هناك العديد من العصور التي شهدت انقراض جماعي لأعداد كبيرة من الحيوانات ، و من أشهر تلك العصور هو العصر البرمي الذي شهد أكبر و أخطر انقراض في التاريخ ، و قد أُطلق على هذا العصر لقب الانقراض العيظم ، و في هذا المقال سوف نعرض أسباب ذلك الانقراض و نتائجه.

الانقراض الكبير:
الانقراض هو اختفاء كامل أو موت لنوع معين من الكائنات نتيجة حادثة أو تغير بيئي ، حيوي أو طبيعي ، و تكتمل كلمة انقراض لفصيلة معينة بمجرد موت آخر فرد فيها ، و منذ ما يقرب 252 مليون سنة شهد كوكب الأرض الانقراض الكبير و الذي يُطلق عليه اسم الانقراض البرمي ، و أدى هذا الانقراض إلى اختفاء معظم الأنواع الحية على سطح الأرض ، و يعتبر الانقراض الوحيد من نوعه الذي أدى إلى اختفاء جماعي لمعظم أنواع الحشرات.

أسباب حدوث الانقراض الكبير:
قامت دراسة لكشف الأسباب الحقيقية خلف حدوث ذلك الانقراض الجماعي في العصر البرمي ، أشار بعض علماء الجيو-كيمياء إلى أن الضغط الكبير الذي تعرضت له الأرض و الحياة المائية في ذلك العصر ؛ تسبب في حدوث العديد من الانفجارات البركانية بصورة سريعة و في أزمنة متقاربة ، و ذلك أدى إلى تحول بيئة المحيطات إلى أوساط حامضية مما أثر بدوره على الكائنات الحية آنذاك ، و على سبيل المثال فإن ثوران براكين سيبيريا أدى إلى إطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في فترة زمنية قليلة للغاية ، و لهذا لم تستطع المحيطات امتصاص كل تلك الكميات ، و بالتالي تحولت طبيعتها إلى الحامضية بعد حوالي 10000 سنة.

كما أكدت بعض الدراسات على أن قيمة pH في المرحلة الأولى من العصر البرمي ، التي استمرت لحوالي 50000 سنة ، كان ضعيفًا للغاية ، و في المرحلة الثانية ، التي استمرت لحوالي 10.000 سنة ، فقد كان تغير القيمة فيها حوالي 0.7 وسطياً ، و أشار الباحثون إلى أن هذا التغير ينتج عن الانفجارات البركانية السريعة التي تبعها انطلاق كميات كبيرة من CO2 إلى الجو و المحيطات ، و مع تلك الاكتشافات فهناك أسباب أخرى حدثت قبل البراكين لم يتم معرفتها بعد.

تتم تلك الدراسات من خلال تحليل نظائر الكالسيوم في عينات صخور قديمة تعود إلى العصر البرمي ، بالإضافة إلى ذلك فإن بعض الباحثين يقومون دراسة نسب نظائر البورون ، و هو عنصر من العناصر المركبة ، في عينات صخور في منطقة الإمارات العربية ، و التي تعود إلى العصر البرمي ، يوجد البورون في مياه البحر بشكلين رئيسيين ، النسبة بينهما تحدد حمضية أو قلوية الماء ،و قد استطاع الباحثون أن يقوموا بتحديد طبيعة المياه الذي غمرت بعض الطبقات الصخرية في منطقة الإمارات العربية عن طريق قياس مستويات كل من نظيري البورون في تلك الطبقات.

نتائج الانقراض الكبير:
أثر الانقراض الكبير في العصر البرمي على الطبيعة بشكل كبير ، فقد أدى هذا الانقراض إلى اختفاء معظم أشكال الحياة عن سطح الأرض ، و تسبب في اختفاء حوالي 95% من أشكال الحياة المائية ، و 70% من الزواحف ، البرمائيات ، و الأنواع النباتية عن سطح الأرض ، و يُذكر أنه الانقراض الجماعي الوحيد للحشرات في التاريخ ، و تم تصنيف مرحلة العصر البرمي على أنها من أكثر المراحل التاريخية تعقيدًا جيو-كيميائياً ، و التي تحتاج إلى دراسات أكثر و تعمق أكثر لكشف أسرارها.