الفوبيا او الخوف المرضي من الامراض النفسية المعقدة و التي تؤثر على حياة الانسان الطبيعية دون ان يدرك ، الخوف المرضي من شئ وهمي غير موجود في الحقيقة او الخوف الزائد عن الحد من شئ لا يسبب اي اذى على الاطلاق له العديد من الاسباب و النتائج السيئة على الشخص المريض ، و لعل مرض الفوبيا ينتشر بين الاطفال و النساء بدرجة اكبر من الرجال و ذلك لاختلاف الاستعدادات الدماغية و ردود الافعال العصبية و مفاهيم اللاوعى لديهم مقارنةً بالرجال ، و كان هذا هو ما قام بالتركيز عليه الباحثون في مجال الطب النفسي في محاولة جديدة لايجاد طرق و تقنيات مختلفة لعلاج حالات الفوبيا المرضية و خاصةً في الحالات الشديدة و الخطيرة ..
◄ المواجهة المباشرة : اكثر الطرق العلاجية استخداماً و انتشاراً في علاج حالات الفوبيا المرضية هى المواجهه المباشرة مع الشئ الذي يخاف منه المريض بعد عدة جلسات مرضية سابقة لتمهيده و تحفيز دماغه بشكل غير مباشر لاستقبال هذا الخوف الذي يواجهه ، و لكن هذه الطريقة لا يمكن استخدامها في الحالات الشديدة و الخطيرة و ذلك لأنها تسبب نتائج عكسية للمريض و تزيده خوفاً كما تفقده الثقة في الطبيب الذي يعالجه و بالتالي يتخلى المريض عن الطبيب و عن فكرة العلاج من الاساس و يواجه العديد من المشكلات الاخرى التي تؤثر على حياته بشكل مباشر .
◄ التقنية الجديدة : و لهذا السبب الرئيسي اتجه الاطباء للبحث عن تقنيات جديدة لاستخدامها في علاج الفوبيا الخطيرة ، و من خلال الابحاث التي قاموا بها على الدماغ و ما تقوم به اثناء التفكير في الشئ المخيف و ردود الافعال التي تحفزها و تقوم بافرازها و توصلوا الى نتائج قد تكون غريبة ، حيث وجدوا ان الدماغ البشري للمريض تبذل مجهود كبير جداً في التخلص من المحفزات التي يفرزها الدماغ عند تخيل الشئ المخيف او مواجهته دون ان يدرك من الاساس انه مخيف او ان هناك محفزات للخوف ايضاً ، و بناءاً على هذه النتائج فقد قرر الباحثون تجربة هذه الطريقة على مجموعة من المرضى و كانت التجربة كما يلي ..
◄ التجربة : نظراً لان النساء هى الاكثر مواجهه لمرض الفوبيا او الخوف المرضي فقد تم اختيار مجموعة من النساء اللاتي يعانين من فوبيا تجاه العناكب بدرجة كبيرة و مجموعة اخرى من النساء الذين لا يخافون من العناكب على الاطلاق ، و قد تم عرض مجموعة من الصور الجميلة مثل الزهور و الحدائق الخضراء و مناظر مختلفة للطبيعة الجميلة على المجموعة التي لديها فوبيا العناكب و كانوا يعرضون صور للعناكب بشكل سريع جداً بين كل مجموعة من الصور الطبيعية المعروضة لديهم في اقل من ثانية لفترة من الوقت و في دراسة الدماغ في هذه الحالة فلم يجدوا اى محفزات على الاطلاق قد قام بها المخ فهو لم يدرك وجود العناكب من الاساس ، ثم قاموا بعرض صور مباشرة للعناكب لفترات طويلة و بشكل مفاجئ و قاموا بدراسة رد فعل الدماغ فوجدوا ان تأثير المحفزات التي يفرزها المخ للخوف من العناكب او ردود فعل الخوف التي تظهر على المرضي قد انخفضت بشكل كبير و في حالات قد تمكن الدماغ من السيطرة عليها بشكل كامل ..
◄ التفسير : و جاء التحليل المباشر لما قام به الدماغ من قِبل الباحث الرئيسي القائم على هذه الدراسة الدكتور بول شيجيل (Paul Siegel)” و كذلك الدكتور برادلي بيترسون (Dr Bradley Peterson)، المسئول عن قسم النمو العقلي للطفل في مستشفى الأطفال في لوس أنجيلوس ان الدماغ تمكن بشكل مذهل من تحليل المحفزات التي يقوم بها تجاه الخوف و التخلص منها بشكل كبير دون ان يدرك من الاساس انها موجودة و ذلك في حالة اذا واجه الشخص الشئ الذي يخاف منه دون ان يدرك وعيه انه يواجهه !! و بالتالي فإن الخطوة الاولى لعلاج مرضى الفوبيا تكمن في جعله يواجه مخاوفه بشكل خفي دون ان يدرك وعيه انه يواجهه او يشعر بوجوده و سيقوم الدماغ بتولي الامر دون عناء ، كما اكد الباحثون ان هذه الطريقة ستكون ناجحة للغاية اذا تم تطبيقها مع الاطفال الذين يعانون من الفوبيا و لكن في حالة اذا تم تحديد الشئ الذي يخاف منه الطفل بشكل دقيق ..