يمثل يوم 14 فبراير يوما مختلفا عند الكثير من الأشخاص في معظم دول العالم، حيث نرى في هذا اليوم معظم الأشياء باللون الأحمر، وهو اللون المعبر عن الحب فترى في الشوارع الورود الحمراء والتي يهديها كل المحبين لبعضهم البعض، وهذا هو جانبا من مظاهر الاحتفال بعيد الحب أو عيد العشاق، وفي الغرب يسمى بعيد الفالنتاين، وهي المناسبة التي ينتظرها المحبين لتبادل القلوب والورود الحمراء المعبرة عن حبهم لبعضهم البعض، وكانت هذه المناسبة منتشرة في الدول الغربية فقط، وسرعان ما انتقلت إلى بعض الدول العربية وصار الاحتفال بها أمرا مهما وواجبا، وقد اختلفت الأقاويل والروايات حول حقيقة عيد الحب وحول فكرته، ولكن ما أثير مؤخرا هو أن صاحب فكرة عيد الحب هو تونسي الأصل، فهل هذه حقيقة ؟ هذا ما سوف نجيب عنه في هذا المقال

صاحب فكرة عيد الحب تونسي ؟!
على الرغم من اختلاف الروايات حول فكرة عيد الحب أو الفالنتاين داي إلا أنه لم يثبت إلى الآن الحقيقة الكاملة وراء هذه المناسبة، فكلنا يعلم أن صاحب الفكرة هو قديس اسمه فالنتاين ولكن الجديد في هذه القصة الأسطورية أن صاحب فكرة عيد الحب ينحدر من أصول عربية وتحديدا من شمال إفريقيا، حيث يعتقد أن يوم الحب الموافق 14 فبراير قد اتخذ اسمه من أحد القديسين ولكن لا يكون أي إجماع على هويته، فالكنيسة الكاثوليكية تعترف مثلا بالعديد من القديسين الذين يحملون اسم فالنتاين أو فالانتينوس وكل واحد منهم لديه قصة باليوم العالمي.

وقد أعلن البابا جيلاصيوص الأول وهو ثالث أساقفة روما من أصل أمازيغي أن يوم الحب هو يوم 14 فبراير/ شباط ، والمعروف أن بعض البابوات والأساقفة والقديسين في تاريخ الكنيسة تنحدر أصولهم من المنطقة الحدودية بين تونس والجزائر وهناك من وصل إلى مرتبة القديس منهم وهو القديس سانت اغسطين، ويشير أرشيف الكنيسة الكاثوليكية أن جيلاصيوص يعود أصله إلى مقاطعة أفريكا وهي تونس حاليا والتي قد أسماها العرب فيما بعد إفريقية، وتشير الروايات أن جيلاصيوص قرر الاحتفال بعيد الحب احياء لذكرى القديس فالنتاين والذي أعدم في نفس الوقت ، والذي تضاربت الأقوال حوله وانتهت بمحو اسمه من التقويم الليتورجي للكنيسة الرومانية عام 1969

أصل جيلاصيوص الأول
وهناك معلومات مؤكدة من المستشرقين والمؤرخين تقول أن جيلاصيوص الأول من مواليد غرب تونس اليوم وتحديدا مدينة الكاف والتي أسسها الأمازيغ، حيث كانت مزدهرة كثيرا وتتبع الإمبراطورية الرومانية وتعرف بسيكا فينيزيا نسبة إلى فينوس إلهة الحب والجمال ، وتعتبر قبيلة جلاص هي من إحدى القبائل الأمازيغية والتي سكنت عدة أنحاء في ليبيا وتونس، وتعرف بأنها أكبر القبائل التي تعيش في وسط تونس وتحديدا من مدينة زغوان حتى محافظة القيروان التاريخية حاليا.

ويعتقد أن جيلاصيوص الأول هو من أخذ إلى روما طقس مهرجان الخصوبة والمعروف باسم “لوبركاليا” والذي يتم فيه التضحية بقربان كالتضحية بعنزة ويتم استخدام جلدها لضرب النساء حتى يتمكن من الإنجاب في العام القادم، ويتضمن هذا الطقس كتابة أسماء النساء بحيث تجرى عملية القرعة التي يتم فيها تحديد هوية من سيكون رفيقها خلال العام القادم.

روايات حول القديس فالنتاين
تقول كتب التاريخ أن فكرة عيد الحب تعود إلى الإمبراطور الروماني كلاوديوس الثاني الذي قرر منع الشبان من الزواج للانضمام إلى الجيش، ولكن كان هناك كاهنا يدعى ” فالنتاين” قد تحدى هذا القرار لأنه رأي أنه قرار غير عادل لذلك قام بالمباركة السرية لزواج أي عاشقين يطلبان الزواج، وعندما علم الإمبراطور بذلك قرر إعدامه وبالفعل أعدم في يوم موافق يوم 14 فبراير وبات جميع العشاق والمحبين يحتفلون بهذا اليوم من كل عام.

وهناك رواية أخرى تقول بأن هناك رجل مسيحي تم سجنه بسبب رفض عبادة الآلهة الرومانية حيث كان أصدقائه يبعثون رسائل تعبيرية من نافذة زنزانته حتى لا يشعر بالملل في سجنه، ورواية أخرى تقول بأن واحدا من الفالنتاين وقع في جب ابنة سجانه وقبل أن يعدم أرسل بطاقة وكتب عليها عبارة تستخدم كثيرا هذه الأيام على بطاقات المعايدة وهي عبارة ” كن فالنتايني”