رومان جاكبسون عالم لغوي وناقد أدبي، ولد في موسكو في 11 أكتوبر عام 1896، وتوفى في 18 يوليو عام 1982 في كامبريدج، وهو روسي الجنسية، نشأ لعائلة روسية غنية من أصل يهودي، واهتم باللغة منذ صغره، ومن أشهر نظرياته نظرية التواصل، والتي يعدد فيها العوامل الستة من أجل التواصل اللفظي الفعال .
نص نظرية التواصل
العوامل الستة للتواصل اللفظي الفعال حيث أن كل واحد يتوافق مع وظيفة الاتصال، فقد حدد رومان جاكوبسون ست وظائف للغة (أو وظائف الاتصال)، والتي يمكن من خلالها وصف الفعل الفعال للتواصل اللفظي، وكل وظيفة لها عامل مرتبط، لهذا العمل، تأثر جاكوبسون بنموذج كارل بولر العضوي، الذي أضاف إليه الوظائف الشعرية والشفوية .
الوظائف الستة للغة
الوظيفة المرجعية
تتوافق مع عامل السياق وتصف حالة أو كائن أو حالة ذهنية، يمكن أن تتكون العبارات الوصفية للدالة المرجعية من كل من الأوصاف الواضحة والكلمات المخادعة، على سبيل المثال “أوراق الخريف سقطت جميعها الآن”، وبالمثل، ترتبط الوظيفة المرجعية بعنصر تكون قيمته الحقيقية قيد التساؤل، خاصة عندما تكون قيمة الحقيقة متطابقة في كل من الكون الحقيقي والافتراضي .
الوظيفة الشعرية
تركز على “الرسالة من أجل مصلحتها الخاصة”، أي (الكود نفسه وكيف يتم استخدامه)، وهي وظيفة المنطوق في الشعر وكذلك الشعارات .
الوظيفة الانفعالية
تتعلق بالمرسل وأفضل مثال على ذلك بالتدخلات والتغييرات الصوتية الأخرى، التي لا تغير المعنى الرمزي للكلمة ولكنها تضيف معلومات حول الحالة الداخلية، على سبيل المثال “واو، يا لها من وجهة نظر” .
الوظيفة الموصلة
تشغل المرسل إليه (المتلقي) مباشرة، وأفضل ما يتم إيضاحه من خلال الأصوات والمهمات، على سبيل المثال “توم! تعال إلى الداخل وتناول الطعام” .
الوظيفة الاجتماعية أو Phatic
هي لغة من أجل التفاعل، وبالتالي فهي مرتبطة بعامل الاتصال / القناة، ويمكن ملاحظة وظيفة Phatic في التحيات والمناقشات غير الرسمية للطقس مثلا، خاصة مع الغرباء، مثل : كيف حال الطقس، مرحبا كيف حالك، أو وداعا، وهكذا .
وظيفة تقعيد لغوي
التي يطلق عليها “metalinguistic”، أو “reflexive”، وهي استخدام اللغة ما يطلق كود، لمناقشة أو وصف نفسها .
مؤلفات رومان جاكبسون
1- كتاب شكل صوت اللغة
2- كتاب اللغة في الأدب
3- دراسات على لغة الطفل وفقدان القدرة على الكلام
4- بوسكن وأسطورة النحت
5- إطار اللغة (دراسات ميشيغان في العلوم الإنسانية)
6- تمهيدات لتحليل الكلام ” السمات المميزة وعلاقاتها ”
7- الدماغ واللغة : نصفي الكرة المخية والبنية اللغوية في الضوء المتبادل (أوراق جامعة السلافية في نيويورك)
8- شكسبير والفن اللفظي على حساب الروح
9- ملاحظات حول التطور الصوتي للروسية بالمقارنة مع اللغات السلافية الأخرى
10- مسارات السلافية المبكرة ومفترق طرق، الجزء 2، دراسات السلافية في العصور الوسطى
11- كتابات مختارة : الطرق السلافية المبكرة ومفترق الطرق، الجزء الأول، الدراسات السلافية المقارنة، التقليد السيريلي الميثودي
الشعرية من وجهة نظر رومان جاكوبسن
رومان جاكوبسون يرى أن الشعرية هي فرع من اللسانيات، دوره هو معالجة الوظيفة الشعرية في علاقاتها مع الوظائف الأخرى للغة، ويرى أن الشعرية هي التي تهتم بالمعنى الواسع للكلمة، وهذا ليس في الشعر فقط، بل خارج الشعر أيضا، وبالتالي نخلص مقصد جاكوبسون في الشعرية في ثلاثة نقاط أساسية هي :
1- الشعرية فرع من فروع اللسانيات
2- الشعرية تقوم بمعالجة الوظيفة الشعرية وعلاقتها بالوظائف الأخرى للغة، وهذا يعني أن الشعرية لها علاقة بالبنيوية والأسلوبية والسيميائيات وعلوم اللغة المختلفة الأخرى .
3- أن الشعرية تهتم بالوظيفة الشعرية سواء في الشعر أو النثر، وبالتالي فهي تدرج ضمن العلوم التي تهتم بالخطاب، سواء الخطابات المنطوقة أو المكتوبة، أو حتى الخطابات السياسية، والفلسفية، وبالتالي فالشعرية لا تهتم بالشعر وحده، بل تهتم أيضا بفنون الكلام الأخرى، لعلاقتها بالأدب .
يعرف جاكوبسون الوظيفة الشعرية بقوله أنها : ” تتجلى في كون الكلمة تدرك بوصفها كلمة، وليست مجرد بديل عن الشيء المسمى، ولا كانبثاق للانفعال، وتتجلى في كون الكلمات وتركيبها ودلالتها وشكلها الخارجي والداخلي ليست مجرد أمارات مختلفة عن الواقع، بل لها وزنها الخاص وقيمتها الخاصة “، وتتحقق الوظيفة الشعرية لأنها تبرز الجانب المحسوس للأدلة في عملية استهداف الرسالة .
وظائف اللغة عند رومان جاكبسون
يقول جاكبسون : ” على اللغة أن تدرس في كل تنوع لوظائفها، وعلينا قبل معالجة الوظيفة الشعرية، أن نحدد مكانتها بين وظائف اللغة الأخرى، ولإعطاء فكرة عن هذه الوظائف فإن نظرة موجزة منصبة على العوامل المكونة لكل الإجراءات اللسانية ولكل فعل تواصل لفظي ضرورية، ويبعث المرسل رسالة إلى المرسل إليه، ولكي تكون الرسالة فعالة فإنها تتطلب قبل كل شيء سياقا عليه تحيل والذي نسميه أيضا المرجع “، ووظائف اللغة هي :
الوظيفة التعبيرية
والتي يطلق عليها أيضا الوظيفة الانفعالية والتي تتعلق بالشخص الذي يرسل رسالة لغوية، وهذه الوظيفة تجعل الرسالة يكثر فيها الانفعالات والعواطف، لأن المرسل يتحدث عن انطباعه وانفعاله وشعوره .
الوظيفة الشعرية
والتي تتعلق بالرسالة، والرسالة هي التي تحمل المعنى، وكل رسالة لغوية يجب أن تشتمل على الوظيفة الشعرية، ولكن درجتها تختلف من رسالة لأخرى .
الوظيفة الانتباهية
وهي قناة الاتصال التي تعد مهمة جدا في نظرية التواصل، وقناة الاتصال مسئولة عن الوظيفة الانتباهية لأن الهدف منها هو : الانتباه وطرق الحفاظ عليه .
الوظيفة الإفهامية
الوظيفة الإفهامية هي المتعلقة بالمرسل إليه، أي الشخص الذي يستقبل الرسالة، وبالتالي ففي هذه الوظيفة تكثر ضمائر المخاطب، ونلاحظها جدا في الكتابات الثورية، التي تثير المشاعر .
الوظيفة المرجعية
هذه الوظيفة تتعلق بالسياق الذي تم فيه قول الرسالة اللغوية، والمرجعية التي أدت إلى إنتاج الرسالة اللغوية، ويجب أن تكون هذه الوظيفة موضوعية، ويتم فيها استعمال ضمائر الغائب .