لا يمكن بالتحديد معرفة الشخص الذي اكتشف المغناطيس، حيث ان الامر حدث على مدار قرون طويلة من الاكتشافات المتتالية التي أدت في النهاية إلى معرفة المغناطيس و القوى المغناطيسية كما نعرفها اليوم.

ماغنيس راعي الاغنام
من الأساطير الشعبية التي تروى عن المغناطيس هي أسطورة الراعي ماغنيس، و الذي تقول الأسطورة أنه كان يرعي خرافه في منطقة في شمال اليونان منذ حوالي 4000 سنة، و فجأة و بينما هو واقف على احدى الصخور وجد أن الحروف المعدنية في حذائه أصبحت عالقة بشدة و بقوة في هذه الصخرة السوداء الكبيرة، و لكي يعثر على مصدر الجذب قام بحفر الأرض فوجد فيها مادة من الرصاص بها نوع من أنواع القوة المغناطيسية، و مصدرها كان عبارة عن مادة مغناطيسية طبيعية رمزها الكيميائي Fe3O4، و قد سمي هذا النوع من الصخور في وقت لاحق باسم صخور الماغنيتيت، نسبة إلى الراعي ماغنيس.

الحضارة الصينية و المغناطيسية
يعتقد أن أول من اكتشف خصائص الحجر المغناطيسي lodestone هم اليونانيون أو الصينيون، و ربما يرجع ذلك إلى القرن الأول قبل الميلاد، حيث نجد في كتابات لوكريتيوس وبليني أنه ذكر تلة بالقرب من نهر السند و التي كانت مصنوعة بالكامل من الحجر الذي جذب الحديد، و الذي سمي حجر المغناطيس، كما أنه ذكر القوى السحرية له في كتاباته، و ظل لسنوات عديدة بعد اكتشافه محاطا بالخرافات و الاعتقاد أن له قوة سحرية، مثل القدرة على شفاء المرضى، و إخافة الأرواح الشريرة.

لسنوات عديدة بعد اكتشاف المغناطيسية لم تكن سوى مجرد ظاهرة طبيعية غريبة، ثم حدثت المفاجأة حين طور الصينيون بوصلة المارينر بالاعتماد على القوى المغناطيسية منذ حوالي 4500 سنة، و التي تسبه لحد كبير البوصلة التي نعرفها اليوم.

الحضارة اليونانية و المغناطيسية
عاش في اليونان حوالي ستمائة عام قبل الميلاد عالم يوناني يدعى ثاليس، و قد ثبت عن ثاليس أنه قام بدراسة القوى الجذابة المرتبطة بالمغناطيس، و كذلك يعتقد أن الصينيين القدماء كانوا يقومون باستخدام الحجارة المغناطيسية لكي يعرفوا الاتجاهات، و كانوا يستخدمونها لكي توضح لهم طريقهم نحو الشمال في صحراء غوبي منذ قرون عديدة، ثم ظهر الاختراع المذهل الي تعتمد فكرته البسيطة على استخدام إبرة ممغنطة تطفو على فلين في معرفة الاتجاهات، و التي تطورت اليوم لما نعرفه بالبوصلة التي تحدد لنا الاتجاهات الأربعة.

فصل حقيقة المغناطيس عن الخرافات
كان جيلبرت بيتر بيرجرينوس هو صاحب الفضل في المحاولة الأولى لفصل الحقيقة عن الخرافات في 1269م، و كتب بيرجرينوس رسالة تصف كل ما كان معروفا في ذلك الوقت عن المغناطيس، و يعتبر ما كتبه من التقارير العلمية الأولى في التاريخ و التي كان لها تأثير كبير على العالم.

اكتشاف مغناطيسية الأرض
ثم ظهر تقدم جديد بسبب تجارب وليام جيلبرت في عام1600م و التي ساعدت في فهم المغناطيسية، و قد أدرك جيلبرت أن الأرض مغناطيس عملاق و أن المغناطيس يمكن أن يتم  صناعته عن طريق ضرب الحديد المطاوع، كما اكتشف أن التسخين يؤدي إلى فقدان المغناطيسية المستحثة، و في عام 1734م ظهر عالم سويدي يدعى سويدنبورغ عمل على توضيح الفرق بين الحديد الممغنط و الحديد غير الممغنط، و منذ ذلك الحين قام العلماء باكتشاف الكثير من المواد الجديدة و التقنيات الجديدة المرتبطة المغناطيسية.

اكتشاف الكهرومغناطيسية
و في عام 1820م أثبت كل من أورستيد و ماكسويل أن المغناطيسية مرتبطة بالكهرباء، و يعود الفضل في إثبات و وصف الكهرومغناطيسية إلى العالم الاسكوتلندي جيمس كليرك ماكسويل الذي أصدر سلسلة من المعادلات البسيطة التي هي أساس نظرية الكهرومغناطيسية اليوم،  و من الرائع أن نظرية ماكسويل مسجلة منذ عام 1862م أي بأكثر من ثلاثين عاما قبل أن يكتشف العالم طومسون الإلكترون في عام 1897م، و هو الجسيم الأساسي جدا في فهمنا الحالي للكهرباء و المغناطيسية، و هكذا تم صياغة مصطلح المغناطيسية لشرح الظاهرة التي يجذب فيها الحديد الحديد، و اليوم و بعد مئات السنين من البحث لا نعرف فقط طبيعة المغناطيس، و لكن أيضا صار جزءا أساسيا من التطور في كل المجالات مثل الطب و أجهزة الكمبيوتر و التلفزيون و الهواتف.