتقييم مشكلة أو مشروع معين، لذلك فإن التفكير العميق الذي يكون مصحوباً بالحالة المزاجية السلبية يمكن أن تتسبب في الكثير من الرؤى الإبداعية .
ما هي الحالة المزاجية الأفضل للإبداع ؟
بالنظر إلى الأبحاث السابقة فإننا نستنتج أن الحالة المزاجية السيئة والإيجابية كلاهما يمكن أن يفيد التفكير الإبداعي، وفي دراسة في دراسة أجريت عام 2007 من قبل باحثي جامعة رايس ، نظر العلماء بشكل واضح في كيفية تأثير المزاج الإيجابي والسلبي على إبداع الموظفين أثناء العمل.
كانت فرضية هذه الدراسة هي أن كلا الأمرين الإيجابي والسلبي يحسنان الإبداع في ظل الظروف الصحيحة الداعمة، وما وجده الباحثون هو أن : كلا الأمزجة الإيجابية والسلبية تؤثر على القدرات الإبداعية بطريقتها الخاصة والفريدة.
حيث أثبتت التجارب أن المشاركين الذين يشعرون بمزاج إيجابي يبدون تفكيراً متشعباً وتصوراً مرناً ويستطيعون خلق روابط غير عادية وحل المشكلات التي تواجههم، أما الأشخاص الذين يشعرون بمزاج سيئ فكانت حالتهم المزاجية تنبههم إلى أوجه القصور، مما يجعل أصحاب العمل يركزون على الحالة الراهنة بدلاً من الافتراضات السابقة، كما أن ذلك يساعد على تحفيزهم على بذل مستويات عالية من الجهد لتحسين الأمور .