هناك الكثير من قصص التي تتحدث عن صدق السلف الصالح، والكثير أيضا ذكر قصة عن الكذب التي كان السلف الصالح ينكرون فعلها، وأنها ليست من صفات المسلم المؤمن، الذي يجب أن يتحلى بالصدق، للسير على خطا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي اشتهر بلقب ” الصادق الأمين “، لشدة صدقه وأمانته .
قصص عن صدق السلف الصالح
قصة خطبة بلال رضي الله عنه لأخيه
قام بلال رضي الله عنه مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم بخطبة امرأة قرشية لأخيه فقال لأهلها ما يلي : ” نحن من قد عرفتم كنا عبدين فأعتقنا الله تعالى، وكنا ضالين فهدانا الله تعالى، وكنا فقيرين فأغنانا الله تعالى، وأنا أخطب إليكم فلانة لأخي، فإن تنكحوها له فالحمد لله تعالى، وإن تردونا فالله أكبر، فأقبل بعضهم على بعض فقالوا : بلال ممن عرفتم سابقته ومشاهده ومكانه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فزوجوا أخاه فزوجوه، فلما انصرفوا قال له أخوه : يغفر الله لك أما كنت تذكر سوابقنا ومشاهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتترك ما عدا ذلك فقال : مه يا أخي صدقت فأنكحك الصدق ” .
قصة سيدنا إسماعيل عليه السلام
عن سهل بن عقيل قال أن سيدنا إسماعيل عليه السلام وعد رجلا أن يأتيه، فجاء ونسي الرجل، فظل به إسماعيل وبات حتى جاء الرجل من الغد فقال : ما برحت من ههنا ؟ قال : لا، قال : إني نسيت، قال : لم أكن لأبرح حتى تأتيني، حيث كان سيدنا إسماعيل عليه السلام صادق الوعد، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى هذا في القرآن الكريم في قوله : ” واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا “، وفي تفسير ابن جرير للآية يقول : يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : واذكر يا محمد في هذا الكتاب إسماعيل بن إبراهيم، فاقصص خبره إنه كان لا يكذب وعده، ولا يخلف، ولكنه كان إذا وعد ربه أو عبدا من عباده وعدا وفى به .
قصة سليمان بن يسار وهشام بن عبد الملك
قال الشافعي : حدثنا عمي قال : دخل سليمان بن يسار على هشام بن عبد الملك فقال : يا سليمان من الذي تولى كبره منهم؟ قال : عبد الله بن أبي ابن سلول، قال : كذبت هو علي، فدخل ابن شهاب فسأله هشام فقال : هو عبد الله بن أبي، قال : كذبت هو علي، فقال الزهري : أنا أكذب لا أبا لك، فوالله لو نادى مناد من السماء إن الله أحل الكذب ما كذبت .
قصص عن الصدق
1- قال إسماعيل بن عبيد الله : لما حضرت أبي الوفاة جمع بنيه فقال لهم : يا بَنِي عليكم بتقوى الله، وعليكم بالقرآن فتعاهدوه، وعليكم بالصدق حتى لو قَتَل أحدكم قَتيلاً، ثم سئل عنه أقر به، والله ما كذبت كذبة قط مذ قرأت القرآن .
2- قال الأصمعي عن عمه قال : أتى رجل الحجاج بن يوسف فقال ربعي بن حراش – زعموا لا يكذب – وقد قدم ابناه عاصيين فابعث إليه فاسأله فإنه سيكذب، فبعث إليه الحجاج فقال : ما فعل ابناك ياربعي، فقال : هما في البيت، والله المستعان، فقال له الحجاج : هما لك، وأعجبه صدق .
3- خطب الحجاج في يوم الجمعة فأطال الخطبة، فقام إليه رجل فقال : إن الوقت لا ينتظرك والرب لا يعذرك، فأمر به إلى الحبس فأتاه آل الرجل فقالوا : إنه مجنون، فقال: إن أقر على نفسه بما ذكرتم خليت سبيله، فقال الرجل : لا والله لا أزعم أنه ابتلاني وقد عافاني، فبلغ ذلك الحجاج فعفا عنه لصدقه .
4- سمي جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بالصادق، وذلك لصدقه في مقاله، وهذا يبين أهمية الصدق، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” الصدق طمأنينة والكذب ريبة ” رواه الترمذي .