الحواس الخمس إحدى نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان، والتي إذا فقد واحدة منها يصبح عاجزا، وتعتبر الحواس الخمس مصدراً رئيسيا وأساسيا للإدراك، إضافة إلى إنها وسيلة لمعرفة ما يحدث وكيف ليتم الشعور والاحساس به، ومن ثم ادراكه، كما أن الحواس الخمسة لها وظيفة اجتماعية في غاية الأهمية إذ إنها مهمة للتواصل مع الآخرين، ولكل حاسة من الحواس الخمس وظيفة خاصة به يتفرد بها ويتميز عن غيره من الحواس، رغم أن الحواس جميعها تعمل في منظومة متكاملة ومترابطة، وقد صنف الفيلسوف أرسطو الحواس الخمس وهي حاسة الشم، حاسة السمع، حاسة البصر، حاسة التذوق، حاسة اللمس.
حاسة الإبصار
البصر أحد الحواس الخمس، والذي يمكن الكائن الحي من الرؤية، عن طريق قدرة الدماغ من خلال العين على كشف الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من الضوء أو نتيجة لانعكاس سقوط الضوء على الأجسام لتفسير الصورة المنظور لها، حيث أن العين ترى الأشياء وتميز الألوان والأشكال والأحجام، إذ إنه عندما يمر الضوء من خلال عدسة العين ينتج عنه انعكاس صورة المنظور إليه، وبعدها تقوم شبكية العين بنقل الصورة للدماغ الذي يمكنه تفسيرها وإدراك ماهيتها.
وينشأ الإبصار نتيجة سقوط الأشعة على العين ويقابل تلك الأشعة طبقة شفافة توجد في مقدمة العين وتسمي القرنية وتقوم بحماية العين، ثم بؤبؤ العين الموجود في القزحية التي هي عبارة عن عضلة تتحكم بحجم بؤبؤ العين بحسب شدة الضوء، فإذا كان الضوء شديدا يصبح البؤبؤ صغيرا،ً وإن كان منخفضا يصبح البؤبؤضيقاً.
يمر الشعاع الصادر من الجسم عبر الجسم الزجاجي حتى يصل إلى الشبكية التي تحتوي على ملايين الخلايا الضوئية الحسية، ومن أهم تلك الخلايا ما يسمى بالقضبان والمخاريط، وتحدد القضبان الشكل، بينما تتعرف المخاريط، على الألوان ، ثم ترسل القضبان والمخاريط إشارات للمخ الذي تصله الصورة بشكل مقلوب، وبواسطة اللحاء البصري الموجود بالمخ يتم تمييز الصورة بالشكل الصحيح.
حاسة السمع
السمع هو قدرة الأذن على التقاط ترددات الموجات الصوتية المنتقلة عبر الهواء وإدراكها، حيث أنها تقوم بتمييز جميع الأصوات التي تتمكن من التقاطها، وتتم عملية السمع بمرور الموجات الصوتية من خلال الأذن الخارجية التي تجمع تلك الموجات وترسلها إلى طبلة الأذن التي تهتز عند التقاط تلك الموجات مما يتسبب في حدوث التأثير على عظيمات الأذن الثلاث في الأذن الوسطى فتهتز النافذة البيضاوية ويتحرك السائل المتواجد داخل الأذن الداخلية، وبهذه الطريقة تصل الاهتزازات إلى قوقعة الأذن الداخلية والخلايا الشعرية الموجودة بها، والتي تقوم بتحويل الموجات الموجودة بالسائل إلى نبضات عصبية، ويتم هذا التحويل في العصب السمعي، ثم ينتقل إلى مركز السمع بالدماغ الذي يقوم بوظيفته في تحليل الأصوات بطريقة يفهمها البشر ويميزونها.
حاسة الشم
الشم هو قدرة الأنف على تمييز الروائح العديدة والمختلفة التي تدخله، نتيجة مرور الهواء المحمل بتلك الروائح داخل الأنف والذي يثير مستقبلات الشم، فيحدث تفاعل كيميائي يصل للدماغ فيحلل الرائحة ويحدث التمييز بين الروائح الذكية والكريهة.
وتتم عملية الشم عن طريق الأنف أحد أعضاء الجهاز التنفسي، والذي ينقسم من الخارج إلى عظام وغضاريف، ويتكون من تجويفين يفصل بينهما الحاجز الأنفي، ويبطن التجويفين غشاء مخاطي به أعداد كبيرة جدا من الشعيرات الدموية والغدد المخاطية التي تقوم بإفراز مادة مخاطية ترطب الهواء الذي يستنشقه الأنف.
حاسة التذوق
التذوق هي قدرة اللسان على تمييز الطعم و تذوق المواد المتنوعة، إذ يتذوق اللسان الأطعمة عن طريق براعم اللسان التي تحدث تفاعل كيميائي يميزه الدماغ، ويبدأ بتحليلها ويحدث التمييز بين الطعوم المختلفة.
ويعتبر اللسان هو العضو المسئول عن تمييز طعم المواد المختلفة بعد أن تذوب فى اللعاب، إذ يوجد على سطح اللسان ما يسمى بـ براعم اللسان والتي يمكنها التعرف على المذاق، بينما تقوم الحليمات التي تعطي اللسان ملمسه الخشن بزيادة مساحة التماس والاحتكاك بين اللسان والغذاء، وهوما يزيد من قدرة اللسان على التعامل مع الطعام لبلعة، أما بالنسبة لآلية عمل حاسة التذوق فهي عن طريق ذوبان الطعام بسبب اللعاب الموجود في الفم فتعمل البراعم التي تمتص المذاق وتقوم بتحويله للدماغ الذي يميزه.
اللمس هي قدرة أطراف الإنسان على تمييز سمات وخصائص الأشياء ، فعند لمس جسم معين يقوم الجلد كحلقة وصل بين الجسم الذي يتم لمسه والأعصاب الموجود أسفله، وهذه الأعصاب تنقل الصفة المحسوسة للدماغ الذي يحللها ويفسرها، ومن ثم يميز بين سمات كل الأشياء وخصائصها. ويتم عمل حاسة اللمس، عن طريق وجود طبقات للجلد يوجد تحتها نسيج حسي وأعصاب، بينما تكون طبقة الأدمة هي العازل الرئيسي للجلد إذ تمنع دخول سوائل ضارة للجسم أو فقدان للسوائل من الجسم.
يؤدي تضرر الأدمة يتعرض الجسم للخطر، كما تقوم صبغية الميلانوسيت بحماية الجلد من أشعة الشمس وتمنع آثارها المدمرة من تدمير الخلايا، ويقوم الجلد كوسيلة لتنظيم حرارة الجسم حيث يفرز مادة العرق التي تخفض الحرارة من خلال اتساع الأوعية الدموية المتواجدة تحت الجلد، كما تضيق هذه الأوعية إذا انخفضت الحرارة لتقلل من نسبة التعرق وتتم المحافظة على الحرارة بالبرد.