أصبح هناك اعتماد كبير الان على تطبيق استراتيجيات التعلم النشط في كافة المدارس وفي مختلف المراحل التعليمية نظرًا إلى أن تلك الاستراتيجيات تحمل عدد كبير من المزايا الهامة التي تعود على المُعلم وعلى المتعلم وعلى العملية التعليمية بشكل عام ؛ ولكن مع ذلك هناك بعض التحديات والسلبيات التي تقلل من قدر مزايا وفوائد التعلم النشط .
التعلم النشط
التعلم النشط Active learning هو أحد أهم الأساليب التعليمية الحديثة التي تعتمد بشكل أساسي على تثمين وتعزيز قدر مشاركة ودور الطالب (المتعلم) في العملية التعليمية ، لأنه يؤهل الطالب إلى القيام ببعض الأنشطة التعليمية الهامة التي تعتمد على التفكير والبحث والنقد والتحليل من أجل التمعن جيدًا في كافة المعلومات التي تُعرض عليه ، وبالتالي يكون الطالب قادرًا على التمييز والفهم والتحليل وقادرًا على اكتساب المهارات الجديدة وتعلم الأخلاق والقيم أيضًا .
اهداف استراتيجيات التعلم النشط
تهدف الاستراتيجيات الخاصة بالتعلم النشط إلى مساعدة الطالب على :
-اكتساب وتعلم القيم والمبادئ بشكل تفاعلي .
-اكتساب الطالب القدرة على الفهم والتدقيق والتحليل .
-كما يهدف التعلم النشط إلى إفراز أجيال قادرة على مواجهة كل ما يواجهها من تحديات ومشاكل .
-يُساعد الطالب على أن يكون ذات أهداف مُحددة وقادرًا على التعبير عن رأيه بقوة وثقة دون خوف .
-ويهدف التعلم النشط بشكل أساسي أيضًا إلى مساعدة كل طالب على تحقيق الإرادة الذاتية بشكل فعلي .
ايجابيات التعلم النشط
من أبرز وأهم مزايا وإيجابيات التعلم النشط ، ما يلي :
-ينتج عن اتباع استراتيجيات التعلم النشط زيادة قدرة الطالب على أن يكون ذو فاعلية ونشاط أكبر داخل الصف لأن العملية التعليمية هنا لا تعتمد على التلقين فقط وإنما مرتبطة بالمرح والتسلية والتعلم معًا .
-كما يعمل التعلم النشط أيضًا على التخلص من مشكلة الخوف والخجل التي يُعاني منها عدد كبير جدًا من الطلبة والطالبات خصوصًا في المراحل الدراسية الأولى ، لأنه يُعزز من المشاركة الإيجابية بين الطلاب وبعضهم البعض وبين الطلاب والمعلم أيضًا .
-تعزيز المشاركة الإيجابية والتفاعل بين الطلاب أيضًا يُساعد بشكل كبير على التخلص من العزلة والفجوات بين الطلاب ويقضي على مشكلة رفض الاخر التي تتسم بها شخصية بعض الطلاب أيضًا ، فضلًا عن تعزيز قدر الثقة بالنفس لدى كل طالب وطالبة .
-كما أن اتباع أسلوب حديث ومرح في العملية التعليمية يُزيد من رغبة الطلاب في الحصول على العلم والمعرفة واتباع القواعد والاجتهاد من أجل التميز والتفوق .
-ومن جهة أخرى ؛ فإن التعلم النشط يُساعد بشكل كبير أيضًا على تنمية عمليات التفكير والمهارات الإدراكية خصوصًا لدى الطلاب ذات الدرجة المتوسطة والدنيا من التفكير .
-كما يُساعد التعلم النشط أيضًا على تعزيز روح المنافسة الإيجابية بين الطلاب ، إلى جانب أنه يُساعدهم على اكتشاف الميول التعليمية والمهنية وبالتالي توجيههم إلى التخصص المناسب لكل منهم في المستقبل .
معوقات وسلبيات التعلم النشط
وعلى الرغم من الكم الهائل لمزايا وفوائد التعلم النشط إلّا أنه يوجد بعض السلبيات والمعوقات التي تقلل من فوائده ، ومن أهمها ما يلي :
-الوقت القصير للحصص الدراسية وبالتالي عدم وجود الوقت الكافي لتحقيق الغرض المنشود من التعلم النشط ، كما أن الالتزام بخطة دراسية يؤدي إلى التقصير في تقديم كل ما يهدف إليه التعلم النشط داخل الفصل من أجل القدرة على الانتهاء من المنهج الدراسي في ضوء الخطة الدراسية .
-عدم وجود العدد الكافي من المعلمين ذات القدرة على قيادة مسيرة التعلم النشط داخل الصفوف الدراسية ؛ وبالتالي لا يتمكن الطالب من الحصول على الهدف المنشود من هذه الاستراتيجيات التعليمية الحديثة ، لأن المعلم لا يكون قادرًا هنا على تحديد ميول كل طالب على حدا .
-كما أن التعلم النشط قد يؤدي من ناحية أخرى إلى زيادة قدر تركيز الطلبة والطالبات على الحاضر وعدم الربط بين الوقت الحاضر بالمستقبل والماضي أيضًا ، وبالتالي فإن العملية التعليمية في هذه الحالة تكون غير مكتملة الأركان ، لأن ذلك قد يؤدي إلى فقدان الترابط المعرفي عند الطالب نتيجة اقتصار الأنشطة والتعلم على مهارات محددة فقط .
-يُركز التعلم النشط على اقتراح أفكار المشروعات وتنفيذها إلى جانب حل المشكلات المتعلقة بذلك وإهمال عدد كبير من جوانب الحياة الأخرى وهذا أمر بالطبع قد يؤدي إلى انفصال الطالب عن الواقع .