الكثير من الأزواج قد يعيشوا داخل بيت واحد حياة تعيسة وخالية من السعادة والمشاعر ونجد انه من أسباب ذلك هو الاختلاف  في وجهات النظر بين الزوجين الذي قد يؤدي لحدوث مشكلات بينهما، فعندما يفتقد كلاهما او أحدهما فن الحديث فتصبح لكل منهما حياة خاصة  تكون بعيدة كل البعد عن الآخر، وانهما لا يجتمعان إلا عند الحديث عن الأبناء او في اضيق الحدود، بعد أن  أحلامهما  كانت في فترة الخطوبة التشارك في كل شيءٍ وان كل واحد منهما يحترم رغبات الآخر والوقوف معا في كافة أمور الحياة.

فن الحوار بين الزوجين وآدابه

أن الزوجين لاشك انهما في أشد الحاجة للحوار ، وذلك للخلاص من المعاناة النفسية التي تكون سببها  كبت المشاعر حيث انه لا ينبغي أن يقوما بالاكتفاء على حوار لحل اي خلاف بينهما فحسب ولكن يلزم ويجب ان يهتما بالحوار في جميع شؤون حياتهما لذلك يجب على الزوجين أن يقوما بالتفنن في الطريقة المثلى للحوار  وذلك لكي يتم تجديد التواصل بينهما وان يتبعا الأسلوب الفني للحوار عن طريق بعض النقاط وهي:

حسن الاستماع وسعة الصدر، ويجب على الآخر أن يحسن التلقي او يتقبل لأنه اذا تعصب كل منهما لرأيه فالحوار لا يزيدهم إلا بعدا وجفاء واحتقانا .

إذا كان الحوار على أسس صحيحة و سليمة فلابد ان يترك قيمته الايجابية مهما اختلفت بينهما الأمزجة و الميول  والآراء و الرغبات، لكن يجب احترام كل منهما لرأي الآخر ،  وذلك لان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ، ويحب عليهما ان يعلما أن هذا الاختلاف يكون له ضوابط أصلها هو تجاوز هدي القرآن و السنة .

تجذ الاستهزاء والسخرية وعدم إتباع طريقة الاستعلاء في الحوار، و الانتقاص من شأن الآخر ، و فيجب ان يقوما بانتقاء الكلمات التي يتلفظ بها كل منهما فيجب ألا تكون جارحة .

4- يجب على الزوجين أن يعلما أنه باستفزاز أحدهما الآخر ربما  يتطور الحوار و ينقلب إلى شجار وتكون النتيجة ان ترتفع الأصوات و يكونا على مسمع  الجميع من الأبناء ثم أهل البيت و الجيران ، فيجب  التحلي بالهدوء أثناء الحوار و خفض الصوت فكلما كان الحوار أهدأ كان أعمق .

5- الزوجين أثناء الحوار يجب عليهم التحلي بضبط النفس  والصبر وكظم الغيظ فإذا أساء احدهما فلا يكون تقليل من شأنه بالاعتذار

6- و إذا كان أحدهما غاضبا  فعلى الآخر ان يستمع له بهدوء وألا يطلب منه في ذلك الحين أن يهدأ من روعه.

7-  يجب ان الزوجين يتحلوا بالعفو  والتسامح للآخر ولا يخزن له هفوات اللسان أثناء غضبه  ويجب الا يستعجل الرد وبالذات أثناء غضبه بل  يجب عليه تأجيل الرد لمدة معينة حتى يهدأ كي يكمل التحاور بشكل جيد حيث ان الاستعجال حينذاك بالرد يكون خطأ فادح ، ولا يجوز له الا ان يتكلم إلا بالحسنى لقوله تعال ” وقولوا للناس حسني ” وقوله تعالى ” وهدوا إلى الطيب من القول ” لان الكلام الطيب يلين يخفف من شدة الاحتقان عند الحوار  ويلين الحديد.

8-  يجب الاستماع حتى النهاية وعدم مقاطعة كلاهما الحوار وذلك لان كثير من المشاكل حلت بالاستماع فقط  حتى لا يعتقد أحدهما أن الحق معه وأن الآخر بعيدا عن الحق .

9- لا يجب كلاهما ان يستخدم الطريقة الخارجة عن آداب الحوار كما فعله الكثير على انه حرية الرأي وفسرها بطريقته فافتقد أدب الحرية التي يتحدث عنها ، ولذلك يجب على المتحاور سواء أكان من الزوجين أو غيرهما أن يتصف بصدقه  مع ربه سبحانه وصدقه في الحوار  ، ومن ثم صدقه مع نفسه ، وحتى يتمتع بقيمته كقدوة صالحة فيجب ان يعمل ما يقول.

طرق الحوار بين الزوجين

حتى يكون الحوار الأسري بين الزوجين ناجحا وفعالا يجب اتباع الآتي:

– يجب ان يبتعدا عن كل أسباب الفوضى أثناء الحوار، مثل بكاء الاطفال او صوت التلفاز الصاخب حيث انه لا يمكن بأي حالة مناقشة الأمور  الخطيرة والمهمة  بوجود الفوضى.

– يجب ان يحرصا على آداب الحديث من محاولة التحدّث بطريقة هادئة وخفض الصوت ، وكذاك الإنصات الجيد للطرف الآخر، وذلك كي نتجنب إلقاء اللوم عليه وان يطلب منه التوضيح منه عند الحاجة لذلك.

– يجب عليهما محاولة تحديد المشكلات التي يكون التحدث بشأنها وكذلك يجب تحديد معالمها وكيفية حلها سويا.

– كذلك يجب التحدث عن نقاط الضعف  والقوة في المسائل المطروحة بين الزوجين لكي يتم اكتشاف جوانبها المختلفة.

– يحب على كلاهما ان يتجنب إصدار الحكم على الطرف الآخر وان يكون التركيز على إجراء حوار مفتوح وصريح.

كيفية إدارة صعوبة الحوار بين الزوجين

حيث انه هناك بعض المقترحات التي يمكن الاعتماد عليها لكي يتم إدارة صعوبة الحوار بين الزوجين، ومن هذه الطرق ما يلي:

– ان كلاهما يقوم بإظهار الاحترام لشريك الحياة، وذلك بان يكون حريص على عدم مقاطعته، وان يحاول الإنصات له  مع البعد عن محاولة افتراض معرفة كل ما يريد قوله.

– يجب ان يحرصا على إدامة التواصل غير اللفظي مع الشريك من خلال التواصل البصري، ويجب محاولة ان يتفهم كلاهما ما يقول الاخر على الرغم من عدم الموافقة عليه.

– يجب ان يلتزمان بالحفاظ على الحديث في نفس الموضوع الذي تم الاتفاق عليه، وان يتم التركيز على توصيل الأفكار المتعلقة به مع مقارنتها مع الحقائق الموجودة دون  تهربا و تلاعب.

– كذلك العمل على وجود اتفاق خاص بينهما للتعايش بين الطرفين وذلك بغرض الوصول لطريقة مناسبة للتعامل مع المشكلة الموجودة.

–  يجب ان يتم محاولة الحصول على المساعدة من خلال اللجوء لمستشار  او مختص لأخذ النصيحة المناسبة.