کشفت العديد من تقارير العلماء عن توقعات اثارت القلق في العالم، فقد أجمع أغلبهم على أن الكائنات الحية في طريقها جميعاً إلى الانقراض، وأن الارض قاربت على أن تشهد حدوث “الانقراض الجماعي السادس”، وقد استدلوا على ذلك من ارتفاع نسبة انقراض أنواع عديدة من الكائنات الحية، ولكن انكر البعض الآخر هذا الأمر، بل على العكس فإنهم قالوا أن الانقراض جزء لا يتجزأ من التطور الطبيعي، وأنه قد حدث العديد من الانقراضات المشابهه من قبل والتي تبعتها ظهور أنواع أخرى من الكائنات الحية.
المقصود بالانقراض الجماعي السادس :
الانقراض الجماعي هو أن يتم القضاء على أعداد كبيرة جداً من الكائنات الحية خلال فترة زمنية قصيرة، فينتج عن ذلك تدمير سلاسل أحيائية كاملة و انهاء وجودها تماماً. ويرجع حدوث هذا الانقراض إلى أسباب متنوعة فمثلا يمكن أن يتسبب فيه نيزك ضرب الأرض، أو حدوث تغير في محتوى الغلاف الجوي الكيميائي أو الغلاف المائي للأرض.
وقد أطلق عليه العلماء أسم الانقراض الجماعي السادس، وذلك لأن الأرض قد تعرضت من قبل إلى خمس انقراضات جماعية كبرى وهم :
1- الانقراض الاوردوفيشي- السيلوري : يُعتبر ثالث أكبر الانقراضات التي شهدتها الارض، وقد انقرضت فيه حوالي 85% من أنواع الكائنات البحرية، وقد رجّح العلماء أن سبب حدوث هذا الانقراض يرجع إلى العصر الجليدي الذي أثّر على تكوين الماء الكيميائي في المحيطات.
2- انقراض العصر الديفوني : انقرضت فيه حوالي 75% من أنواع الكائنات الحية، وكانت الشعاب المرجانية هي أكثر ما تضررت في هذا الانقراض، وقد اختلف العلماء على سبب هذا الانقراض.
3- انقراض العصر البرمي : يُعرف بإسم “الموت العظيم” وذلك لأنه تسبب في انقراض 96% من الكائنات الحية، وتنتمي جميع الكائنات التي تعيش الآن إلى الفصائل التي نجت من هذا الانقراض والتي تُمثّل نسبة 4%، ولا توجد أدلة مؤكده لأسبابه.
4- انقراض العصر الترياسي- الجوراسي : اختفى في هذا الانقراض حوالي 50% من الكائنات، أهمهم الزواحف البحرية وبعض البرمائيات و الكثير من الرخويات رأسيات الأرجل، ولم تتأذ منه النباتات كثيراً، ولم يكن لهذا الانقراض سبب مؤكد لحدوثه.
5- انقراض العصر الطباشيري الثلاثي : هو أكثر أنواع الانقراضات شهرة، وذلك لأنه الذي قضى على وجود الديناصورات، بالإضافة إلى ذلك فهو قام بتدمير بعض الأنواع الأخرى مثل الصدفيات، والتيروصورات. وكما هو الحال فإن أسباب حدوثه كثيرة وغير مؤكده.
أسباب إمكانية حدوث الانقراض الجماعي السادس :
– في الواقع يُعتبر الإنسان هو السبب الرئيسي لإمكانية حدوث هذا الانقراض، وذلك لما يقوم به من تدمير للبيئات الطبيعية، فهو دائماً ما يهتم بقطع الأشجار وتحويل المناطق الزراعية إلى أراضٍ سكنية، غير مكترث بما يتسبب فيه من القضاء على أنواع من الكائنات تعيش على هذه الأشجار.
– ليس هذا فقط بل إن المنتجات الصناعية الالكترونية التي تنتشر حالياً في كل مكان تتسبب في حدوث تلوث، وقد صرحت العديد من الدراسات ان هذا التلوث يؤدي إلى انقراض أنواع عديدة من الكائنات الدقيقة والحشرات.
– أيضاً توصّل الإنسان إلى ما يسمّى بالهندسة الوراثية والتي أستطاع بها إنتاج أنواع جديدة ومتطورة من الكائنات الحية، ولكن هذه الأنواع كانت سبباً في انقراض أنواع أخرى وذلك لعدم قدرتها على المعيشة والحصول على الغذاء والمسكن في مقابل الكائنات المتطورة.
– ساعد الإنسان على إنتشار العديد من الامراض الوبائية بسبب التدخلات التي قام بها، مما تسبب في موت وانتهاء سلاسل من الكائنات الحية، وأحياناً تحدث هذه الاوبئة أيضاً نتيجة للتغير المناخي.
– تُعتبر ظاهرة الاحتباس الحراري من الأسباب القوية التي أدت في موت العديد من الكائنات الحية، وذلك لعدم تأقلمها مع التغيرات في درجات الحرارة، واستمرار هذا الأمر سيؤدي في النهاية لأنقراض أنواع كثيرة.
شواهد على إمكانية حدوث الانقراض الجماعي السادس :
وجد العلماء العديد من الشواهد التي تثبت أن الارض في طريقها لتشهد حدوث هذا الانقراض الجماعي وهي :
– ملاحظة العلماء أن هناك العديد من الفقاريات الأرضية قد انقرضت وذلك منذ عام 1500م، وما يعيش حالياً منها يمثّل فقط 25% مما كانوا عليه من قبل، فقد انقرض حوالي 77 نوع من الثدييات، و 140 نوع من الطيور و 34 نوع من البرمائيات.
– تعرُّض الفقاريات أيضاً التي تعيش الآن لحالة من الانقراض، حيث يعيش33% من أنواعها مهدداً بالانقراض في أي وقت وبخاصة الحيوانات الضخمة مثل وحيد القرن والدببة القطبية و الفيلة وغيرهم، فقد لاحظ العلماء أن معدلهم ينقص بشكل ملحوظ.
حلول مقترحة لوقف حدوث الانقراض :
إن أفضل الحلول التي يجب اتخاذها لمنع هذا الانقراض، هو توعية الناس للاهتمام بالبيئة، وعدم القيام بالسلوكيات التي تؤذي النباتات والحيوانات وتؤدي إلى هلاكهم بصورة مستمرة، كما أن الناس يجب أن تدرك خطورة هذه المرحلة وحتمية القيام بإجراءات سريعة تحمينا من حدوثها.