البيضاء أو منتزه البيضاء هو احد المنتزهات البرية الواقعة في شمال المدينة المنورة و يبعد عن الحرم النبوي بنحو 45 كيلومترا . أما تضاريسه فهي تضم جبالا و أودية و غابات مطرية. و يعد منتزه البيضاء في المدينة وجهة جذب للسياح و الزوار و الحجاج، لكون المنتزه يوجد في منطقة حوضية جبلية رائعة التكوين. كما أنه يوجد ضمن السلسلة الجبلية التابعة لجبال الحجاز المتكونة من الصخور النارية و المتحولة و الجرانيتية. و هو إضافة إلى وجوده على بعد كيلومترات من المسجد النبوي الشريف، فإنه يعد الرئة التي يتنفس بها أهل المدينة المنورة.
من أين اكتسب المنتزه شهرته ؟
لا تقتصر شهرة منتزه البيضاء على موقعه المميز ، بل إن وادي الجن الموجود على الطريق للمنتزه جعل من اسم المنتزه مشهورا بين المواطنين و بين علماء الغرب و ذاع صيته بين السكان و الزوار و السياح كذلك. فإن زرت المنطقة و سألت عن وادي الجن ستحصل من الساكنة على باقة من القصص المتعلقة بالمكان. و لعل أشهرها رجوع السيارات لوحدها و تحرك الماء المسكوب إلى المناطق المرتفعة و ليس المنخفضة، بنفس حركة السيارات لوحدها. و يعتبر الناس أن هذه الظاهرة تعطي ضربة لقوانين الفيزياء التي تقول بأن الجسم يتحرك حركة حرة من أعلى إلى أسفل و من الأماكن المرتفعة إلى المنخفضة و ليس العكس. فهل ما يقوله الناس صحيح ؟
ما هي التفسيرات الغربية لظاهرة وادي الجن ؟
تفسيرات لجذب السياح
تناقل الناس الكثير من التفسيرات حول الظواهر الغريبة التي يشاهدونها في وادي الجن بمنتزه البيضاء، لكن أغلبها كان تفسيرات غير منطقية ولا علمية و لكن الهدف منها هو الترويج للمنطقة لأهداف مادية صرفة. إذ يقول بعض السماسرة و سائقي السيارات و الباصات بأن الظاهرة في الوادي مرتبطة بسيرة النبي محمد “صلى الله عليه وسلم” و ذلك من أجل جذب السياح و خاصة الحجاج و دفعهم إلى زيارة المنطقة مقابل قيمة مالية معينة. في حين يقول الآخرون أن القوى الخارقة فوق الطبيعية أو الخفية هي المسؤولة عن هذه الظاهرة مع إدعائهم أنهم أثناء الليل يسمعون أصواتا تطلب منهم الرحيل لكونهم لا ينتمون للمنطقة.
التفسيرات العلمية من علماء أجانب
إن الرأي العلمي الصريح و الذي يمكن أن يكون أقرب للصواب هو موضوع معاكسة الجاذبية الأرضية لقوانين الفيزياء في منطقة وادي الجن لارتباطه بالتلال المغناطيسية. حيث أن التلال المغناطيسية هي عبارة عن تشكلات طبيعية تتواجد في بعض الأماكن في العالم و ينعكس فيها سلوك الجاذبية الأرضية التي اعتدنا عليها. حيث تسير السيارات و تنزل المياه من الأماكن المنخفضة إلى الأماكن المرتفعة، رغم أن المنطقي هو العكس.
و يوجد هذا النوع من التلال في بعض الأماكن المختلفة في الوطن العربي كدولة الأردن و لبنان و المملكة العربية السعودية. كما أن وادي الجن يوجد فوق تلة مغناطيسية تمتد إلى 4 كلم، و في هذه المسافة ستجد أن القانون الفيزيائي الطبيعي ينقلب رأسا على عقب. أما فيما يتعلق بسبب تشكل التلال المغناطيسية في أماكن معينة، فهو أمر مازال مجهولا من طرف علماء الفيزياء إلى غاية الآن.
و يقول الخبراء أن هذه الظاهرة العكسية ليست موجودة في وادي الجن في المدينة المنورة فقط بل توجد كذلك ببعض المناطق الجنوبية كعسير و نجران لوجود الأراضي على تشكلات جبلية و صخرية لها خصائص مغناطيسية. لهذا السبب فإن هذه المناطق تكون كثيرة الازدحام خاصة الطريق الرئيسية المؤدية إلى منتزه البيضاء الذي يمتلئ بالسيارات التي نزل منها أصحابها للحكم على حقيقة الرواية الغريبة. في المقابل يتخوف الناس من الحوادث الطرقية المؤسفة التي يسببها الازدحام هناك.