على الرغم أن كل من التعليم عن بُعد والتعليم الإلكتروني كلاهما يحمل معنى متقارب إلى حد كبير مع الاخر ؛ إلا أنه يوجد بينهما بعض الفروق التي قد لا يُلاحظها الكثيرين ، حيث أن كلاهما يعتمد على استخدام التكنولوجيا الحديثة في الحصول على العلم والمعرفة ولكن بأسلوب وطريقة مختلفة .

التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد

من خلال مجموعة من الدراسات والأبحاث ، أشار الخبراء إلى أنه يوجد فرق بين التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد ، على النحو التالي :

التعليم الإلكتروني

المقصود به هو تقديم بعض الدورات التدريبية والبرامج الدراسية من خلال الوسائط الإلكترونية والوسائط المتعددة مثل الأقراص المضغوطة ومواقع الويب المختلفة وفق مبدأ التعلم التفاعلي .

ومن خلال التعليم الإلكتروني يكون هناك تواصل بين المعلم والطالب ولكن دون أن يكون هناك ارتباط بالمكان أو الزمان ، ويُمكن أن يكون ذلك من خلال الشبكات الخارجية ( الإكسترا نت ) ، الإنترنت ، أو أجهزة التلفاز التفاعلية ، كما أن التعليم الإلكتروني يُمكن أن يتم من خلال ثلاثة بيئات مختلفة ، هي :

-تعليم شبكي مُباشر : وبه لا يتم الاعتماد إطلاقًا على الشكل التقليدي للمدرسة ؛ وإنما يتم استبدالها بشكل كامل بالتعليم الإلكتروني من خلال عرض المواد التعليمية بطريقة مباشرة من خلال الويب .

-تعليم شبكي مُتمازج : يُعد هو أفضل أنواع وأساليب التعليم الإلكتروني ؛ حيث أنه لا يقوم بإقصاء التعليم التقليدي بشكل كامل وإنما يجمع فيما بينهما ، وبالتالي ؛ فهو يضم وسائل التعليم الإلكتروني وبعض وسائل التعليم التقليدي ولكن بشكل متطور ، وينتج عن ذلك وجود درجة تفاعل أكبر بين المُعلم والمُتعلم بطريقة تشويقية ممتعة لا تجعل الطالب مُجرد مُتلقي فقط .

-تعليم شبكي مُساند : وفي هذا النوع من التعليم الإلكتروني ، يقوم المُتعلم بالبحث بنفسه عن مصادر المعلومات المختلفة من خلال الشبكة .

والعديد من الدول أصبحت تجمع بين أكثر من نوع من أنواع التعليم الإلكتروني من أجل الحصول على أفضل مستوى من الجودة للعملية التعليمية .

ويُذكر أن شعار وزارة التعليم في المملكة هو تحويل التعليم في كل الصفوف الدراسية إلى تعليم إلكتروني لتعزيز الفائدة المُرجوة من العملية التعليمية وقد ظهر ذلك جليًا في نظام نور وفي العديد من الأنظمة التعليمية الإلكترونية الأخرى التي تطلقها وزارة التعليم باستمرار .

التعليم عن بُعد

أما التعليم عن بُعد ؛ فهو يُعني عدم وجود تواصل مُباشر أو كامل بين المتعلم وهيئة التدريس ، وهو يتم أيضًا من خلال بعض الوسائط الإلكترونية الحديثة التي يكون بعضها حديث والبعض الآخر تقليدي .

ولا يتطلب التعليم عن بُعد أن يتم استخدام وسائل الاتصال الحديثة من أجل الحصول على المادة التعليمية ؛ لأن المُتعلم باستطاعته أن يحصل عليها في شكل كُتيبات أو مواد مطبوعة ورقيًا دون الاضطرار إلى استخدام أجهزة الكمبيوتر أو الوسائط المُتعددة طوال الوقت ، ومع ذلك فإن التعلم عن بُعد قد يتم أيضًا عبر تلك الوسائط وعبر الشبكة ولكن دون مساعدة هيئة التدريس .

ومن الملحوظ أن التقدم التكنولوجي قد أثر على طبيعة التعلم عن بُعد حتى أنه أصبح يتطلب وجود تطوير نوعي في المؤسسات التعليمية المختلفة حتى تكون متوافقة مع الأشكال الجديدة الأكثر تطورًا لنظام التعليم عن بُعد .

وتُجدر الإشارة إلى أن التعليم عن بُعد ليس بالأمر الحديث ؛ بل إنه معروف منذ وقتًا تطويلًا في الكثير من المؤسسات التعليمية ، ولذلك فهو يحمل العديد من المسميات الأخرى مثل التعليم النشط ، التعليم المفتوح ، التعليم بالمراسلة ، ويعرف أيضًا في بعض الجامعات باسم ( الانتساب ) .

وبشكل مُختصر ؛ يُمكننا أن نذكر أن الفرق بين التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد أن الأول مرتبط بالتواصل مع هيئة التدريس عبر وسائل الاتصال الحديثة ، بينما الثاني لا يتطلب وجود تواصل مع مُعلمين أو أعضاء هيئة تدريس وإنما هو بمثابة تعليم ذاتي .