من القضايا الغامضة التي اندلاعت في عام 2015 ومازالت مستمرة معانا في عامنا الجديد تلك القضية التي ترفع على شخص توفى منذ اعوام …. هذه القضية يمكننا تصنفها على انها قضية أدبية غريبه بطالها في القبر …. أما عن القضية نفسها فهي دعوى قضائية تم رفعها ضد المدعي عليه ” باسكال دوفور ” اما عن نص التهمه الموجهه اليه فهي محاولته لبيع مخطوط أصلي لكتاب “مذكرات ما وراء القبر ” هذا الكتاب لكاتب فرنسي شهير يدعى “فرانسوا-رينيه دو شاتوبريان ولد في عام 1768 وتوفى في عام 1848 …. أما بداية القصة في الحقيقة بعد بحث طويل وجد انه منذ عام 1836 وذلك حين اعطى الفيكونت شاتوبريان الذي كان يبلغ من العمر في ذلك الوقت 68 عام اذن بنشر كتابه ” مذكرات ما وراء القبر ” …. في هذه المقالة سوف نفك بعض الغموض حول هذه القضية وسوف نقوم بتناول معلومات عن كتاب من وراء القبر ومدى اهميته ولكن اولا علينا التعرف بالكاتب الفرنسي الذي اثار كتابه هذا الجدل .
من هو الكاتب الفرنسي فرانسوا رينيه دو شاتوبريان ؟
في شهر سبتمبر/أيلول بعام 1768 ميلاديا ولد الكاتب الفرنسي فرانسوا رينيه دو شاتوبريان وهو ينتمي الى عائلة أرستوقراطية … يعتبر فرانسوا رينيه دو شاتوبريان و احد من اهم واوائل كتاب المدرسة الرومانسية في الأدب الفرنسي …. عهناك العديد من الكتاب كانوا يتمنون ان يكونوا مثله وذلك علمنا به عن طريق اعترافتهم الخاصة حيث قال الكاتب الفرنسي الشهير فيكتور هوجو في احدى كتبه قائلا ” حينما كان طفلا كان “يرغب في أن يصبح شاتوبريان أو لا شئ ” ….. ظل فرانسوا رينييه دو شاتوبريان يعيش وسط عائلته في فرنسا حتى اندلاعت الثروة الفرنسية فترك فرنسا واتجه الى الولايات المتحدة و من ثم اتجه لندن ولقد تعرض فرانسوا الى حادثه اليمه حيث انه في عام 1794 ميلاديا قتل شقيقه على المقصلة …. كان لفرانسوا العديد من الكتب التي قام بنشرها كمثل كتاب “عبقرية المسيحية ” الذي تم نشره في عام 1802 ميلاديا .. كما انه في عام 1805 ميلاديا تم نشر رواية رومانسية قام بكتابتها تحت عنوان ” رينيه ” ….. كان فرانسوا دائما يدخل في حالة معارضة مع نابليون كما انه استطاع ان يصل الى العديد من المناصب الهامة في الدولة وكان على رأسها منصب وزيرا للخارجية …. أما عن اهمية كتاب ماوراء القبر الذي حدث عليه النزاع فهو كتاب مذكراته حيث بدأ في كتابتها في عام 1809 ميلاديا تتناول حياته وتاريخ فرنسا وتم نشر هذا الكتاب في عام 1848 ميلاديا .
بداية قصة نشر كتاب ” من وراء القبر ”
أما بداية القصة في الحقيقة بعد بحث طويل وجد انه منذ عام 1836 وذلك حين اعطى الفيكونت شاتوبريان الذي كان يبلغ من العمر في ذلك الوقت 68 عام اذن بنشر كتابه ” مذكرات ما وراء القبر ” والجدير بالذكر ان هذا الكتاب كان ينتظره الجميع بشغف ولكن عندما اعطى اذن بالنشر أعطى معه شرط ايضا و كان نصه ” ان يتم نشر الكتاب مقابل دخل سنوي ، و عند وفاتي ، وليس قبلها، يمكن للناشرين نشر 42 جزءا من مذكرات حياته الطويلة، تحت اسم “مذكرات ما وراء القبر” ” بعد ذلك تم بيع الكتاب واصبح للكتاب شهرة عالمية حيث أصبح الكتاب من افضل واهم الأعمال الرومانسية الكلاسيكية في العالم ليس ذلك فقط بل اصبح ايضا يتم تدريسه في المدارس الثانوية الفرنسية ومازال يتم تدريسه الى الان .. أما عن تفاصيل ابرام العقد الذي بموجبه تم نشر الكتاب فكان مؤمن جدا حيث وقع شاتوبريان بخط يده اذن بنشره ووضع عليه ثلاث اقفال وجعل عملية النشر من خلال المحامي … وبذلك تاكد من انه مستحيل اختراقه .
أما عن من هو باسكال دوفور فهو حفيد ” جان دوفور ” وعلاقته بالكتاب هو ان بعد ان سلمه فرانسوا الى المحامي بالاقفال استلم باسكال الكتاب لكونه كاتبا في مكتب محامي شاتوبريان وبعد ذلك توارثت مهمة الكتاب اجياله في نفس مكتبه حتى عامنا هذا لذلك القضية متهمها الاول هو باسكال دوفور …. ولكن موقف باسكال قو جدا خاصة بعد ان اوضح محاميه قائلا ” المخطوط لم يعد (شيئا مودعا) لدى مكتب المحامي. إن موكلي هو المالك، لأن المخطوط مهمل ” …. وبرغم من ذلك تتطورت القضية ومازالت في يد المحكمة العليا والجميع بانتظار الحكم في القضية .