الخلاف الفقهي هو نوع من أنواع الخلاف الذي جرى بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحاب الرسول وبين بعض الفقهاء في الدين وذلك الخلاف أحدث الكثير من التغيرات في الحياة على مر الزمن باختلاف البلاد التي قد شهدت ذلك الخلاف منذ القدم وحتى اليوم، وحتى يتمكن الفقهاء من ضبط الخلاف الفقهي الذي حدث في السابق كان لابد من وضع أصول علم الفقه وهنا لم يتم حصر الرأي في شخص واحد ولكن أصبح يوجد أكثر من رأي لأكثر من فقيه في الدين.
معلومات عن الخلاف الفقهي
أنزل الله عز وجل التشريعات السماوية في الكتاب الحكيم وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير من السنن التي كانت تحمل أكثر من معنى والهدف من الأمر أن لا يكون أمام الشخص مذهب واحد هو ما يرجع إليه كما يوجد تفاوت واضح في العقول مما يؤدي بطبيعة الأمر إلى تفاوت المفاهيم ونجد أن الخلاف الفقهي قد بدأ منذ القدم واستمر حتى تم وضع أصول علم الفقه، والغرض من الخلاف هو توسيع الحوار بين المسلمين وبعضهم البعض على حسن الظن.
أسباب الخلاف الفقهي
يوجد الكثير من اسباب اختلاف العلماء ولكن من الممكن اختصارها في ثلاثة أسباب فقط وهي الأسباب الأكثر شيوعا بين الناس وعن تلك الأسباب فهي على الشكل التالي.
أسباب خاصة برواية السنن
ويوجد الكثير من الفروع الخاصة بذلك السبب والتي من بينها الآتي.
1- عدم إطلاع الأشخاص على الحديث، فمن الممكن أن يصل الحديث إلى قوم ولا يصل إلى الآخرين وقد كان رسول الله لا يحدث بين الناس جميعا ولكن كان يتحدث إلى البعض ويتم تبليغ السنة بينهم وبين بعضهم حتى تم حفظها ووصولها إلينا ورسالة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قد كانت للناس أجمعين.
2- الشك في إثبات الحديث وهنا نجد أن الحديث من الممكن أن يصل إلى مجموعة فيتم بناء المزيد من الأحكام عليه ويصل إلى فئة أخرى ولكن هنا لا يتم العمل به وتصديقه وهنا يحدث الخلاف بين الفئتين وبعضهم البعض.
3- نسيان الأحاديث في بداية انتشار الدين الإسلامي لم تكن سنة رسول الله صلى الله عليه مدونه مثلها مثل القرآن الكريم أيضا ولكن على مر الزمن قد تم تدوينها خشية من التحريف بهم خاصة السنة فالله هو الحافظ للقرآن الكريم ونظرا لعدم تدوين السنة في بداية ظهور وانتشار الدين الإسلامي كان ينسى البعض الكثير من الأحاديث عن الرسول.
أسباب تخص فهم النصوص
ويوجد الكثير من الفروع أيضا التي تندرج تحت فهم الحديث والتي من بينها.
1- أن يختلف المجتهدين مع بعضهم البعض في فهم النصوص، فقد نجد أن البعض يحاول أن يفهم الظاهر من الحديث ونجد أن البعض الآخر متجهة إلى فهم الباطن أو ما وراء الحديث من مقصد وهنا بالطبع يحدث الخلاف.
2- كما أن الكثير من الفقهاء قد اختلفوا مع بعضهم البعض في الاجتهاد في الأشياء التي لا نص لها، وهو من أوسع الأبواب التي تحدث خلاف بين الفقهاء حيث لا يوجد نص صريح من القرآن أو السنة يخص ذلك الأمر مما يدفعهم للجوء إلى الاجتهاد الذاتي.
3- الجمع بين النصوص التي يختلفون مع بعضهم البعض بها أيضا من بين أشهر الأسباب لحدوث الخلاف، وهنا نجد ان الفقهاء مختلفين من حيث الجمع ومن حيث الضوابط التي تخص أمر ما.
4- الاختلاف في وضع القواعد الأصولية أو التعرف عليها وههنا يتم دراسة كافة القواعد التي تخص اللغة ومن هنا أيضا حدث خلاف من حيث رؤية كل شخص إلى الأمر نظرا لاختلاف المنهج الخاص بكل منهم على حدى.
أسباب خاصة باللغة
كما يوجد أيضا عدة فروع تنسدل من تحت ذلك السبب والتي من بينها ما يلي.
1- المشاركة اللفظية وهو أن يكون هناك أكثر من معنى للفظ واحد مما يؤدي إلى حدوث اختلاف.
2- أن يدور اللفظ في نطاق الحقيقة والمجاز، وهنا نجد ان لفظ ما يعني أمر في جملة معينة ويعنى أمر آخر في جملة أخرى وهنا يتوقف الأمر على وضع اللفظ.
3- الاختلاف في القراءات وبعضها البعض، حيث نجد أن قراءة القرآن الكريم لديها أكثر من مذهب مما أدي إلى تفسير كل شخص لعدة أمور على حسب الرواية الخاصة به وهو ما أحدث الجدل والخلاف بين الفقهاء.