يشهد العالم تقدماً علمياً مذهلا في كافة المجالات ، ولم يعد بإمكان مؤسسات التعليم أن تقدم مواد تدريسية وتدريبات عملية على المحتوى العملي لتلك المواد، وهو الأمر الذي جعل من وجود عمالة جيدة أمرا ليس سهلا حيث أن نوعية الطلب على العمل لم تعد كما كانت في السابق، فلم يعد المؤهل الجامعي أو الفني فقط هو معيار الاختيار والكفاءة بل أصبح هذا المعيار كأنه لا شيء دون اقترانه بإجادة المهارات العملية والتعامل مع التقنيات الحديثة في المجال التدريسي الذي سيتخصص فيه الخريج خلال حياته ومسيرته المهنية، ونتيجة لوجود فجوة حقيقية بين البرامج التدريسية ومتطلبات العمل لجأت دول عديدة إلى إعادة صقل المهارات العملية للدارسين، وفق برامج تعليمية حديثة، كان من بينها التدريب التعاوني.
ما التدريب التعاوني
1 – رأت الدول المتقدمة أنه من الضروري أن تكون مخرجات التعليم مناسبة وملبية لمتطلبات سوق العمل، وأكثر استجابة للمهارات والتخصصات التي يحتاج إليها، فكان التدريب التعاوني هو الطريقة الفعالة والمثالية التي من خلالها يمكن ربط النظام التعليمي بسوق العمل ومتطلباته.
2- توجد جذور قديمة لتطبيق فكرة التدريب التعاوني في بعض الجامعات الأوروبية والأمريكية، منذ ما يزيد عن قرن من الزمان ، فقد كانت الجامعات تدرب طلابها خلال أشهر الصيف كي يكتسبوا خبرة عملية في المجال الصناعي، كما كانت فترة التدريب العملي فترة أساسية في كليات الطب والقانون.
3- بدء تطبيق التدريب التعاوني في جامعة سينسناتي بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1906، وتطبقه الجامعات الكندية بنجاح منذ عام 1957،حيث بدأ تطبيقه في جامعة وترلو، ما جعل كندا من الدول الرائدة في هذا الأسلوب التعليمي، بدأ هذا النظام يترسخ خاصة بعد ظهور تأثيره على زيادة فرص التفوق، فلم يعد قاصرا على الكليات التي تدرس مواد عملية فقط بل أصبح التدريب التعاوني سمة الكليات التي تدرس العلوم الإنسانية أيضا.
4- زادت أعداد الطلاب الذين يدرسون وفق هذه الطريقة، وساعد على تلك الزيادة تنامى حاجة المواد والمقررات الدراسية والتعليمية إلى التدريب العملي كوسيلة نحو ملاءمة التعليم بالاحتياجات، وبعد أن بات هذا الأسلوب هو الأكثر انسجاما وملائمة لاحتياجات سوق العمل.
5- حذت دول عديدة حذو كندا وأمريكا وإنجلترا، كدول رائدة في مجال التدريب التعاوني، وتطبق الآن العديد من دول العالم هذا الأسلوب.
6- ويعرف التعليم التعاوني بأنه نظام تعليمي يجمع ما بين الدراسة النظرية والخبرة العملية المنظمة المرتبطة بالمنهج التعليمي الذي تتم دراسته من قبل الطالب.
أهمية التدريب التعاوني
يحقق التدريب التعاوني أقصى درجات التوافق والملاءمة بين مهارات خريجي النظم التعليمية المقترنة ببرامج تدريبية ومتطلبات سوق العمل، التي تحتاج إلى توفر مهارات عملية في العمال والموظفين.
يعتبر التدريب التعاوني وسيلة لاكساب المتدربين خبرة عملية منظمة، تتم أثناء الدراسة النظرية دون أن يترتب عليها عيادة فترة أو سنوات الدراسة.
يتم التدريب التعاوني من خلال التعاون بين الجامعات التي يدرس فيها الطلاب مواد ومحتوى ومنهج دراسي معين وبعض المنشآت أو المصانع أو الشركات التي يرتبط نشاطها بهذه التخصصات الدراسية.
فوائد التدريب التعاوني
تتعدد فوائد التدريب التعاوني حيث أن فوائده لا تقتصر على المتدرب فقط لكنها تعود أيضا بالنفع على جهة التدريب سواء كانت مصنعا أو مؤسسة وغيرها، ومن هذه الفوائد
فوائد المتدرب من التدريب التعاوني
1ـ توفير الخبرات العملية ذات الصلة بالدراسة النظرية.
2ـ المساعدة على اختيار المهنة خلال فترة التدريب.
3ـ تعويد المتدرب على تحمل نظم العمل وبيئته والمسؤوليات التي ترتبط به، ما يوفر أرضية مناسبة تمهد للانخراط في العمل بعد التخرج.
4ـ توفر جزء من وقت التدريب الفعلي قبل التعيين أو الالتحاق بوظيفة في نفس التخصص .
5ـ تكوين صورة واقعية في ذهن المتدرب عن العمل والتوظيف وإمكانية الربط بينها وبين ما يتعلمه في صفه التعليمي.
فوائد جهة التدريب من التدريب التعاوني
1ـ تعرف جهة التدريب على امكانياتها التدريبية في مختلف المجالات التقنية والمهني، والوحدات التي تحتاج إلى تخصصات معينة.
2ـ اختيار الموظف المناسب الذي يتمتع بالمهارات اللازمة لمتطلبات الوظيفة، وذلك من خلال الفرز والتعامل مع أعداد كبيرة من المتدربين خلال فترة التدريب ، ما يوفر من النفقات المالية على التدريب الداخلي، ويقلل من الخسائر الناجمة عن تحمل مخاطر عدم ملاءمة من تم توظيفهم للوظيفة .
3ـ توثيق الصلة والترابط بين المؤسسات التعليمية بين الجهات والمنشآت والمؤسسات الصناعية والتدريبية.
4ـ التعرف على معطيات التدريب التقني والمهني.
5ـ توفير الكوادر المدربة والمؤهلة تأهيلا عاليا.
6ـ تحقيق الهدف الأساسي من التدريب التعاوني وهو ربط المنتج التعليمي بسوق العمل.
7ـ التعرف على المشكلات والصعوبات التى تواجه القطاعين الحكومي والخاص في مجال التدريب والتوظيف.
8ـ تطوير المعلومات التكنولوجيه والأبحاث من خلال العلاقة والترابط بين المؤسسات العلمية والمنشآت الصناعية.
9ـ الارتقاء بمهارات الاتصال للطالب واكسابه فن التعامل مع بيئة العمل بواقعية ومهنية عالية.
10ـ تعزيز وتنمية مفهوم العمل الجماعي لدى الطالب وتنمية سلوكياته في التعامل مع فريق العمل.
11ـ تعرف الجهات التدريبية المتعاونة على طلاب الجامعات ومخرجات التعليم الجامعي.
12ـ تزويد الكليات وأقسام الأكاديمية بتغذية عكسية حول مدى ملائمة برامجها بمتطلبات سوق العمل.