ينتظر الأطفال دائما حكايات جديدة وعندما يعرفون أن هناك قصة سوف تقرأ لهم أو حكاية سوف تحكى لهم  يدركون تماما إنها أسعد أوقات حياتهم ، كلنا ونحن في الصغر والى وقتنا هذا عندما نسمع أو نقرأ قصة قصيرة  نصغي لما سوف نسمع أو يشتد النظر نحو ما سوف نراه ، الحقيقة أنها لحظات رائعة للطفل وللكبار أيضا وهي وقت قراءة القصص وخاصة القصيرة  ، بل وهناك انطباع خاص للأطفال لا جدال في ذلك وقت الحكاية والقصة  ، دعونا نرى جزء من قصص ألف ليلة وليلة حتى نساعد الأمهات في قصها على أطفالنا الأعزاء

الصياد والسمكة الذهبية
خرج صياد  مبكرا كعادته بعد أن ودع زوجته الحبيبة متجها إلى شاطئ البحر للصيد داعيا من الله أن يوسع في رزقه …رمى شبكته مرارا ولم يحظى بسمكة واحده ..قارب النهار أن ينتهي والشمس أن تغيب خلف الأفق …حتى ظهرت له سمكة صغيرة ذهبية اللون …عالقة في شبكته ..نظر إليها وقال …( ماذا إنا فاعل بك يا سمكتي الذهبية ….؟؟ أصابه الذهول عندما أجابته قائله..  أطلقني حرة و سوف تحظى الشكر و الخير الوفير …!!! … أجابها ضاحكا .. وماذا ممكن أن تقدمي لي …أيتها السمكة الصغيرة … قالت السمكة بفخر كبير ..( أنا ابنة ملك البحار… …ظهرت أثار الاستغراب على وجه الصياد ..وقال متعجبا … حللت أهلا ووطئت سهلا …

قالت السمكة …  لك أن تختار بين حورية بحرية فائقة الجمال أو خاتم سحري تجعل نساء العالم لا تقوى أغرائك ….أو شوال مملئ بالسمك قال الصياد الفقير  ( عزيزتي السمكة الذهبية انا شاكرا لك هذا العرض السخي  أما الحورية فلا حاجة لي بها  لأني مقترن من إحداهن زوجتي الحبيبة التي شاركتني الحياة بيسرها وعسرها  وأما إغواء النساء فهذا سوف يغضب ربي الذي أخشاه كثيرا  اعتقد أني سأختار شوال من السمك ..رزق جميل ..ارجع به إلى زوجتي وأولادي    قالت السمكة الذهبية ..  انك فعلا رجلا طيب ….انك رجل قل نظيره في زماننا …يكتفي بامرأة واحدة يحبها ويخلص لها .. رجع الرجل إلى بيته حيث استقبلته أمرآته بابتسامتها الساحرة و أحضانها الدافئة …فتح الشوال فوجده مليء بكنوز البحر من لألئ ومرجان …نظر إلى زوجته الحبيبة وقال لها .. كم أنا سعيد بك يا قدم السعد ..

غاندي و فردة الحذاء
يُحكى أنّ غاندي كان يجري بسرعة ليلحق بالقطار، وقد بدأ القطار بالسّير، ولدى صعوده على متن القطار سقطت من قدمه إحدى فردتي حذائه، فما كان منه إلا أن خلع الفردة الثّانية، وبسرعة رماها بجوار الفردة الأولى على سكّة القطار، فتعجّب أصدقاؤه وسألوه: ما حملك على ما فعلت؟ ولماذا رميت فردة الحذاء الأخرى؟ فقال غاندي الحكيم: أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين، فيستطيع الانتفاع بهما، فلو وجد فردةً واحدةً فلن تفيده، ولن أستفيد أنا منها أيضاً

الحسود والبخيل
وقف حسود وبخيل بين يدي أحد الملوك، فقال لهما: تمنّيا مني ما تريدان، فإنّي سأعطي الثّاني ضعف ما يطلبه الأوّل. فصار أحدهما يقول للآخر أنت أولاً، فتشاجرا طويلاً، وكان كلّ منهما يخشى أن يتمنّى أوّلاً، لئلّا يصيب الآخر ضعف ما يصيبه، فقال الملك: إن لم تفعلا ما آمركما قطعت رأسيكما. فقال الحسود: يا مولاي اقلع إحدى عينيّ!

قسمة أعرابي
قدم أعرابيّ من أهل البادية على رجل من أهل الحضر، وكان عنده دجاج كثير، وله امرأة، وابنان، وابنتان، فقال الأعرابيّ لزوجته:” اشوِ لنا دجاجةً، وقدّميها لنتغذى بها “، فلما حضر الغداء جلسنا جميعاً، أنا وامرأتي، وابناي، وابنتاي، والأعرابيّ، فدفعنا إليه الدّجاجة، فقلنا له:” اقسمها بيننا “، نريد بذلك أن نضحك منه. قال:” لا أحسن القسمة، فإن رضيتم بقسمتي قسمت بينكم “. قلنا:” فإنّا نرضى بقسمتك “. فأخذ الدّجاجة وقطع رأسها، ثمّ ناولنيها، وقال:” الرّأس للرئيس، ” ثمّ قطع الجناحين وقال:” والجناحان للابنين “، ثمّ قطع السّاقين فقال:” السّاقان للابنتين “، ثمّ قطع الزّمكي وقال:” العجز للعجوز “، ثم قال:” الزّور للزائر “، فأخذ الدّجاجة بأسرها! فلما كان من الغد قلت لامرأتي:” اشوِ لنا خمس دجاجات، ولمّا حضر الغداء قلنا:” اقسم بيننا “. قال:” أظنّكم غضبتم من قسمتي أمس “. قلنا:” لا، لم نغضب، فاقسم بيننا “. فقال:” شفعاً أو وتراً؟ “، قلنا:” وتراً “. قال:” نعم. أنت، وامرأتك، ودجاجة ثلاثة “، ورمى بدجاجة. ثمّ قال:” وابناك ودجاجة ثلاثة “، ورمى الثّانية. ثمّ قال:” وابنتاك ودجاجة ثلاثة “، ورمى الثّالثة. ثمّ قال:” وأنا ودجاجتان ثلاثة “، فأخذ الدّجاجتين. ثمّ رآنا ونحن ننظر إلى دجاجتيه، فقال:” إلى ماذا تنظرون، لعلكم كرهتم قسمتي؟ الوتر ما تجيء إلا هكذا “، قلنا:” فاقسمها شفعاً “، فقبض الخمس دجاجات إليه، ثم قال:” أنت وابناك، ودجاجة أربعة “، ورمى إلينا دجاجةً. ثمّ قال:” والعجوز وابنتاها، ودجاجة أربعة “، ورمى إليهنّ بدجاجة. ثمّ قال:” وأنا وثلاث دجاجات أربعة “، وضمّ إليه ثلاث دجاجات. ثمّ رفع رأسه إلى السّماء، وقال:” الحمد لله، أنت فهّمتها لي! “

حكاية النسر
يُحكى أنّ نسراً كان يعيش في إحدى الجبال، ويضع عشّه على قمة إحدى الأشجار، وكان عشّ النّسر يحتوي على أربع بيضات، ثمّ حدث أن هزّ زلزال عنيف الأرض، فسقطت بيضة من عشّ النّسر، وتدحرجت إلى أن استقرّت في قنّ للدجاج، وظنّت الدّجاجات بأنّ عليها أن تحمي وتعتني ببيضة النّسر هذه، وتطوّعت دجاجة كبيرة في السّن للعناية بالبيضة إلى أن تفقس، وفي أحد الأيام فقست البيضة، وخرج منها نسر صغير جميل. لكنّ هذا النّسر بدأ يتربّى على أنّه دجاجة، وأصبح يعرف أنّه ليس إلا دجاجة، وفي أحد الأيّام وفيما كان يلعب في ساحة قنّ الدّجاج، شاهد مجموعةً من النّسور تحلق عالياً في السّماء، فتمنّى هذا النّسر لو كان يستطيع التّحليق عالياً مثل هؤلاء النّسور، لكنّه قوبل بضحكات الاستهزاء من الدّجاج، قائلين له:” ما أنت سوى دجاجة، ولن تستطيع التّحليق عالياً مثل النّسور “، وبعدها توقّف النّسر عن حلمه بالتّحليق في الأعالي، وآلمه اليأس، ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياةً طويلةً مثل الدّجاج

سر السعادة
يًحكى أنّ أحد التّجار أرسل ابنه لكي يتعلم سرّ السّعادة لدى أحكم رجل في العالم، فمشى الفتى أربعين يوماً حتّى وصل إلى قصر جميل على قمّة جبل، وفيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه، وعندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعاً كبيراً من النّاس، فانتظر الشّاب ساعتين ليحين دوره. أنصت الحكيم بانتباه إلى الشّاب، ثمّ قال له: الوقت لا يتّسع الآن، وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر، ويعود لمقابلته بعد ساعتين، أضاف الحكيم وهو يقدّم للفتى ملعقةً صغيرةً فيها نقطتان من الزّيت: أمسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك، وحاذر أن ينسكب منها الزّيت! أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبّتاً عينيه على الملعقة، ثمّ رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله: هل رأيت السّجاد الفارسيّ في غرفة الطعام؟ والحديقة الجميلة؟ وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟ ارتبك الفتى واعترف له بأنّه لم يرَ شيئاً، فقد كان همّه الأول ألا يسكب نقطتي الزّيت من الملعقة، فقال الحكيم: ارجع وتعرّف على معالم القصر، فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه. عاد الفتى ليتجوّل في القصر منتبهاً إلى الرّوائع الفنيّة المعلقة على الجدران، وشاهد الحديقة والزّهور الجميلة، وعندما رجع إلى الحكيم قصّ عليه بالتّفصيل ما رأى، فسأله الحكيم: ولكن أين قطرتا الزّيت اللتان عهدت بهما إليك؟ نظر الفتى إلى الملعقة، فلاحظ أنّهما قد انسكبتا، فقال له الحكيم: تلك هي النّصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك! سرّ السّعادة هو أن ترى روائع الدّنيا، وتستمتع بها، وذلك دون أن تسكب أبداً قطرتي الزّيت. فهم الفتى مغزى القصّة، فالسّعادة هي حاصل ضرب التّوازن بين الأشياء، وقطرتا الزّيت هما السّتر والصّحة، فهما التوليفة النّاجحة ضدّ التّعاسة.

الوسوم
قصص