يعد فن الرسم من أبرز وأهم وارقى الفنون التي تتطلب موهبة جادة وليست فقط مجرد محاولات، بل إنها بالإضافة لذلك تحتاج إلى دراسة ومعرفة بضوابط هذا الفن وبعض خبراته ومهاراته وخباياه، وفيما يلي نتحدث حول رسم دورق الماء ليخرج بشكله ومظهره الشفاف المعتاد.
خطوات رسم دورق ماء
هناك أربعة مراحل أساسية تحدد كل منها مهمة ما لتتكامل تلك المهام الأربعة في النهاية مع بعضها البعض مكونة الشكل النهائي للمنتج الفني المطلوب، وتلك المراحل هي :
المرحلة الأولى : أبعاد الدورق
في هذه المرحلة نهتم بوضع مقاييس نحتكم إليها وترشدنا في إخراج شكل مستوي ومتناسب الأطوال والأبعاد؛ ففي البداية نقوم بعمل تخطيط مبدئي سريعا للشكل المراد رسمه وهو إبريق أو دورق أو كوب مياه؛ حيث نبدأ برسم خط عمودي يمثل طول الدورق المطلوب رسمه، ثم نرسم بشكل عمودي عليه -أي أفقيا- ثلاثة خطوط مختلفة يمثل أحدها قاع الدورق، ويمثل الاثنان الآخران فوهة الدورق وعنقه.
ويتم ذلك مع مراعاة أن تكون المسافة بين الثلاثة خطوط متناسقة ككوب وليست بالضرورة أن تكون المسافة بين الثلاثة خطوط متساوية، أي أن تكون المسافة بين القاع والخط الثاني الذي يمثل قاعدة الفوهة، أكبر من المسافة بين الخط الثاني الذي يمثل قاعد الفوهة والخط الأول الأعلى الذي يمثل قمة الفوهة وليست متساوية.
المرحلة الثانية
بعد أن وضعنا أساس العمل من خطوط توضيحية لمقاييس الرسم وأبعاده، نبدأ في تحويل تلك الأبعاد لأشكال مطابقة للمطلوب؛ حيث نبدأ في وضع الخطين الجانبيين للدورق ولكن مع مراعاة درجة ميول كل منهما، ودرجة اتساع وبعد كل منهما عن الآخر من منطقة الفوهة وقربهما من منطقة القاع على الأغلب، ويجب أن نهتم جدا بتفصيل وإبراز الانحاءات لجنبي الدورق.
أما عن الفوهة فتكون في الغالب دائرة بيضاوية الشكل منحنية بشكل مرن وسهل بعيدا عن المبالغة في التسطيح المتعمد، فقط مجرد دائرة بيضاوية إلى حد ما، ونهاتم جدا بأن تأخذ الفوهة أبعاد متناسقة تماما مع قوائم الدورق من الجانبين، لكي يكون الرسم مستويا مثل الطبيعي تماما؛ حيث لا يوجد دورق فيه ماء أو غيره ويكون موضوعا بشكل مائل.
المرحلة الثالثة
في تلك المرحلة وبعد أن نسقنا قوائم الدورق وفوهته ووضعنا أبعادا مناسبة للطول والعرض، تأتي المرحلة النهائية وهي مرحلة التظليل حتى يتضح الشكل وتتضح قوائمه وفوهته وظله والماء الذي فيه، ولو أن به ملعقة ما نحرص على أن تظهر بشكلها الإنكساري المطلوب وهكذا، ولكن قبل التظليل يجب تحديد اتجاه سقوط الضوء على الدورق، فهل يكون الضوء ساقطا من الأعلى بشكل عمودي، أم من خلف الدورق أم من أمامه أم من الجانب، وأي جانب تحديدا الأيمن أم الأيسر ؟؟ .. وهكذا.
ومعيار اتجاه سقوط الضوء هذا أمر ضروري للغاية حتى يمكن لنا إبراز الضوء من خلال التظليل، وأيضا حتى نحدد اتجاه الظل يالضبط بشكل دقيق من جميع الزوايا، بالإضافة لتوفير مساحة مناسبة من المفترض أن يسقط الضوء عليها، ونترك المكان المناسب لذلك.
المرحلة الرابعة
وتتعلق جميعها بالظلال؛ فبعد أن نكون قد انتهينا من رسم الدورق تماما وحددنا الأضواء والظلال واتجاهات كل منهما والزوايا والمناطق الواجب تظليلها، نبدأ في تحديد هذا الظل حسب قوة سقوط الضوء عليه، فليس من البديهي أن يكون ظل قاع الدورق الصلب السميك مماثلا لظل جداره الشفاف، مماثلا لظل جانبيه، مماثلا لظل الماء المتواجد فيه، مماثلا لظل جدار الفوهة الساقط على الدورق وعلى المياه التي فيه أو على الأرض، كلها نقاط وإن كانت دقيقة إلا أنه يجب مراعاتها بمنتهى الدقة لنخرج بمنتج فني متميز.