الحي المقدوني والذي يعتبر بمثابة قلب الشارقة ، حيث كان النواة الاولى لهذه المدينة ، له بوابة مزخرفة من الخارج في ساحة القصبة ، لترشد زائريها للتعرف على حياة المقدونين واسلوب معيشتهم وضبيعتهم وعاداتهم وثقافاتهم التي اعتادوا عليها وتطبعوا بها ، لمزيد من الاطلاع على ثقافة المقدونيين تستضيف الشارقة في دورتها الرابعة عشر والتي مقرر انتهاؤها في 23 من إبريل حيث ستكون هذه الفعاليات ليست مقتصرة فقط على الشارقة بل ستقام ايضاً في الذيد والبطائح والمدام ومليحة وخورفكان ودبا الحصن وكلباء وفي هذه الفعاليات يتمكن الزوار من معرفة المزيد عن ثقافات مقدونيا من خلال معروضاتهم التي سيظهرونها في المعرض .
يمكن للزائر ان يجد العديد من ثقافاتهم ايضاً من خلال “دبلوماسية التراث” والذي سيضم عدد كبير من المنتجات الشعبية الخاصة بهم ، مثل المشغولات اليدوية والخشب المحفور والمشغولات المطرزة بالاضافة الى لؤلؤ مدينة أوخريد التي تم تسجيلها في قائمة التراث الإنساني التابعة لـ منظمة «اليونسكو»، وكذلك عدد من الأطباق الرئيسية و الأطعمة التقليدية لديهم ، سيجد ايضاً اعمال النحت البارز على النحاس بأشكال عديدة رائعة ، كما ستشارك ايضاً فرقتهم الوطنية التي تقدم الفنون الشعبية الخاصة بالعروض التراثية لديهم ، وهذه الفرقة قد حصلت مسبقاً على جوازات سفر دبلوماسية من قبل الحكومة المقدونية وذلك تقديراً لما يبذلوه دوماً من مجهودات للحفاظ على التراث المقدوني وحرصهم على تقديمه للعالم في ابهى صوره .
هل سمع أحدكم عن “لؤلؤة البلقان” ؟ .. هذا ما حاول الحي المقدوني كشفه لنا ، فالكثير منا يجهل هوية هذا الاسم ، ولا ندري ما يخبئه من تفاصيل حياة شعب ذاق المعاناة كثيراً وسط الحروب والدمار ، وكيف انه نهض بكل عزيمة واصرار وامل واستطاع ان يبني مستقبله من جديد ، وبعد ان كادت ثقافته ان تندثر مع الحروب ، استطاع الشعب ان يعيد امجاده مجدداً ، ولذلك حرصت الفعاليات ان تعرض كل يوم فعاليات جديدة من التراث بمختلف انواعه موسيقي وشعري ومسرحي وتشكيلي حيث اهتمت مقدونيا كثيراً بالاداب والفنون المتعددة حتى اصبحت “بلد المهرجانات” ، منذ بداية عام 1962 مع مهرجان “أمسيات ستروغا الشعرية” والذي يعتبر واحداً من اهم المهرجانات الشعرية الدولية والاكثر أصالة وعراقة، حيث منح ذلك المهرجان جائزة “الاكليل الذهبي” لمجموعة من مشاهير الشعراء حول العالم ومنهم بابلو نيرودا وأدونيس ومحمود درويش وليوبولد سنغور ويانيس ريتسوس، و الشاعر بي داو.
أكد ساشو تاشيفسكي السفير المقدوني مدى أهمية الثقافة لدى شعبه لانها الوحيدة القادرة على بناء جسور قوية من التواصل بين الشعوب ، وصرّح بأنه كأول سفير لمقدونيا في الامارات يهتم كثيراً بتعريف العالم ماهية الثقافة المقدونية ، ولذلك قام بتوقيع اتفاقية جديدة للتعاون مع وزارة الثقافة المقدونية والتنسيق بينها وبين معهد الشارقة للتراث، ولهذا كان “الحي المقدوني” هو نتاج هذا التعاون .
هل سمع احدكم ايضاً عن بلد «الأم تيريزا» ؟، كم نحن بحاجة الى معرفة المزيد عن هذه البلدة التي تتعايش فيها عدد كبير من الديانات والثقافات، التي تستلهم روحها من طبيعتها المتنوعة، وكذلك مناخاتها المتعددة والغير مستقرة ، وكذلك من جذورها التراثية المختلفة ، بالاضافة الى جوهرها الثقافي، وجميعهم مستوحى من روح الأم تيريزا، الألبانية الأصل، حيث ولدت عام 1910 في سكوبيا، واستطاعت ان تحصل على جائزة نوبل للسلام عام 1979.
ومن يذهب الى سكوبيا يلاحظ ان معالمها لاتزال حية، حيث يوجد بها البازار القديم الذي كان يعد مركز التجارة في القرن الـ12 الميلادي، أمثلة كثيرة من العمارة التقليدية. اما مدينة أوخريد فهي بدورها تعتبر متحفاً مفتوحاً، حيث تضم عدد كبير من المعالم الأثرية والتاريخية، حيث تقع على شاطئ البحيرة التي تحمل اسمها ايضاً . ومن أوخريد تم انبثاق الأبجدية «السيريلية» الخاصة باللغة المقدونية، لتقوم بتأكيد هوية ذلك الشعب الذي يحب الحياة.