حفر الباطن واحدة من محافظات المملكة ونجدها في المنطقة الشرقيه منها وبالتحديد في شمال شرق المملكة، وتختص محافظة حفر الباطن بمساحة من المملكة تبلغ 144 كيلو متر مربع، وواحدة من أهم مدنها مدينة الملك خالد العسكرية، أما المحافظ الحالى لحفر الباطن فهو سمو الأمير منصور بن محمد بن سعد آل سعود حيث تولاها في عام 2018.
لمحة تاريخية عن حفر الباطن
قديمًا لم يكن هناك وجود لحياة أو استقرار مدني واضح في منطقة حفر الباطن حيث كان المكان عبارة عن طريق تمر منه قوافل الحجاج التي تتحرك بين العراق ومكة أو شبه الجزيرة العربية، وهو طريق إجباري يجب عبوره ولكن ذلك الطريق كان يتمتع بالجفاف حيث يندر به الماء أو الآبار، فكان أول ما حاول حل تلك المشكلة هو أبو موسى الأشعري عندما كان واليًا على البصرة وعلم بما يعانيه الحجاج عند العبور بهذا الطريق القفر من قلة الماء.
بدأ ابو موسى الأشعري في البحث عن أفضل الأماكن على الطريق لحفر الآبار لحل مشكلة الحجاج، فوقع الاختيار على منطقة بين البصرة والنباح (الأسياح حاليًا ) حيث تم حفر 5 آبار وكان ذلك في عام 17 هجرية، إلا أن عملية حفر الآبار في المنطقة استمرت بمباركة من ابو موسى الأشعري حتى تخطى عدد الآبار 70 بئرًا مما جعل المنطقة من أشهر مناطق المياه في المنطقة العربية، لم يتبقى من تلك الآبار التي تزيد عن 70 بئرًا إلا 40 بئر منها ما يصلح مائه للشرب ومنها ما لا يصلح، وكانت تلك الآبار مملوكة لعدد من القبائل العربية ولكن مع حلول القرن العشرين اقتصرت ملكية الآبار على واصل وهم ينتمون إلى قبيلة مطير، حيث كانت الآبار توجد في منطقة الرعي الخاصة بالقبيلة في صحراء الصمان.
يعود عمر مدينة حفر الباطن تقريبًا إلى 1000 عام حيث تأسست مع وجود الآبار والمياه الصالحة للشرب والحياة في تلك المنطقة، حيث أصبح يسكنها بنو العنبر وهم من قبيلة تميم وكانت المدينة في تلك الحقبة تابعة لليمامة، وظلت المدينة تزدهر وتنمو حتى جاء صراع القرامطة وقاموا بالاستيلاء على البحرين مما قطع طريق الحجاج المار بحفر الباطن وتوقف نمو وازدهار المدينة.
كان لحفر الباطن أكثر من أسم على مر سنون عمرها فكانت قديمًا تسمى حفر بني العنبر تلك التمسة كانت نسبة إلى ساكني المدينة القدام، وبعدها سميت بحفر ابي موسى وذلك نسبة إلى الصحابي ابو موسى الأشعري لأنه هو من بدأ بحفر الآبار بالمنطقة واستخراج الماء ما باطن الأرض فتكريمًا للصحابي الجليل أطلق اسمه على المدينة، ومن بعده سميت بالحفر وهى نوعًا من الاختصار تم استخدامه وظهر بشكل كبير في المخاطبات الرسمية، وأخيرًا كانت التسمية حفر الباطن وهنا يمكن تقسيم التسمية إلى شقين الأول هو حفر ويعني حفر الآبار الذي تم في قلب المنطقة أما الشق الثاني فهو الباطن وهو اسم الوادى الذي تم حفر الآبار في باطنه.
الموقع الجغرافي والفلكي لحفر الباطن
بالنظر إلى خريطة المملكة فإن حفر الباطن تقع في الشمال الشرقي من المملكة وهو موقع متميز، إذا نجدها قريبة من الكويت فلا تبعد عنها أكثر من 100 كيلو متر وكذلك العراق التي تبعد 80 كيلو متر فقط إلى جانب الرياض التي تبعد تقريبًا 500 كيلو متر، ونجد حفر الباطن مدينة مركزية تقع على مفترق طريق دولي نجده يربط بين الشام العراق وشبه الجزيرة العربية وباقي دول الخليج العربي.
أما فلكيًا فإن حفر الباطن تقع بين خطي عرض 28 – 30 درجة شمال خط الإستواء، وبين خطي طول 15 – 45 درجة شرق خط جرينتش.
أهمية حفر الباطن
تعتبر حفر الباطن واحدة من المدن التي تمثل أهمية اقتصادية للمملكة إذ أنها من مناطق الجذب السياحي في فترة الربيع حيث المناخ المعتدل، فتلك المنطقة تعتبر أفضل مناطق الخليج العربي في تلك الفترة من السنة حتى أنه أطلق عليها قديمًا عاصمة الربيع، كما أن المنطقة تعتبر منطقة رعوية غنية.
إلى جانب السياحية الربيعية في حفر الباطن فهناك مجموعة من المصانع التي توجد بالمنطقة، حيث تم إنشاء منطقة صناعية بها تضم مصانع الانترلوك، والبلاستيك، والكرتون، والمواد الكيماوية، وحاليًا بدأ العمل على إنشاء مدينة صناعية جديدة بالمنطقة، كما تضم المدينة مجموعة من المولات والمراكز التجارية والمجمعات التجارية والتي من أشهرها وأضخمها العثيم مول والحفر مول.
المناخ في حفر الباطن
بشكل عام حفر الباطن ذات مناخ متقلب من فصل لآخر مثل:
الصيف حيث الجو حار جاف مع وجود بعض العواصف الشديدة والرياح المحملة بالرمال.
الشتاء شديدة البرودة.
الربيع ويمثل واحد من افضل الفترات في المنطقة ويجعلها وجهة للآلاف من الزوار حيث يأتي بعد موسم من الأمطار ينتشر في المنطقة مما يساعد على نمو النباتات والأزهار مما يساعد على كساء المكان بغطاء أخضر رائع.
الخطر بحفر الباطن
رغم الخيرات التي تأتي بعد موسم المطر إلا أن موسم المطر يمكن أن يمثل خطورة كبيرة على حفر الباطن، حيث أن المنطقة تقع في قلب وادي الباطن بين وادي الرمة أكبر الأودية بالمملكة ووادي فليج وبذلك تصبح حفر الباطن مهددة بجريان السيول المهلكة والمدمرة بها، وكانت آخر السيول العنيفة التي هاجمت المدينة في عام 1403 هجرية
الرمز البريدي لحفر الباطن
الرمز البريدي لمدينة حفر الباطن:- 31991.