تعد الصداقة من أعظم الهبات التي يمكن أن يهبها الله للشخص، فإذا كان معك صديق صالح فأنت بالتأكيد في نعمة كبيرة وخير عظيم في الدنيا والآخرة، وقد حثنا رسولنا الكريم على حسن اختيار الصديق قائلاً : ” المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخَالِل ” مما يدل على مدى أهمية الصداقة وتأثيرها الكبير على حياتنا .
تعبير عن الصداقة
الصداقة هي واحدة من أغلى هدايا الحياة، فالشخص الذي لديه أصدقاء حقيقيون في الحياة محظوظ بما فيه الكفاية، حيث إن الصداقة تجعل تجربة حياة حلوة وممتعة، بل هي في الواقع أحد أهم أصول الحياة، ويمكن أن تقودنا الصداقة إلى النجاح أو إلى الهلاك، كل هذا يتوقف على كيفية اختيارنا لأصدقائنا .
واستنادًا إلى قاموس وبستر، فإن تعريف الصديق هو ” الشخص الذي تعرفه وتحبه وتثق به ” لكن بالنسبة للجميع ، لا توجد لدى الصداقة مصطلحات محددة، حيث يعتمد تعريف الصديق والصداقة على مفاهيم المرء، فكثير من الناس يبحثون عن خصائص مختلفة في الأصدقاء، والتي بعضها يكون شائعًا .
وعمومًا فإن الصداقة الحقيقية هي شعور الحب والمشاركة والاهتمام، إنه شعور بأن شخصًا ما يفهمك ويقدرك كما أنت، دون أي مبالغة أو انحراف أو إدعاء، إنه يعطي شعوراً بأنك “مطلوب” وأنك “شخص حقيقي” وليس شخصًا مجهول الهوية في الحشد .
والصداقة جيدة وضرورية، فلا يستطيع الإنسان العيش بمفرده، فالإنسان كائن اجتماعي بالفطرة، إنه يحتاج إلى شخص ما لمشاركته أفراحه وأحزانه، وبشكل عام ، فقط الناس الذين من نفس العمر ونفس الشخصية والعقلية ، وما إلى ذلك ، هم من يمكنهم أن يفهموه ويفهموا مشاكله .
ونحن بحاجة دائمًا إلى اللجوء إلى صديق عندما نكون في ورطة ، ونواجه صعوبات، فوفقا للكاتب الروماني العظيم شيشرون ” الصداقة تزيد السعادة وتقلل من البؤس من خلال مضاعفة فرحنا وتقسيم حزننا “، وهناك حاجة إلى الأصدقاء في كل مرحلة من مراحل الحياة، فالصداقة ليس لها حدود عمرية، كل مجموعة من الناس – الأطفال ، الشباب ، كبار السن ، إلخ ، لديهم أصدقاءهم، ومع ذلك ، من الأفضل أن يكون لديك أصدقاء من نفس الفئة العمرية والخلفيات الثقافية .
نحن بحاجة لاختيار أصدقائنا بعناية فائقة، علينا أن نتذكر الحكمة ” كل ما يلمع ليس ذهبًا “، وبنفس الطريقة، يجب ألا نتأثر بمظهر الصداقة الظاهر، يبقى الكثيرون معنا تحت ستار الأصدقاء الجيدين ويقودونا إلى الطريق الخطأ، واليوم ، أصبح العديد من الشباب مصدر إزعاج اجتماعي ويرجع ذلك أساسا إلى الأصدقاء السيئين .
فنحن نمضي الكثير من وقتنا من أصدقائنا، لذلك فإن نظرتهم العقلية وسلوكهم ومواقفهم تؤثر علينا أيضًا، لذلك ، علينا اختيار أصدقائنا بعناية كبيرة، وعلينا أن نميز بين أصدقاء الطقس المعتدل والأصدقاء الحقيقيين، فالأصدقاء الحقيقيون يظلوا معنا خلال أوقاتنا السعيدة والصعبة في حين يتم العثور على أصدقاء الطقس المعتدل فقط خلال الأوقات السعيدة .
والصداقة الحقيقية هي تلك التي تستمر مع الإنسان طوال حياته ولا تنتهي بسبب موقفٍ عابرٍ، أو وشايةٍ كاذبةٍ، فالصديق الوفي هو من يحافظ على أسرار صديقه ويكون سترًا له ولعيوبه، ولا يسبب له أي نوعٍ من الأذى، ووينصحه سراً إذا أخطأ، ولا يغضب منه بل يلتمس له الأعذار ويعاتبه بحب، ويعامله بإخلاص، ويظل وفيًا له طوال حياته، ويبقى على العهد حتى بعد وفاته، ويتذكره في الدعاء والصدقات، ويزور أهله، ويتواصل معهم، ويذكر محاسنه .
الصداقة الدائمة هي في الحقيقة نعمة، والأصدقاء الجيدون هم أعمدة عظيمة للحياة، فهم يساعدونا على الوقوف طويلًا واحتمال مصاعب الحياة، ولا يهم عدد المرات التي تلتقي فيها بأصدقائك، ولكن المهم هو اهتمامكم ببعضكم البعض في الأوقات الجيدة وكذلك في الأوقات السيئة .