أشهر القادة و أعظم الفاتحين هو الإسكندر الأكبر أسطورة التاريخ ، الذي حكم الأرض من مشرقها لمغربها ، حتى أنهم ظنوا أنه هو ذي القرنين المذكور في القرآن الكريم ، لكن بالطبع هذا إدعاء كاذب لأن ذي القرنين مسلم و موحد بالله على دين سيدنا إبراهيم ، أما الإسكندر المقدوني فقد كان وثني و سمى نفسه ابن الإله آمون ، قام الإسكندر بالعديد من الفتوحات فقضي على الفرس و الروم و فتح الصين أيضًا ، و لقب بفرعون مصر ، و شاه فارس ، و سيد أسيا ، عُرف الإسكندر بالطبع الحاد و التهور و الإندفاع و العناد الشديد ، لكنه أيضًا كان يستمع لأي نقاش منطقي .
مولدة و نشأته :
ولد الإسكندر في إقليم مقدونيا شمال اليونان ، عام 365 قبل الميلاد ، والده فليب الثاني ؛ كان قائدًا شجاعًا و اشتهر بالذكاء في الحرب ، أما والدة الإسكندر فهي الملكة أليمبياس ، هي الزوجة الرابعة للملك فليب الثاني و كانت شديدة الجمال ، و عُرفت أيضًا بذكائها و مكرها ، تتلمذ الإسكندر على يد أرسطو الفيلسوف الكبير ، فقام أرسطو بتعليمه جميع العلوم المختلفة من أدب و تاريخ و كيمياء و طب و أخلاق ، و تم ذلك على مدار 3 سنوات متتابعة ، نشأ الإسكندر .
فتوحات الإسكندر :
بعد موت الملك فليب الثاني ؛ ورث الإسكندر عن والده جيش قوي و إمبراطورية واسعة ، فقام بإستغلال هذا الجيش للوصول لحلمه الأعظم و فتح الأرض من مشرقها لمغربها ، فبدأ بحملته على بلاد الفرس و خاض العديد من الحروب معهم ، و نجح في طردهم من أسيا ، و لمدة عشر سنوات ظل يحاربهم و ينتزع ممتلاكاتهم ، و قضى على الدولة الإخمينية الفارسية ، و قضى على الملك داريوش الثالث و مملكته كاملتًا ، و من بعدها قام بغزو الهند عام 326 قبل الميلاد ، ولكن اضطر أن يعود بسبب تمرد جيشه من كثرة فتوحاته ، ثم عبر مضيق الدردنيل بجيش مكون من 48 ألف جندي من المشاة و 6 آلاف فارس و و أسطول من 120 سفينة ، و في النهاية نجح في الزحف داخل أسيا الصغرى بأكملها ، قام بإنشاء مدينة أطلق عليها الإسكندرية على حدود الأناضول .
توجه الإسكندر لفتح شبه القارة الهندية ، و تواجه مع الملك بور في معركة قوية ، و هي معركة هيداسبس ، خسر الإسكندر عدد كبير من الجنود في هذه المعركة ؛ و ذلك بسبب قوة الملك بور الذي دافع عن بلاده بكل ما أوتي من قوة ، لكن في النهاية استطاع الإسكندر هزيمته و فتح الهند .
حقائق مذهلة عن الإسكندر :
1- تولى الحكم و هو لم يتخطى العشرين من عمره ، وذلك بعد مقتل والده على يد قائد حرسه الشخصي بوسنياس الأورستادي .
2- أسس الإسكندر أكبر إمبراطورية عرفها التاريخ ، و التي إمتدت من اليونان غربًا إلى سلسلة جبال الهيمالايا شرقًا ، و ذلك و هو لم يكن يكمل عامه الثلاثين .
3- لم يُهزم الإسكندر الأكبر في أي معركة خاضها على الإطلاق ، برغم أن أغلب الجيوش التي قاتلها فاقت جيشه عددًا و عدة ، و يرجع نصره إلى ولاء الجنود له ، و حسن إختاره مكان المعركة و حسن قيادته للجيش ، و مازالت خطط الإسكندر العسكرية تُدرس حتى العصر الحالي في الأكاديميات العسكرية .
4- أسس الإسكندر نحو عشرون مدينة في مختلف أنحاء البلاد التي فتحها ، و جميعها تحمل إسمه ، وأشهرهم مدينة الإسكندرية في مصر ، التي بناها عام 331 قبل الميلاد .
5- أسس الإسكندر مدينة في شبه القارة الهندية و أسماها بوسيفلا على إسم حصانه ، الذي قضى معه حياته و دخل معه في جميع حروبه حتى أصيب .
6- توفى الإسكندر في بابل بقصر الملك نبوخذ نصر و لكنه دُفن في مدينة الإسكندرية بمصر ، و لا يُعرف مكان قبره و لم يتم العثور على جثته حتى الآن .
وفاة الإسكندر :
تُوفي الإسكندر في قصر الملك نبوخذ نصر في بابل ، عام 323 قبل الميلاد ، و قد بلغ من العمر إثنان و ثلاثون عام ، أما عن السبب الذي أدى لوفاته فلم يتم تحديده ، قال بلوتارخ أنه أصيب بحمى شديدة جعلته عاجزًا عن الكلام ، حتى مات ، و هناك من يقول أن تم إغتياله من قبل الأرستقراطين المقدونين ؛ بواسطة وضع السم له ، أما في العصر الحديث فقد ذهب المؤرخون إلى أن أعراض المرض المذكورة قديمًا ؛ تشبه أعراض التسمم بالماء الأسود لنهر ستيكس ، و هو نهر مذكور في الأساطير اليونانية القديمة ، و الأبحاث أثبتت أنه شلال في اليونان مياهه سامة و يصب في أرض العالم السفلي .